معنی الالتفات يمينا وشمالا بعد الانتهاء من الصلاة

صورة للالتفات عند العامة

قال في مغني المحتاج: ويسن إذا أتى بهما أن يفصل بينهما كما صرح به الغزالي في الإحياء، وأن تكون الأولى (يميناً) والأخرى (شمالاً) للاتباع رواه ابن حبان وغيره (ملتفتاً في) التسليمة (الأولى حتى يرى خده الأيمن) فقط لا خداه (وفي) التسليمة (الثانية) حتى يرى خده (الأيسر) كذلك فيبتدئ السلام مستقبل القبلة ثم يلتفت ويتم سلامه بتمام التفاته لما في مسلم من حديث سعد بن أبي وقاص قال: كنت أرى النبي صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه وعن يساره حتى يرى بياض خده. انتهی { لکن لم یظهر ان بدایة تسلیم النبی کانت مع استقبال القبلة؟!!} فانه لو التفت ثم سلم لم يفته التسليم بل صلاته صحيحة وتحلله منها صحيح، ولكن فاتته السنة في الكيفية، ولا ينبغي له أن يلتفت ثم يسلم لأنه يكون أتى بالالتفات في غير محله، والالتفات في الصلاة لغير حاجة مكروه.

 

صورة للالتفات عندنا الشیعة الامامیة

الالتفات بعد الخروج من الصلاة بالتسلیمة الاخیرة؛ وهو للتسلیم علی الملکین ( الرقیب والعتید) الموکلین بکل عبد ؛ فللاستحباب الوارد الا انه یکون مع اشارة العین للیمین لا للیسار کما فی حدیث مولانا الصادق علیه السلام؛ او مع التکبیرات الثلاثة بعد التسلیمة الاخیرة کما هو متعارف الیوم عند عامة الناس؛ فالالتفات يمينا وشمالا بعد الانتهاء من الصلاة غير مشروع ، فلا يؤتى به بقصد المطلوبية الشرعية ، والله العالم (صراط النجاة) للمرجع الدیني المرحوم میرزا جواد التبریزي.

وفی کلا الحالتین ایضا یکون الالتفات سبب للخروج من حالة الاستقبال الذی ینتج قلة الثواب لعدم مراعات آداب التعقیب لان الافضلیة فیه الاستقبال وعدم الخروج من حالة الصلاة.

 

وإنّما يستحبّ بعد التسليم:

رفع المصلّي بالتكبير ثلاث مرّات يديه، جاعلا كفّيه حيال وجهه مستقبلا بظاهرهما وجهه وبباطنهما القبلة وهو أوّل التعقيب وقد اختار ذلك في مفتاح الفلاح(مفتاح الفلاح: ١٧٨)، ثم الشروع بتسبيحة الزهراء عليها السلام التي تعدّ من أهم أنواع التعقيب، وأعظمها ثواباً وأجراً، وأوثقها مصدراً وسنداً، كما هو معروف، وله أن يأتي بسائر التعقيبات الواردة.

 

معنی تسلیمات الصلاة

وعن المفضل بن عمر: سألت أبا عبد الله(ع) عن العلة التي من أجلها وجب التسليم في الصلاة، قال: لأنه تحليل الصلاة، قلت: فلأي علة يسلم على اليمين ولا يسلم على اليسار؟ قال: لأن الملك الموكل الذي يكتب الحسنات على اليمين والذي يكتب السيئات على اليسار، والصلاة حسنات ليس فيها سيئات فلهذا يسلم على اليمين دون اليسار قلت: فلم لا يقال: السلام عليك، والملك على اليمين واحد ولكن يقال: السلام عليكم قال: ليكون قد سلم عليه وعلى من على اليسار وفضل صاحب اليمين عليه بالإيماء إليه.

قلت: فلم لا يكون الإيماء في التسليم بالوجه كله ولكن كان بالأنف لمن يصلي وحده وبالعين لمن يصلي بقوم؟ قال: لأن مقعد الملكين من ابن آدم الشدقين (بالكسر والفتح: زاوية الفم من باطن الخدين) ، فصاحب اليمين على الشدق الأيمن، وتسليم المصلي عليه ليثبت له صلاته في صحيفته.

قلت: فلم يسلم المأموم ثلاثاً؟ قال: تكون واحدة رداً على الإمام وتكون عليه وعلى ملكيه وتكون الثانية على من على يمينه والملكين الموكلين به، وتكون الثالثة على من على يساره وملكيه الموكلين به ومن لم يكن على يساره أحد لم يسلم على يساره إلا أن يكون يمينه إلى الحائط ويساره إلى مصل معه خلف الإمام فيسلم على يساره. قلت: فتسليم الإمام على من يقع؟ قال: على ملكيه والمأمومين، يقول لملائكته: اكتبا سلامة صلاتي لما يفسدها ويقول لمن خلفه، سلمتم وأمنتم من عذاب الله عز وجل.(علل الشرائع: 359)

 

الالتفات القلبي إلى غیر الله فی الصلاة

قال صلَّى الله عليه وآله: « أما يخاف الذي يحوّل وجهه في الصلاة أن يحوّل الله وجهه وجه حمار).

ووجه التخويف العظيم: أنّ الغرض من الصلاة الالتفات إلى الله تعالى ، والملتفت فيها ملتفت عن الله وغافل عن مطالعة أنوار كبريائه،ومن كان كذلك فيوشك أن تدوم تلك الغفلة عليه فيتحوّل وجه قلبه كوجه قلب الحمار،في قلَّة عقل للأمور العلويّة،وعدم اكتراثه بشيء من العلوم والقرب إلى الله تعالى.(الفوائد الملية لشرح الرسالة النفلية للشهيد الثاني)

والله الموفق للصواب والیه حسن المآب