أهداف الزواج

أهداف الزواج  

مركز آل البيت العالمي

إنّ أهم أهداف الزواج هي كما يلي :

أولاً ـ الحصول على الاستقرار :

إنّ نمو الإنسان ووصوله إلى مرحلة البلوغ ، يتسبب في ظهور تغيرات متعددة ، تطال الإنسان جسماً وروحاً وفكراً ، تشكّل بمجموعها نداء الزواج .

وفي هذه المرحلة ينبغي على الإنسان أن يستجيب إلى هذا النداء الطبيعي ، فإنّ التغافل عن ذلك أو إهماله سيؤدي إلى بروز الاضطرابات النفسية العنيفة ، التي لا يمكن أن تهدأ إلاّ بعد العثور على إنسان يشاركه حياته ، وعندها سيشعر بالهدوء والسلام .

إذن فإنّ أحد أهداف الزواج هو تحقيق حالة من الاستقرار النفسي، والبدني، والفكري، والأخلاقي ، وفي ظلال هذه الحياة المشتركة ينبغي على الزوجين العمل على تثبيت هذه الحالة ، التي تمكنهم من النمو الشامل .

ولقد أثبتت التجارب أنّه عندما تزداد أمواج الحياة عنفاً ، وحين يهدّد خطر ما أحد الزوجين ، فإنّهما يلجئان إلى بعضهما ، لتوفير حالة من الأمن يمكنهما من مواجهة الحياة والمضي قدماً . وعليه فإنّ الزواج ينبغي أن يحقّق حالة الاستقرار ، وإلاّ فإنّ الحياة سوف تكون جحيماً لا يطاق .

ثانياً ـ التكامل :

ينتاب الفتى والفتاة لدى وصولهما سنّ البلوغ إحساس بالنقص ، ويتلاشى هذا الإحساس في ظل الزواج وتشكيل الأسرة ، حيث يشعر الطرفان بالتكامل الذي يبلغ ذروته بعد ولادة الطفل الأول .

ويؤثر الزواج تأثيراً بالغ الأهمية في السلوك، وتبدأ مرحلة من النضج والاتجاه نحو الكمال، حيث تختفي الفوضى في العمل، والتعامل ، بعد أن يسعى كلّ طرف بإخلاص وصميمية تسديد الطرف الآخر ، وإسداء النصح إليه ، وخلال ذلك تولد علاقة إنسانية تعزز من روابط الطرفين، وتساعدهما في المضي قدماً نحو الكمال المنشود .

ثالثاً ـ الحفاظ على الدين :

ما أكثر أولئك الذين دفعت بهم غرائزهم فسقطوا في الهاوية، وتلوثت نفوسهم وفقدوا عقيدتهم .

 لذا فإنّ الزواج يجنّب الإنسان السقوط في تلك المنزلقات الخطرة ؛ وقد ورد في الحديث الشريف : ( من تزوّج فقد أحرز نصف دينه . . ) والزواج لا يكفل للمرء عدم السقوط فحسب، بل يوفّر له جواً من الطمأنينة يمكّنه من عبادة الله سبحانه والتوجه إليه ، ذلك إنّ إشباع الغرائز بالشكل المعقول يخلّف حالة من الاستقرار النفسي الذي يعتبر ضرورة من ضرورات الحياة الدينية .

وعلى هذا فإنّ الزواج الذي يعرّض دين الإنسان إلى الخطر ، الزواج الذي يخلّصه من الوقوع في حبائل الغريزة الجنسية ، ليقع في حبائل أخرى مثل الكذب والخيانة والممارسات المحرّمة ، لا يمكن أن يعتبر زواجاً، بل فخاً جديداً للشقاء ؛ والزواج الذي تنجم عنه المشاكل والنزاعات وإيذاء الجيران بالصراخ . . الزواج الذي يكدر صفو الأقرباء والأصدقاء ، ليس زواجاً، بل عقاباً .

رابعاً ـ بقاء النسل :

لقد أودع الله الرغبة لدى الإنسان لاستمرار النوع . ولا شكّ أنّ مجيء الأطفال كثمرة للزواج ، يعتبر لدى أولئك الذين يبحثون عن اللذائذ والمتع فقط ، أشخاصاً مزاحمين وغير مرغوب فيهم ، ولذا فإنّ للزواج بعداً معنوياً ينبغي أن يؤخذ بنظر الاعتبار ، لكي يكون مدعاة للتكامل والسير في طريق الكمال .

وما أكثر الزيجات التي آلت إلى الفشل بسبب غياب البعد الإلهي فيها ، وما أكثر الفتيات والشبان الذين تزوجوا من أجل الثراء أو الجمال أو الشهرة ، ولكن ـ وبعد مرور وقت قصير ـ شعروا بالمرارة وغرقوا في بحرٍ من المشكلات .

------------------------------------------

مراجعة وضبط النص شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام للتراث والفكر الإسلامي .