المصافحة بعد انهاء الصلاة غیر واردة في الشرع

بسم الله الرحمن الرحیم وبه نستعین

الحمدلله رب العالمین والصلاة والسلام والتحیة والاکرام علی سید الانام حبیب اله العالمین ابی القاسم المصطفی محمد وعلی آله الطیبین الطاهرین الذین اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهیرا.
أما بعد:
إنما شرعت المصافحة عند اللقاء وأما من هو جالس مع الإنسان فلا لأن العبادة مبناها على التوقيف، وكون المصافحة بعد الصلاة دائماً يجعل بعض العوام ينظر إليها على أنها سنّة و الحال انها لم تاتی الا عند اللقاء کما ورد فیها: عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : إذا التقيتم فتلاقوا بالتسلم والتصافح وإذا تفرقتم فتفرقوا بالاستغفار.(روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه الجزء:9 لمحمد تقي المجلسي ( الأول).

 

المصافحة بعد الصلاة لا سنّة ولا بدعة

وأما ما یأتی به عامة الناس بعد الصلاة قد یخرج المصافحة مما شرعت له الا انه یدخلها فی عبادة اخری فتکون حینئذ فقط من باب کسب الثواب؛ خصوصا عندما یصحبونها بالدعاء بقول: تقبل الله اعمالکم او غفر الله لکم وهذا الدعاء جائز لأنه من الكلام الطيب والدعاء للآخر، ولأننا أمرنا بالدعاء جملة لقول الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }غافر:60
فاذا اتی بها الانسان تارة وترکها اخری بمعنی انه لم یکن مصرا علی تثبیتها بعد الصلاة کما هو المتعارف عند عامة الشیعة ؛ فان المصافحة هنا باتفاق الفقهاء لا اشکال فیها و ان لم ترد بها روایة ویاتی بها بقصد الثواب وبهذا البیان لم تکن بدعة کما ادعاها المخالف لمذهب اهل البیت(علیهم السلام).

 

ملاحظة

ان بعض الاحادیث تحث علی التعقیب بالدعاء والذکر بعد الصلاة مباشرة وعدم الخروج من حالة الصلاة والاستقبال حين التعقیب والظاهر اشتراط اتصاله بالصلاة وعدم الفصل مطلقا أو الكثير منه في صدق التعقيب، كما استظهره شيخنا البهائي فی کتابه الحبل المتين: ٢٦٠
ونختم المقال بذکرافضل التعقیبات:
قال الصادق عليه السلام: «من سبح لله عز وجل في دبر الفريضة، تسبيح فاطمة عليها السلام المائة واتبعها بلا إله إلا الله غفر الله له»
وعن أبي بصير رحمه الله عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام، قال: «تبدأ بالتكبير أربعاً وثلاثين، ثم التحميد ثلاثاً وثلاثين، ثم التسبيح ثلاثاً وثلاثين»
(تهذيب الأحكام للطوسي: ج 2، ص 105، ط دار الكتب الإسلامية).
حسبنا الله ونعم الوکیل
نعم المولا ونعم النصیر .