السيد هادي الخراساني

نبذة مختصرة عن حياة العالم السيد هادي الخراساني ، أحد علماء كربلاء ، مؤلّف كتاب «أحسن الجدل مع أحمد بن حنبل» .

 

اسمه ونسبه(1)

السيّد هادي ابن السيّد علي ابن السيّد محمّد الحسيني الخراساني الحائري.

 

والده

السيّد علي، قال عنه الشيخ آقا بزرك الطهراني في الطبقات: «عالم تقي»(2).

 

ولادته

ولد في الأوّل من ذي الحجّة 1297ﻫ في كربلاء المقدّسة بالعراق.

 

دراسته وتدريسه

بدأ بدراسة العلوم الدينية في مسقط رأسه، وعمره سبع سنوات، ثمّ سافر مع والده إلى مشهد عام 1309ﻫ لإكمال دراسته الحوزوية، ثمّ رجع إلى كربلاء عام 1314ﻫ، ثمّ سافر إلى النجف عام 1315ﻫ لإكمال دراسته الحوزوية العليا، ثمّ سافر إلى سامرّاء عام 1320ﻫ، ثمّ سافر مع أُستاذه الميرزا الشيرازي إلى الكاظمية عام 1335ﻫ، ثمّ رجع إلى كربلاء عام 1336ﻫ، واستقرّ بها حتّى وافاه الأجل، مشغولاً بالتدريس والتأليف وأداء واجباته الدينية.

 

من أساتذته

1ـ الميرزا محمّد تقي الشيرازي، 2ـ والده السيّد علي، 3ـ الآخوند الخراساني، 5ـ السيّد محمّد كاظم اليزدي، 5ـ شيخ الشريعة الإصفهاني، 6ـ الشهيد الميرزا محمّد باقر الاصطهباناتي، 7ـ الشيخ عبد الجواد المعروف بالأديب النيشابوري الكبير.

 

من تلامذته

1ـ السيّد محمّد مهدي الإصفهاني الكاظمي، 2ـ السيّد صادق الهندي، 3ـ الشيخ محمّد حسين الأعلمي، 4ـ صهره السيّد محسن الجلالي، 5ـ الشيخ مهدي الرشتي.

 

ما قيل في حقّه

1ـ قال الشيخ حرز الدين في المعارف: «وأنّه أُستاذ في العلوم الطبيعية والرياضية، وكان أُستاذه الشيخ ميرزا محمّد تقي الشيرازي يرجع بعض احتياطاته إليه ببعض الفروع الفقهية؛ لعلوّ درجته العلمية، وقوّة ملكته القدسية»(3).

2ـ قال السيّد الأمين في الأعيان: «وكان متّصفاً بالزهد والتقوى والتهجّد، كما أنّ داره كانت محفلاً لأهل العلم وطلّاب الحقيقة، وقد أصبح في السنوات الأخيرة من عمره مرجعاً من مراجع التقليد في كربلاء، وكانت الثقة بفتاويه والاعتماد عليها كبيرة؛ لأنّه كان لا يُحرّرها إلّا بعد تروٍّ وتحقيق دقيقين»(4).

3ـ قال الشيخ آقا بزرك الطهراني في الطبقات: «عالم فقيه فاضل كامل… وهو من الأفاضل الأجلّاء المعاصرين»(5).

4ـ قال الشيخ محمّد هادي الأميني في المعجم: «فقيه أُصولي فذّ، وعالم جليل متتبّع، ومؤلّف محقّق مكثر… ثمّ عاد إلى كربلاء… وأصبح من كبار علمائها الأُصوليّين والفقهاء والكلاميّين والحكميّين»(6).

 

جهاده

اشترك(قدس سره) مع أُستاذه الميرزا الشيرازي في عدّة قضايا اجتماعية أدّت به إلى السجن في بغداد بصفته الناطق عن الميرزا وذلك عام 1330ه‍.

ولمّا بدأت الحرب العالمية الأُولى سنة 1333ه‍ انتدبه أُستاذه الميرزا الشيرازي ليُمثّله في بعض المهمّات الخاصّة، وأوفده إلى إيران.

ولمّا دخل أُستاذه الشيرازي معمعة الجهاد المقدّس، والدفاع عن حوزة الإسلام وكرامة المسلمين ضدّ الإنكليز المحتلّين، كان(قدس سره) إلى جانبه طول المدّة التي وقف فيها علماء الإسلام حتّى تُوفّي زعيم الثورة الميرزا الشيرازي في ذي الحجّة 1338ه‍.

 

من مواقفه

1ـ تصدّى(قدس سره) للزعامة الدينية في كربلاء، وكان يُعدّ من فقهاء الطائفة.

2ـ له مواقف نضالية في مواجهة الحكومة العراقية في قضايا خاصّة مذكورة في تاريخ حياته.

3ـ له مواقف في الدفاع عن حريم أهل البيت(عليهم السلام) عندما أقدم الوهّابيون الجهلة على هدم قبور أهل البيت(عليهم السلام) في المدينة المنوّرة، فكان له سعي بليغ في إثارة الأُمّة لاستنكار هذه الجريمة النكراء، كما جدّ في فضح القائمين بها بالكتب التي ألّفها ردّاً عليهم، ومنها كتاب دعوة الحقّ إلى أئمّة الخلق.

4ـ له مواقف من تصرّفات شاه إيران الأسبق المشبوهة والهادفة لمحو آثار الديانة، ومسخ الشعب الإيراني المسلم، وقفة حازمة، فكانت له مناقشات حادّة مع الشاه نفسه، ومع جلاوزته وأعوانه، كما كان يُثير الأُمّة وعلمائها للتحرّك ضدّ تلك الإجراءات الفاسقة.

 

صهره

السيّد محسن الجلالي، قال عنه الشيخ آقا بزرك الطهراني في الطبقات: «من الفضلاء الأجلّاء، وإمام جماعة في الحرمين الحسيني والعبّاسي في كربلاء اليوم»(7).

 

من أسباطه

1ـ الشهيد السيّد محمّد تقي السيّد محسن، قال عنه السيّد سلمان آل طعمة في المعجم: «عالم فاضل، ومصنّف ماهر»(8).

2ـ السيّد محمّد حسين السيّد محسن، قال عنه الشيخ آقا بزرك الطهراني في ذيل ترجمة والده في الطبقات: «وله عدّة بنين، أوسطهم ولد فاضل هو السيّد محمّد حسين الجلالي، من المشتغلين بطلب العلم في النجف، ومن أهل البحث والاطّلاع»(9).

3ـ السيّد محمّد رضا السيّد محسن، قال عنه السيّد سلمان آل طعمة في المعجم: «عالم فاضل جليل، أقام الجماعة في صحن العباس بعد وفاة والده»(10).

4ـ السيّد محمّد جواد، فاضل محقّق مؤلّف، صاحب كتاب «أصحاب الإمام السجّاد(ع) ومعاصروه والراوون عنه» (12 مجلّداً).

 

من مؤلّفاته

1ـ أحسن الجدل مع أحمد بن حنبل (3 مجلّدات)، 2ـ أُصول الشيعة وفروع الشريعة (مجلّدان)، 3ـ دعوة الحقّ إلى أئمّة الخلق (مجلّدان)، 4ـ الباقيات الصالحات (رسالته العملية)، 5ـ هداية الفحول في شرح كفاية الأُصول، 6ـ البيّنات والزبر في وجوه أدلّة العصمة للأربعة عشر، 7ـ البصائر الربّانية في إثبات الصانع والوحدانية، 8ـ إزالة الوصمة عن وجوه براهين العصمة، 9ـ أسنّة السنّة السنية لقطع ألسنة السنية، 10ـ المسائل النفيسة في إعجاز القرآن، 11ـ البوارق الفارقة على أعناق المارقة في الرد على الصواعق المحرقة، 12ـ انتقاد الاعتقاد في المبدأ والمعاد، 13ـ أُصول الآيات وآيات الأُصول، 14ـ حقائق الصدق في أُصول الدين الحق، 15ـ أعلام الإسلام في أُصول الدين، 16ـ عروض البلاء على الأولياء، 17ـ المغرفة في المعرفة.

ومن مؤلّفاته باللغة الفارسية: 1ـ الحجّة البالغة، 2ـ القرعة في الإمامة، 3ـ مصابيح العترة الأطياب ورجم الشياطين النصاب، 4ـ لسان الصدق في الإمامة.

 

وفاته

تُوفّي(قدس سره) في الحادي عشر من ربيع الأوّل 1368ه‍ في مسقط رأسه، ودُفن في الصحن الحسيني.

 

رثاؤه

أرّخ الشيخ عبد الحسين الحويزي عام وفاته بقوله:

«عن هذهِ الدنيا مضى سيّدٌ  **  سادَ الورى بالجدِّ والجد

نواحساً أيّامُها أصبحت  **  مذ غابَ نجمُ اليُمنِ والسعد

إذ كانَ نوراً ومناراً بهِ  **  للخلقِ يزهو منهجَ الرشد

والعلمُ أضحى جيدَهُ عاطلاً  **  وأنبت سمطَ جوهرِ العقد

أروع في تاريخِهِ ماجدٌ  **  هادَ البرايا قرَّ في الخُلد»(11).

 

الهوامش

1ـ اُنظر: فهرس التراث 2 /382.

2ـ طبقات أعلام الشيعة 17 /549 رقم756.

3ـ معارف الرجال 3 /232 رقم517.

4ـ أعيان الشيعة 10 /232.

5ـ طبقات أعلام الشيعة 17 /549 رقم756.

6ـ معجم رجال الفكر والأدب في النجف 2 /481.

7ـ طبقات أعلام الشيعة 16 /1501.

8ـ معجم رجال الفكر والأدب في كربلاء: 187 رقم740.

9ـ طبقات أعلام الشيعة 16 /1501 رقم2018.

10ـ معجم رجال الفكر والأدب في كربلاء: 205 رقم823.

11ـ مجلّة تراثنا 26 /204.