شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

السير الى كربلاء رسالة وعهد

0 المشاركات 00.0 / 5

السير الى كربلاء رسالة وعهد
شبكة النبأ

منذ ألف وثلاثمائة وواحد وسبعون عاما ، ونشيد السائرون يكاد لا يهدئ أو يكل من المضي قدما نحو كربلاء الشهادة ، ليتلو من هناك فلسفة العشق الحسيني المؤطر بدم الشهادة ، ونبراس التسليم بذات الحقيقة المطلقة ، بأن الله (عزوجل) يرفض الظلم ويقهر الظالمين مهما تمادوا على مسرح الوجود ، ومهما تعاظم جبروتهم وكبريائهم وعزتهم وطغيانهم .
ومن أجل إحياء تلك الأهداف ، وفهم تلك المعاني والدروس والعبر ، نجد محبي الحرية وطالبي التحرير ينتهجون سبل المسير على الأقدام كتقليد ثابت ، أو مراس اعتاد عليه محبي اهل البيت (عليه السلام) ، صغاراً كانوا أم كباراً ، نساءً كانت أم رجالا ، في تظاهرة مليونية سنوية يعلن من خلالها المتظاهرين صدق الولاء والبيعة والتضامن .
فيما يعتبره البعض نوع من أنواع الإغتيال للذات ، وتهذيب النفس ورسالة ذات مضامين روحية ووجدانية وتاريخية ، تصب في خانة المواساة لخلف النبي الكريم (صلى الله عليه واله وسلم) ، في استذكار للمواقف الإنسانية التي زحف من أجلها الحسين (عليه السلام) في العام 61 للهجرة .
البرفسور عادل الحسيني ، استاذ جامعي مقيم في لندن أرتأى أن تكون محطته الأولى مدينة النجف الاشرف ، لينطلق بعدها إلى كربلاء الحسين (عليه السلام) سيراً على الأقدام ، ليتجلى من خلال تلك الفعالية نوع من أنواع النصرة والمؤازرة لسبط النبي الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) في مواقفه الرافضة لكل أنواع الظلم والإستبداد ، والدعوة إلى العمل بسنة الرسول ونهج القران الكريم حسب قوله .
يقول الحسيني ،  - إنها دعوه صريحة لتفعيل التاريخ الإسلامي وفضح كل السلوكيات غير الأخلاقية التي انتهجها يزيد بن معاوية حينما أقدم على جريمته النكراء - .
فيما تشير الحاجة  - ملوك مردان مشكور - وهي من سكنة محافظة الناصرية ، بأنها ورغم تقدمها بالسن إلا أنها تعتبر الوفود إلى كربلاء في شهر محرم الحرام هي بمثابة حاجة ملحة وضرورة لابد منها ، كي تعي ما تعرضت له أسرة الرسول عند مقدمها إلى العراق ، وذهابها إلى الشام ، ومن ثم العودة إلى كربلاء ، لاسيما وان حلهم وترحالهم - حسب قولها - ، كان يتسم بهدف مرضاة الله جل وعلا ، وطاعة نبيه والتسليم بقضاء الله وحكمه .
وتشير الحاجة ملوك ، من هنا قد تتضح معالم ممارسة السير على الأقدم والتوجه الى كربلاء ، فربما لها مبررات متعددة ومعاني جمة ، قد تتحقق في مشقة السفر والصبر ومخافة التعرض الى أهوال الطريق .
وتضيف :  كما انها تصب خانة الأجر والثواب ، فضلاً عن كونها تدخل في مجال المواساة لزينب بنت علي وأمها فاطمة بمصاب أخيها الحسين (عليه السلام) ، حيث ليس لها من مؤاسي في مثل هذا اليوم ، ونحن معاشر النساء نعرف معنى أن تجد من يعينك على تحمل المصاب .
إلى ذلك يستشهد السيد خالد عباس بما شاهده في تصريح الشيخ الطنطاوي شيخ الأزهر سابقاً ، حين أجاب عن رأيه بالحسين (عليه السلام) حيث قال الطنطاوي مستغربا ، (من أنا حتى أقيَم الحسين ، وقد أجمع كل المسلمين على الحديث النبوي الشريف (( حسين مني وأنا من حسين)) .

أما ثانيا فأمه فاطمة ولدته عنده المغرب ، وتوضأت وصلت العشاء وهي الموصوفة بالبتول لأنها طاهر مطهره .

أما ثالثا فجده النبي وجدته خديجة الكبرى ، وأبوه علي ابن أبي طالب ، وهناك ما أود ذكره في هذا المقام ، وهي إحدى الكرامات العظيمة التي حصلت في مصر ، وعند مقام رأس سيدنا الحسين ، حيث شوهد رجل وهو يقبّل الشباك فسئل عن تصرفه هذا ، لأنه في غير المحبب والمستهجن لدى الكثير من الناس في مصر ، فقال إني فاعل كما فعل الرسول ، الان حيث وجدته يقبل الشباك .
أما الشيخ مجهول الشبلاوي ففضل ادلاء رأيه عن سؤال (شبكة النبأ المعلوماتية) حول أسباب قدومه إلى كربلاء سيراً على الأقدام بترديد بعض الأهازيج والهوسات ، حيث انشد :
 

اذا ردت النجات زور گبر حسين
وتلگه بكربله قباب حلوه اثنين
ذوله الضحوا بدمهم من اجل العدل والدين
تصور زين تصور ذوله العزهم جبرائيل
كما أنشد ايضا:
وحگ حسين لوله حسين لا قبله ولا كو وذان
وحگ حسين لوله حسين لا جامع ولا قرآن
وحگ حسين لوله حسين ما نحضه برضى الرحمن
أوتادك ذوله... وأوتادك جنه فوگ الگاع
واختتم الشبلاوي بهذه الاهزوجة:
ذوله عروة الوثقى وبيهم حيل متمسكين
ومسگوفة برسول الله والزهرة وحسن وحسين
وبعينك شوف بعينك يبرج مثل سهيل


في حين أعرب الحاج أبو علي وهو صاحب موكب ، ومن أهالي محافظة المثنى ، عن غبطته في المشاركة بالوصول مبكراً إلى كربلاء المقدسة سيراً على الأقدام ، قاطعاً مسافة لا تقل عن (300) كيلو متر ، فيقول : هنيئا لكل من يقدّم نفسه وماله وأولاده من أجل نصرة الدين ، ونحن ومن خلال تلك المناسبة نحاول أن نذلل الصعاب التي يتعرض لها السائرون إلى زيارة مرقد سيد الشهداء (عليه السلام) .
ويضيف : بعد وصولنا أقمنا هذا الموكب الحسيني لخدمة الوافدين إلى كربلاء المقدسة ، حيث نسهر على تقديم الدواء والغذاء والمنام ، وكل ما يحتاجه الزائر .
وينوه أبو علي خلال حديثه لـ(شبكة النبأ المعلوماتية) : كما هي رسالة تصب باتجاه تعزيز تلك الممارسة وديمومتها ، سيّما وقد شهدنا في العهود السابقة الأهوال ، لكن اليوم ولله الحمد نعيد تلك الطقوس إلى سابق عهدها .

---------------------------------

مراجعة وضبط النص شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) للتراث والفكر الإسلامي .


أضف تعليقك

تعليقات القراء

ليس هناك تعليقات
*
*

شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية