شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

الشيخ حسين نجف الكبير

0 المشاركات 00.0 / 5

نبذة مختصرة عن حياة العالم العابد الشيخ حسين نجف الكبير ، أحد علماء النجف ، مؤلّف كتاب «الدرّة النجفية في الرد على الأشعرية» .

 

اسمه وكنيته ونسبه(1)

الشيخ حسين أبو جواد ابن الشيخ محمّد ابن الحاج نجف علي نجف المعروف بالشيخ حسين الكبير، تمييزاً له عن سميّه الشيخ حسين الصغير.

 

ولادته

ولد عام 1159ﻫ في النجف الأشرف بالعراق.

 

دراسته وتدريسه

بدأ بدراسة العلوم الدينية في مسقط رأسه، واستمرّ في دراسته حتّى نال درجة الاجتهاد، وصار من العلماء الأعلام في النجف، كما قام بتدريس العلوم الدينية فيها.

 

من أساتذته

السيّد بحر العلوم.

 

من تلامذته

السيّد محمّد جواد الحسيني العاملي، الشيخ محمّد العبودي النجفي، السيّد علي الغريفي، ابن أخيه وصهره الشيخ مهدي.

 

ما قيل في حقّه

1ـ قال الميرزا النوري في دار السلام: «الحبر الجليل، والراسخ في علمي الحديث والتنزيل، الذي لم يُر لعبادته وزهده نظير ولا بديل، المولى الصفي الوفي»(2).

2ـ قال سبطه الشيخ محمّد طه نجف في ترجمة حياة جدّه: «عين الأعيان، ونادرة الزمان، سلمان عصره، ووحيد دهره، جدّنا الأجل، وفخرنا الأكمل، البارع في الشرف»(3).

3ـ قال الشيخ علي كاشف الغطاء في الحصون المنيعة: «كان عالماً عاملاً، فاضلاً كاملاً، تقيّاً نقيّاً، زاهداً عابداً، ثقة متواضعاً، أورع أهل زمانه، وأتقى أهل أوانه، لم يكن في عصره كورعه وزهده وتقواه، كان تقواه غالباً على علمه وفضله»(4).

4ـ قال السيّد الصدر في التكملة: «كان شيخ أئمّة الغري، وقدوة كلّ ولي، اتّفق الكلّ على جلالته وثقته وربّانيّته وروحانيّته… سمعت له كرامات ومقامات عاليات من العلماء الثقات»(5).

5ـ قال الشيخ حرز الدين في المعارف: «وما عسى أن أقول في نادرة عصره، وواحد دهره، مَن اعترف الجلّ بتقواه وورعه وأدبه، وأنّ له مرتبة من العلم أخفاها وجود عظماء العلماء في عصره في القرن الثالث عشر»(6).

6ـ قال السيّد الأمين في الأعيان: «كان المترجم فقيهاً ناسكاً زاهداً عابداً أديباً شاعراً، أورع أهل زمانه وأتقاهم»(7).

7ـ قال الشيخ السماوي في الطليعة: «كان فاضلاً مشاركاً بالعلوم، فقيهاً ناسكاً مقدّساً، وكان من أصحاب السيّد مهدي بحر العلوم، ذا كرامات باهرة»(8).

8ـ قال الشيخ آقا بزرك الطهراني في الطبقات: «من علماء عصره الأفذاذ، ومشاهيره بالتقوى والنسك»(9).

9ـ قال الشيخ الخاقاني في شعراء الغري: «أحد الشخصيات الفذّة في العلم والورع والتقى»(10).

10ـ قال الشيخ محمّد هادي الأميني في المعجم: «فقيه أُصولي نحرير، ونادرة عصره، وواحد دهره، الذي هو عند العلماء فوق منزلة العلماء، ودون منزلة الإمام، وقد اعترف الجميع بتقواه ونسكه وورعه وفضله وأدبه، أنّ له مرتبة من العلم أخفاها وجود عظماء العلماء في عصره، وأديب كبير خضعت له أعناق الشعراء الأماثل»(11).

 

من صفاته وأخلاقه

عندما نقرأ سيرته(قدس سره) فإنّنا نقف أمام شخصية استثنائية، استطاعت بفضل ما أُوتيت من ملكات علمية ونفسية أن تنال من كلمات الثناء والتقدير والإعجاب ما لا تجده في غيره إلّا القليل، وباختصار إنّ كلمات الثناء فيه قد وصلت إلى حدٍّ رفعته عن مقامات الفقهاء والصالحين إلى مقامات الأولياء والأوصياء، ومنهم يحسبه في رتبة سلمان الفارسي أو يكاد؛ وذلك لاعتنائه بتربية نفسه وتهذيبها حتّى بلغ مراتب الكمال والفضل.

وكان(قدس سره) يُطيل في صلاته جدّاً، ومع ذلك كان الناس يتهافتون على الصلاة خلفه، وكان يُصلّي بجامع الهندي المعروف في النجف، فكان يمتلأ على سعته، وكان العلماء يُصلّون خلفه في الصف الأوّل، وكانت صلاة الجماعة في زمانه مختصّة به.

وكان(قدس سره) ذا روح عالية، لا يهتمّ بنوازل الأيّام وأحداثها، ففي وباء الطاعون الذي أصاب النجف سنة (1247ﻫ) خرج معظم أهالي المدينة، إلّا أنّه أبى أن يُغادرها، وعندما كان يُسئل عن السبب يقول: «أنا باقٍ ما بقيت هذه المنارة»، ويقصد منارة الإمام أمير المؤمنين(ع).

وهذا الرجل الذي يبدو أنّه من أهل العرفان والتجرّد هو أيضاً من أهل العلم والأدب، ورغم عظيم هيبة الناس له لم يكن بعيداً عن الملاطفة والتندّر.

ومن هذه النوادر يُذكر أنّ الشيخ ذات مرّة يأكل مع الشيخ كاشف الغطاء طعاماً فيه كما يبدو رز وفوقه لحم، فسقط اللحم إلى جانب الشيخ جعفر فقال: «عرف الخيرُ أهلَه فتقدّم»، فأجابه الشيخ حسين: «نبش الشيخُ تحتَه فتهدّم».

وكان(قدس سره) يحترم الصغير والكبير على الرغم من كبر سنّه، وقد اشتهر عنه أنّه ما غضب على أحد، ولا تكدّر منه أحد، وكان يمتلك سخاءً طبعياً، وكرماً فطرياً، فإنّه كانت تأتيه الأموال الكثيرة وهو مع ذلك مديون لم يأخذ منه شيئاً لوفاء دينه، وكان ينفقها في أقصر وقت، ولا فرق عنده بين القريب والبعيد.

وكان من أظهر أوصافه السكوت، وإذا تكلّم لم يتكلّم إلّا بكلمة حكمة أو آية أو رواية، وكان حاضر الجواب جدّاً.

 

شعره

كان(قدس سره) شاعراً أديباً، لم ينظم الشعر إلّا في أهل البيت(عليهم السلام)، ومن شعره قوله في مدح أمير المؤمنين(ع)، نذكر منه:

(لعليٍّ مناقبٌ لا تُضاهى ** لا نبيٌّ ولا وصيٌّ حَواها

مَن تَرى في الورى يُضاهي عليّاً ** أيُضاهي مَن بهِ اللهُ باهى

رُتبةً نالَها الوصيُّ عليٌّ ** لم تَرُم أن تَنالها أنبياها

ما أتى الأنبياءُ إلّا قليلاً ** من كثيرٍ وذاكَ منهُ أتاها

فضلُهُ الشمسُ للأنامِ تجلّت ** كلُّ راءٍ بناظريهِ يَراها)(12).


أخوه

الشيخ محمّد رضا، قال عنه الشيخ علي كاشف الغطاء في الحصون المنيعة: «كان عالماً فاضلاً تقيّاً نقيّاً زكيّاً زاهداً عابداً ورعاً، خشناً في ذات الله»(13).

 

من أولاده

1ـ الشيخ جواد، قال عنه السيّد الأمين في الأعيان: «هو الشيخ الثقة الصالح العابد، الإمام في الجماعة، يُضرب المثل بتقواه، كان عالماً فقيهاً ناسكاً زاهداً، لم يُر في عصره مَن اتّفقت الكلمة على تقدّمه وصلاحه مثله»(14).

2ـ الشيخ محمّد حسن، قال عنه الشيخ آقا بزرك الطهراني في الطبقات: «عالم جليل»(15).

 

من أحفاده

الشيخ يعقوب الشيخ جواد، قال عنه الشيخ آل محبوبة في ماضي النجف: «من الأفاضل الأتقياء، وأهل العلم والورع»(16).

 

من أصهاره

ابن أخيه الشيخ مهدي، قال عنه الشيخ حرز الدين في المعارف: «وكان من أهل الفضيلة والقداسة والتقى والصلاح، وحدّث بعض شيوخ الغري الأقدس، أنّه على جانب عظيم من الجلالة والقدر والورع»(17).

 

من أسباطه

الشيخ محمّد طه نجف، قال عنه تلميذه السيّد الصدر في التكملة: «كان عالماً عاملاً فاضلاً، محقّقاً مدقّقاً، من أهل النظر والنابعية في الفقه والحديث والرجال و الأُصول، و كان محقّقاً متقناً، ورعاً تقيّاً نقيّاً، ثقة عدلاً، من حجج الإسلام، ومراجع شيعة العراق في التقليد والأحكام غير مدافع… كان حسن المحاضرة، حلو الكلام، يعلوه نور التقوى والعلم، عالم ربّاني من بيت تقوى وعلم وورع وزهد، والحقّ أنّه كان من حسنات زماننا»(18).

 

من مؤلّفاته

الدرّة النجفية في الرد على الأشعرية في مسألة الحُسن والقُبح العقليّين، ديوان شعر في مدح الأئمّة(عليهم السلام).

 

وفاته

تُوفّي(قدس سره) في الثاني من المحرّم 1251ﻫ في مسقط رأسه، ودُفن في حجرة 11 بالصحن الحيدري.

 

رثاؤه

رثاه الشيخ عبد الحسين محيي الدين بقوله:

«إن لم تكن فينا نبيّاً مرسلاً  **  فلأَنتَ في شرعِ النبيِّ إمامُ

لم أدرَ بعدَكَ مَن أُعزّي في الورى  **  من بعدِ فقدِكَ كلُّهُم أيتامُ

اليومَ أعولتِ الملائِكُ في السما  **  والمسلمونَ تصيحُ والإسلامُ»(19).

وقال أيضاً:

«دُفنَ الحسينُ ببابِ مثوى المرتضى ** قد كانَ تعظيماً لقدرِ جنابِهِ

فالمرتضى ملِكٌ على كرسيِّهِ جاثٍ ** وذا بالبابِ من حجّابِهِ»(20).

 

الهوامش

1ـ اُنظر: ماضي النجف وحاضرها 3 /420 رقم2.

2ـ المصدر السابق، نقلاً عن دار السلام 1 /225.

3ـ المصدر السابق 3 /421 رقم2.

4ـ الحصون المنيعة 10 /185 رقم3386.

5ـ تكملة أمل الآمل 2/ 529 رقم627.

6ـ معارف الرجال 1/ 258 رقم127.

7ـ أعيان الشيعة 6/ 167.

8ـ الطليعة من شعراء الشيعة 1/ 279 رقم81.

9ـ طبقات أعلام الشيعة 10/ 432 رقم877.

10ـ شعراء الغري 3/ 163.

11ـ معجم رجال الفكر والأدب في النجف 3 /1267.

12ـ ديوان الشيخ حسين نجف: 73.

13ـ ماضي النجف وحاضرها 3 /431 رقم6، نقلاً عن الحصون.

14ـ أعيان الشيعة 4 /270.

15ـ طبقات أعلام الشيعة 10 /323 رقم648.

16ـ ماضي النجف وحاضرها 3 /441 رقم11.

17ـ معارف الرجال 7 /88 رقم456.

18ـ تكملة أمل الآمل 5 /431 رقم2383.

19ـ معارف الرجال 1/ 260 رقم127.

20ـ ماضي النجف وحاضرها 3 /425.

 

أضف تعليقك

تعليقات القراء

ليس هناك تعليقات
*
*

شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية