زوجات الإمام علي (ع) بعد فاطمة بنت رسول الله (ص)
- نشر في
-
- مؤلف:
- الشيخ محمد الريشهري
- المصدر:
- موسوعة الإمام علي (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ
عاش الإمام ( عليه السلام ) تسع سنين مع فاطمة ( عليها السلام ) ، ولم يتزوّج في حياتها غيرها . وبعد وفاتها ( عليها السلام ) تزوّج عدداً من النساء ، وفيما يأتي أسماؤهنّ ( 1 ) :
1 – أُمامة بنت أبي العاص .
2 – أسماء بنت عُمَيس .
3 – فاطمة أُمّ البنين .
4 – أُمّ سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفي .
5 – خولة بنت جعفر بن قيس .
6 – الصَّهْباء بنت ربيعة .
7 – ليلى بنت مسعود .
8 – محيّاة بنت امرئ القيس ( 2 ) .
وكان له غيرهنّ سبع عشرة سُرِّيّة ( 3 ) بعضهنّ أُمّهات ولد .
وكانت أزواجه عند استشهاده أُمامة ، وأُمّ البنين ، وأسماء بنت عميس ، وليلى بنت مسعود ( 4 ) .
1 – الإمام الباقر ( عليه السلام ) : كان لعليّ سبع عشرة سرّيّة ( 5 ) .
2 – المناقب لابن شهر آشوب : توفّي عن أربعة : أُمامة – وأُمّها زينب بنت النبيّ – وأسماء بنت عميس ، وليلى التميميّة ، وأُمّ البنين الكلابيّة ( 6 ) .
ونتحدّث فيما يأتي بإيجاز عن ثلاث من أشهرهنّ :
أ : أُمامة بنت أبي العاص :
هي بنت زينب بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . وكانت زينب قد تزوّجت أبا العاص قبل الإسلام . وأبو العاص هو ابن أُخت خديجة ( عليها السلام ) .
أنجبت زينب ولدين هما : عليّ الذي مات صغيراً ، وأُمامة التي كان يحبّها النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ويلاطفها . وتزوّجها الإمام ( عليه السلام ) بوصيّة الزهراء ( عليها السلام ) إذ أوصته أن يتزوّجها ، وقالت : إنّها تكون لولدي مثلي ( 7 ) .
ونقلت بعض الروايات أنّ الإمام ( عليه السلام ) أولدها محمّداً الذي كان يسمّى محمّد بن عليّ الأوسط ( 8 ) .
3 – أُسد الغابة : تزوّجها عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) بعد موت فاطمة ( عليها السلام ) ، وكانت فاطمة وصّت عليّاً أن يتزوّجها . فلمّا توفّيت فاطمة تزوّجها ، زوّجها منه الزبير ابن العوّام ؛ لأنّ أباها قد أوصاه بها .
فلمّا جُرح عليّ خاف أن يتزوّجها معاوية ، فأمر المغيرة بن نوفل بن الحارث ابن عبد المطّلب أن يتزوّجها بعده . فلمّا توفّي عليّ وقضت العدّة تزوّجها المغيرة ، فولدت له يحيى ، وبه كان يكنّى ، فهلكت عند المغيرة ( 9 ) .
ب : أسماء بنت عميس الخثعمية :
وهي من النساء العظيمات في التاريخ الإسلامي ، وكانت من أُولَيات النساء اللائي آمنَّ بالنبيّ ( صلى الله عليه وآله ) .
تزوّجت أسماء جعفر بن أبي طالب ، وهاجرت معه إلى الحبشة ، وأنجبت منه ثلاثة أولاد ؛ هم : عبد الله ، وعَون ، ومحمّد ( 10 ) .
ولمّا استُشهِد جعفر تزوّجها أبو بكر ، فأولدها محمّداً البطل الثابت على ولاء عليّ ( عليه السلام ) ( 11 ) .
وكانت رفيقة الزهراء ( عليها السلام ) وصاحبتها ( 12 ) . وهي التي اقترحت عليها أن يضع جثمانها الطاهر في التابوت وأعانت الإمام ( عليه السلام ) على غسلها ( عليها السلام ) ( 13 ) .
وبعد وفاة أبي بكر تزوّجها الإمام ( عليه السلام ) ( 14 ) ، فأولدها يحيى ( 15 ) . وظلّت مع الإمام ( عليه السلام ) حتى استشهاده ( 16 ) .
وهي من رواة الحديث ، وممّن روت حديث ردّ الشمس ( 17 ) .
4 – تهذيب الكمال – في ترجمة أسماء بنت عميس – : كانت أوّلاً تحت جعفر ابن أبي طالب ، وهاجرت معه إلى أرض الحبشة ، ثمّ قُتل عنها يوم مؤتة ، فتزوّجها أبو بكر الصدّيق ، فمات عنها ، ثمّ تزوّجها عليّ بن أبي طالب .
وولدت لجعفر : عبد الله بن جعفر ، وعون بن جعفر ، ومحمّد بن جعفر . وولدت لأبي بكر : محمّد بن أبي بكر في حجّة الوداع . وولدت لعليّ يحيى بن عليّ . فهم إخوة لأُمّ ( 18 ) .
5 – صحيح البخاري عن أبي موسى : دخلت أسماء بنت عميس – وهي ممّن قدم معنا – على حفصة زوج النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) زائرة ، وقد كانت هاجرت إلى النجاشي فيمن هاجر ، فدخل عمر على حفصة وأسماء عندها ، فقال عمر حين رأى أسماء : من هذه ؟ قالت : أسماء بنت عميس . قال عمر : الحبشيّة هذه ؟ البحريّة هذه ؟ قالت أسماء : نعم . قال : سبقناكم بالهجرة ؛ فنحن أحقّ برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) منكم ! فغضبت وقالت : كلاّ والله ! كنتم مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يطعم جائعكم ويعظ جاهلكم ، وكنّا في دار – أو في أرض – البُعَداء البُغَضاء بالحبشة ، وذلك في الله وفي رسوله ( صلى الله عليه وآله ) ، وأيم الله لا أطعم طعاماً ولا أشرب شراباً حتى أذكر ما قلتَ لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ونحن كنّا نؤذى ونخاف ، وسأذكر ذلك للنبيّ ( صلى الله عليه وآله ) وأسأله ، والله لا أكذب ولا أزيغ ولا أزيد عليه ! فلمّا جاء النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) قالت : يا نبيّ الله ، إنّ عمر قال كذا وكذا .
قال : فما قلت له ؟
قالت : قلت له كذا وكذا .
قال : ليس بأحقّ بي منكم ، وله ولأصحابه هجرة واحدة ، ولكم أنتم – أهل السفينة – هجرتان ( 19 ) .
ج : أُمّ البنين بنت حِزام :
وكانت من الشخصيّات المتألّقة في التاريخ الإسلامي . وتنتسب إلى أُسرة لا نظير لها في الشجاعة والشهامة والقتال . ولمّا عزم الإمام ( عليه السلام ) على الزواج بعد رحيل الزهراء ( عليها السلام ) دعا عقيلاً ، وطلب منه أن يختار له امرأة من قبيلة معروفة بالشجاعة لِتلد له فرساناً صناديد . ولمّا كان عقيل عالماً بارعاً في الأنساب فقد اختار أُمّ البنين ، وذكر أنّ آباءها من أشجع العرب وأثبتهم وأشدّهم قتالاً ( 20 ) .
وكانت أُمّ البنين شاعرة مُفوّهة ، جليلة . أرسلت أولادها الأربعة إلى كربلاء في ركب الإمام الحسين ( عليه السلام ) .
وكانت تمضي وقتها في البقيع ؛ تنشد الشعر في رثاء أولادها باكية عليهم ( 21 ) ، والناس يجتمعون ويتألّمون ويبكون ، ويطّلعون على قبائح بني أُميّة وممارساتهم الدنيئة . وهكذا استطاعت أن تبلّغهم نداء أولادها وهدفهم .
ــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) لمزيد الاطّلاع على أسماء أزواج الإمام ( عليه السلام ) راجع : الطبقات الكبرى : 3 / 19 ، أنساب الأشراف : 2 / 411 – 417 ، مروج الذهب : 2 / 73 ، المعارف لابن قتيبة : 210 و 211 ، تاريخ الطبري : 5 / 153 – 155 ، الكامل في التاريخ : 2 / 440 و 441 ، صفة الصفوة : 1 / 130 و 131 ، البداية والنهاية : 3327 ؛ الإرشاد : 1 / 354 ، تاريخ اليعقوبي : 2 / 213 ، العمدة : 30 ، تاج المواليد : 94 و 95 ، تاريخ مواليد الأئمة ( عليهم السلام ) : 170 و 171 .
( 2 ) عبد الجبّار بن منظور عن عوف بن خارجة قال : إنّي والله لَعِند عمر في خلافته إذ أقبل رجل أمعر يتخطّى رقاب الناس ، حتى قام بين يدَي عمر ، فحيّاه بتحيّة الخلافة ، فقال : مَن أنت ؟ قال : امرؤ نصراني ، وأنا امرؤ القيس بن عديّ الكلبي ، فلم يعرفه عمر . فقال له رجل : هذا صاحب بكر بن وائل الذي أغار عليهم في الجاهليّة ، قال : فما تريد ؟ قال : أُريد الإسلام ، فعرضه عليه فقبله ، ثمّ دعا له برمح فعقد له على من أسلم من قضاعة ، فأدبر الشيخ واللواء يهتزّ على رأسه . قال عوف : ما رأيت رجلاً لم يصلِّ صلاةً أُمِّر على جماعة من المسلمين قبله .
قال : ونهض عليٌّ وابناه حتى أدركه ، فقال له : أنا عليّ بن أبي طالب ابن عمّ النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ، وهذان ابناي من ابنته ، وقد رغبنا في صهرك فأنكِحنا .
قال : قد أنكحتك يا عليّ المحياة ابنة امرئ القيس ، وأنكحتك يا حسن سلمى بنت امرئ القيس ، وأنكحتك يا حسين الرباب بنت امرئ القيس ( الإصابة : 1 / 355 / 487 ) .
( 3 ) السُّرِّيَّة : الأمَة التي بَوَّأتَها بيتاً ( تاج العروس : 6 / 514 ) .
( 4 ) تاريخ مواليد الأئمّة ( عليهم السلام ) : 172 ، المناقب لابن شهر آشوب : 3 / 305 .
( 5 ) تاريخ الإسلام للذهبي : 3 / 652 عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، البداية والنهاية : 7 / 333 من دون إسناد إلى المعصوم ؛ دعائم الإسلام : 2 / 192 / 696 عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) وفيهما ” ترك عليّ أربع نسوة وتسع عشرة سرّيّة ” .
( 6 ) المناقب لابن شهر آشوب : 3 / 305 .
( 7 ) روضة الواعظين : 168 ، كتاب سليم بن قيس : 2 / 870 / 48 وراجع علل الشرائع : 188 / 2 .
( 8 ) الطبقات الكبرى : 3 / 20 ، تاريخ الطبري : 5 / 154 .
( 9 ) أُسد الغابة : 7 / 20 / 6724 ، الإصابة : 8 / 25 / 10828 ، الاستيعاب : 4 / 351 / 3270 كلاهما نحوه .
( 10 ) المعجم الكبير : 24 / 131 / 358 ، الطبقات الكبرى : 8 / 280 ، تهذيب الكمال : 35 / 127 / 7784 ، مروج الذهب : 3 / 73 ، سير أعلام النبلاء : 2 / 283 / 51 ، أُسد الغابة : 7 / 13 / 6713 ، الاستيعاب : 4 / 348 / 3264 ، الإصابة : 8 / 15 / 10809 .
( 11 ) الطبقات الكبرى : 8 / 282 ، تهذيب الكمال : 35 / 127 / 7784 ، تاريخ الطبري : 3 / 426 ، مروج الذهب : 3 / 73 ، أُسد الغابة : 7 / 13 / 6713 ، الاستيعاب : 4 / 348 / 3264 ، الإصابة : 8 / 15 / 10809 .
( 12 ) الأمالي للمفيد : 281 / 7 ، الأمالي للطوسي : 109 / 166 .
( 13 ) أنساب الأشراف : 2 / 34 ، المستدرك على الصحيحين : 3 / 179 / 4769 ؛ دلائل الإمامة : 136 ، المناقب لابن شهر آشوب : 3 / 364 .
( 14 ) الطبقات الكبرى : 8 / 285 ، تهذيب الكمال : 35 / 127 / 7784 ، تاريخ الطبري : 5 / 154 ، الكامل في التاريخ : 2 / 440 ، حلية الأولياء : 2 / 75 / 158 ، سير أعلام النبلاء : 2 / 283 / 51 ، أُسد الغابة : 7 / 13 / 6713 ، الاستيعاب : 4 / 348 / 3264 ، الإصابة : 8 / 15 / 10809 .
( 15 ) تهذيب الكمال : 35 / 127 / 7784 ، المعارف لابن قتيبة : 210 ، مروج الذهب : 3 / 73 ، أُسد الغابة : 7 / 13 / 6713 ، الاستيعاب : 4 / 348 / 3264 ، الطبقات الكبرى : 8 / 285 ، تاريخ الطبري : 5 / 154 ، سير أعلام النبلاء : 2 / 286 / 51 ، الإصابة : 8 / 15 / 10809 ، المحبّر : 108 وفي الخمسة الأخيرة ” يحيى وعون ” ، الكامل في التاريخ : 2 / 440 وفيه ” محمّد الأصغر ويحيى ” ؛ الإرشاد : 1 / 354 ، تاريخ اليعقوبي : 2 / 213 وفيه ” عثمان ويحيى ” .
( 16 ) تاريخ مواليد الأئمّة ( عليهم السلام ) : 172 ، المناقب لابن شهر آشوب : 3 / 305 .
( 17 ) راجع : القسم الثالث عشر / ردّ الشمس له / ردّ الشمس في عهد النبيّ .
( 18 ) تهذيب الكمال : 35 / 127 / 7784 ، أُسد الغابة : 7 / 13 / 6713 ، الاستيعاب : 4 / 348 / 3264 كلاهما نحوه .
( 19 ) صحيح البخاري : 4 / 1546 / 3990 ، صحيح مسلم : 4 / 1946 / 2503 وراجع الطبقات الكبرى : 8 / 281 وسير أعلام النبلاء : 2 / 283 / 51 .
( 20 ) عمدة الطالب : 357 .
( 21 ) مقاتل الطالبيّين : 90 .