شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

مدح النبي (ص) شيعة علي وأهل بيته

0 المشاركات 00.0 / 5

أول من وضع اسم الشيعة لأتباع علي أمير المؤمنين عليه السلام هو رسول الله وهو الواضع لحجرها الأساسي، وغارس بذرتها الأولى، والمثبت لها هو الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام وكان الشيعة آنذاك يعرفون بشيعة علي بن أبي طالب عليه السلام.

قال ابن خلدون: في مقدمته (1) اعلم أن الشيعة لغة هم الصحب والأتباع، ويطلق في عرف الفقهاء والمتكلمين من السلف والخلف على أتباع علي وبنيه (رضي الله عنهم) .

وفي خطط الشام لمحمد كرد علي (2) ما يغنينا عن إقامة الدليل، فإنه عد طائفة من الصحابة المعروفين بشيعة علي عليه السلام، قال: وأما ما قد ذهب إليه بعض الكتاب من أن أهل مذهب التشيع من بدعة (عبد الله بن سبأ) المعروف بابن السوداء، فهو وهم وقلة معرفة في مذهبهم، ومعلوم أن محمد كرد علي غير شيعي، بل هو ممن يتحامل على الشيعة الأبرار، لكن كما قلنا غير مرة (الحق ينطق منصفا ” وعنيدا ) .

وإن الأحاديث الدالة على ما ذكرنا، الواردة إلينا من طرق أكابر علماء السنة والجماعة، فضلا ” عن طرق الشيعة، تقرب من حد التواتر، بل هي متواترة، ونحن نورد في هذا الإملاء بعض ما ورد من طرق القوم – السنة – إيضاحا ” للحجة، وإتماما ” للمحجة.

روى ابن الحجر في الصواعق المحرقة له عن ابن عباس أنه قال: لما أنزل الله تعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) (3) الخ.

قال رسول الله لعلي عليه السلام: هم أنت وشيعتك، تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين، ويأتي أعداؤك غضابا ” مقمحين.

قال: من عدوي ؟ قال: من تبرأ منك ولعنك (4) .

وأخرج الحاكم في كتابه بالإسناد إلى علي عليه السلام، قال: قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وأنا مسنده إلى صدري، فقال: (يا علي ألم تسمع قول الله تعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) ؟ هم (أنت) وشيعتك، وموعدي وموعدكم الحوض، (إذا اجتمعت الأمم للحساب) تدعون غرا ” محجلين(5) .

وروى الحمويني الشافعي في (فرائد السمطين) بسنده عن جابر، قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وآله فأقبل علي عليه السلام فقال صلى الله عليه وآله (قد أتاكم أخي) ثم قال: (والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة، إنه أولكم إيمانا ” معي، وأوفاكم بعهد الله، وأقومكم بأمر الله، وأعدلكم في الرعية، وأقسمكم بالسوية: وأعظمكم، عند الله مزية).

قال: ونزلت فيه: ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) قال: فكان أصحاب محمد صلى الله عليه وآله إذا أقبل علي عليه السلام قالوا: قد جاء خير البرية، انتهى (6) .

وروى مثله الخوارزمي الحنفي في مناقبه، عن جابر، عنه صلى الله عليه وآله (7) .

وروى الخوارزمي أيضا ” في مناقبه، عن المنصور الدوانيقي في حديث طويل عنه صلى الله عليه وآله فيه:

(وإن عليا ” وشيعته غدا ” هم الفائزون يوم القيامة بدخول الجنة) (8) .

وروى أيضا فيه، عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: ( يا علي ! إن الله قد غفر لك، ولأهلك، ولشيعتك، ومحبي شيعتك ومحبي محبي شيعتك) (9) .

وروى فيه أيضا “، عنه صلى الله عليه وآله أنه قال: (يا علي ! إذا كان يوم القيامة أخذت بحجزة الله، وأخذت أنت بحجزتي، وأخذ ولدك بحجزتك، وأخذت شيعة ولدك بحجزتهم.

فترى أين يؤمر بنا (10) !

وروى أيضا ” فيه بطرق عديدة في حديث طويل ذكر فيه فضل علي عليه السلام وأنه أعلم الناس علما “، وأقدم الناس سلما “، وأنه وشيعته هم الفائزون غدا (11) .

وروى أيضا ” في مناقبه قال: روى الناصر للحق بإسناده في حديث أنه لما قدم علي عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله لفتح خيبر، قال صلى الله عليه وآله:

(لولا أن تقول فيك طائفة من أمتي ما قالت النصارى في المسيح عليه السلام لقلت فيك اليوم مقالا ” لا تمر بملأ إلا أخذوا التراب من تحت قدمك، ومن فضل طهورك يستشفون به، ولكن حسبك أن تكون مني وأنا منك، ترثني وأرثك، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي، وأنك تبرئ ذمتي، وتقاتل على سنتي، وأنك [غدا “] في الآخرة أقرب الناس مني، وأنك أول من يرد علي الحوض، وأول من يكسى معي، وأول داخل في الجنة من أمتي، وأن شيعتك على منابر من نور، وأن الحق على لسانك، وفي قلبك، وبين عينيك) (12) .

أقول: ومضمون هذه الرواية مروي في (كفاية الطالب) للگنجي الشافعي، وتاريخ الخطيب البغدادي، و (مجمع الزوائد)، و (وسيلة المتعبدين) وغيرها من كتب أهل السنة والجماعة (13) .

وروى الخوارزمي أيضا ” في مناقبه – في حديث طويل – بسنده عن ابن عباس يرفعه: إن جبرئيل أخبر أن عليا ” يزف هو وشيعته إلى الجنة زفا ” مع محمد صلى الله عليه وآله (14) .

وروى ابن حجر في أول صواعقه المحرقة له عن علي عليه السلام فقال: قال إن خليلي رسول الله صلى الله عليه وآله قال: (يا علي إنك ستقدم على الله وشيعتك راضين مرضيين، ويقدم عليه أعداؤك غضبى مقمحين) – ثم جمع علي عليه السلام يديه إلى عنقه يريهم الإقماح.

وشيعته هم أهل السنة، ولا تتوهم الرافضة، والشيعة قبحهم الله ! ! إلى آخر ما أتى من مفترياته (15) .

وروى القندوزي الحنفي في (ينابيع المودة) عن كتاب (مودة القربى) للهمداني الشافعي في المودة الثامنة عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال:

إن الله اطلع إلى الأرض اطلاعة من عرشه بلا كيف ولا زوال فاختارني، واختار عليا ” لي صهرا “، وأعطى له فاطمة العذراء البتول، ولم يعط ذلك أحدا ” من النبيين، وأعطي الحسن والحسين ولم يعط أحدا ” مثلهما، وأعطي صهرا ” مثلي، وأعطي الحوض، وجعل إليه قسمة الجنة والنار، ولم يعط ذلك الملائكة، وجعل شيعته في الجنة، وأعطي أخا ” مثلي وليس لأحد أخ مثلي .

أيها الناس ! من أراد أن يطفئ غضب الله، ومن أراد أن يقبل الله عمله، فليحب علي بن أبي طالب، فإن حبه يزيد الإيمان، وإن حبه يذيب السيئات كما تذيب النار الرصاص) (16) .

وروى أيضا ” في ينابيعه في نفس الباب – عن نفس الكتاب – في المودة الثامنة أيضا ” عن أنس، عنه صلى الله عليه وآله قال: حدثني جبرئيل، وقال: إن الله يحب عليا “، لا يحب الملائكة مثل حب علي، وما من تسبيحة تسبح لله إلا ويخلق الله ملكا ” يستغفر لمحبه وشيعته إلى يوم القيامة) (17) .

وروى أيضا ” في ينابيعه في نفس الباب من كتاب (الفردوس) عن أم سلمة، عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: (علي وشيعته هم الفائزون يوم القيامة) .

ورواه عن كتاب (مودة القربى) (18) أيضا “.

وروى أيضا ” في ينابيعه في نفس الباب عن كتاب (مودة القربى) أيضا ” في المودة السادسة عن عبد الله بن سلام – في حديث طويل – فيه قول النبي صلى الله عليه وآله [لما سأله ابن سلام] فمن يستظل تحت لوائك ؟ قال صلى الله عليه وآله: (المؤمنون أولياء الله، وشيعة الحق وشيعتي ومحبيي، وشيعة علي ومحبوه وأنصاره، فطوبى لهم وحسن مآب، والويل لمن كذبني في علي، أو كذب عليا ” في، أو نازعه في مقامه الذي أقامه الله فيه) (19) .

وروى ابن المغازلي الشافعي في (مناقبه) بسنده عن النبي صلى الله عليه وآله قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: (يدخلن من أمتي الجنة سبعون ألفا ” لا حساب عليهم) ثم التفت إلى علي عليه السلام فقال: (هم من شيعتك، وأنت إمامهم) (20) .

ورواه الخوارزمي في (مناقبه) ولكن فيه: فقال علي عليه السلام: من هم يا رسول الله ؟ قال: (هم شيعتك يا علي، وأنت إمامهم) (21) .

وأخرج الكنجي الشافعي في (كفاية الطالب) عن جابر بن عبد الله، قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وآله فأقبل علي بن أبي طالب فقال النبي صلى الله عليه وآله:

(قد أتاكم أخي) ثم التفت إلى الكعبة، فضربها بيده وقال: (والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة) .

ثم قال: (إنه أولكم إيمانا “، وأوفاكم بعهد الله، وأقومكم بأمر الله، وأعدلكم في الرعية، وأقسمكم بالسوية، وأعظمكم عند الله مزية) .

قال: ونزلت (فيه): (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) .

قال: وكان أصحاب محمد صلى الله عليه وآله إذا أقبل علي قالوا: قد جاء خير البرية (22) .

قال الگنجي الشافعي: هكذا رواه محدث الشام (ابن عساكر) في كتابه المعروف (تاريخ ابن عساكر) بطرق شتى.

أقول: وروى مثله الحمويني الشافعي في (فرائد السمطين)، والخوارزمي الحنفي في مناقبه، وغيرهما من أكابر علماء السنة والجماعة (23) .

وروى ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة)، والشبلنجي الشافعي في (نور الأبصار) عن ابن عباس، قال: لما نزلت هذه الآية (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) قال النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: (أنت وشيعتك، تأتي يوم القيامة أنت وهم راضين مرضيين، ويأتي أعداؤك غضابا ” مقحمين) (24) .

وعن (وسيلة المتعبدين ونزيل السائرين) عن أم سلمة (رضي الله عنها)، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (علي وشيعته هم الفائزون يوم القيامة) .

وروى هذا الحديث عن (كنوز الحقائق) للمناوي، وبمضمونه عن (تذكرة الخواص) لسبط ابن الجوزي (25) .

وروى ابن المغازلي المالكي في مناقبه، عن ابن عباس، قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن قوله تعالى: (والسابقون السابقون أولئك المقربون) (26) الآية، فقال: (قال لي جبرئيل:ذلك علي وشيعته، هم السابقون إلى الجنة، المقربون من الله لكرامته) .

ورواه الخطيب أيضا ” في تاريخه، وابن مردويه في المناقب (27) .

وروى ابن الحجر في الصواعق المحرقة له، قال: وأخرج أحمد في المناقب أنه صلى الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام: يا على أما ترضى أنك معي في الجنة، والحسن والحسين وذرياتنا خلف ظهورنا، وأزواجنا خلف ذرياتنا، وشيعتنا عن أيماننا وشمائلنا) (28) .

ثم أخذ يروي أخر عن الديلمي: (يا علي إن الله قد غفر لك ولذريتك ولأهلك ولشيعتك، فابشر فإنك الأنزع البطين) (29) .

وكذا خبر: (يا علي أنت وشيعتك [تردون] على الحوض رواء مرضيين مبيضة وجوهكم، وإن أعداؤك يردون على الحوض ظماء مقمحين) (30) .

وروى ابن الحجر أيضا ” في صواعقه المحرقة له، قال: أخرج الطبراني أنه صلى الله عليه وآله قال لعلي: (أول أربعة يدخلون الجنة: أنا وأنت والحسن والحسين، وذرياتنا خلف ظهورنا، وأزواجنا خلف ذرياتنا، وشيعتنا عن أيماننا وشمائلنا) (31) .

إلى كثير وكثير من الأحاديث النبوية التي أوردها أفاضل علماء السنة والجماعة في مؤلفاتهم ومسانيدهم وصحاحهم، وذلك في مدح شيعة علي وأهل بيته الأطهار، وهي تفوق حد الإحصاء.

وقد جمع سيدنا الشريف الأجل، والعلامة المجبل حجة الإسلام والمسلمين السيد العباس الحسيني الكاشاني أيده الله جملة من الأحاديث الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وآله في مدح الشيعة، وقد بلغ عددها (مائة) حديثا ” معتبرا ” مأثورا “، كلها من طرق السنة والجماعة، وقد رأيتها في مكتبته حفظه الله في مدينة كربلاء المقدسة عام زيارتي لتلك التربة الطاهرة سنة 1370 ه‍، وأظن أن النسخة لا تزال مخطوطة مع كثير من مؤلفاته ومصنفاته.

أتضرع إلى المولى العلي القدير أن يوفق مولانا الحجة السيد الكاشاني، وسائر علمائنا الأبرار لطبع كتبهم وآثارهم لانتفاع الأمة الإسلامية منها، إنه قريب مجيب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-   ص 130 .
2- ج 5 ص 156.
3- سورة البينة: 7.
4- الصواعق المحرقة: 128، يأتي 393 قال المؤلف: الحمد لله الذي أنطق ابن الحجر بالصواب إذ الحق يعلو ولا يعلى عليه، فأتى بهذه الحجة لنا غير مختار، ولنا أن نسأل هذا الناصب الكاذب عن الذي تبرأ من علي عليه السلام ولعنه هل هو غير سيده معاوية الطاغية، ومن نحا نحوه ؟ فهو الذي سن هذه السنة السيئة، فكان اللعن على سيد الأوصياء تحت سبعين ألف منبر على ما روى أهل السير والتاريخ، وقد مر عليك قريبا ” بيان ذلك تفصيلا “، ولندع الآن ابن الحجر وصواعقه، والملتقى يوم الله قريب، كل يلقى الله بما قدمت يداه.
5- رواه الحسكاني في شواهد التنزيل: 2 / 459 (ط. مجمع إحياء الثقافة الإسلامية.
6- فرائد السمطين: 1 باب 31، يأتي ص 392.
7- مناقب الخوارزمي: 111.
8- مناقب الخوارزمي: 111.
9- مناقب الخوارزمي: 294 فرائد السمطين: 1 / 308، مناقب ابن المغازلي: 40.
10- مناقب الخوارزمي: 296.
11- مناقب الخوارزمي: 290 ضمن ح 279 باب 19.
12- مناقب الخوارزمي: 158 ح 188، وروى مثله في ص 128 من الكتاب المذكور ح 143.
13- رواه ابن حسنويه في در بحر المناقب: 58 (مخطوط)، وابن معين في شرح ديوان أمير المؤمنين عليه السلام: 19 والكاشي في المناقب (مخطوط)، والقندوزي في ينابيع المودة: 130، والحسيني البصري في انتهاء الأفهام: 208، عنها الاحقاق: 4 / 483.
رواه ابن أبي حاتم في علل الحديث: 1 / 313، والخوارزمي في مقتل الحسين عليه السلام: 45، وابن أبي الحديد في شرح النهج: 2 / 449، والهيثمي في مجمع الزوائد: 9 / 131، والأمر تسري في أرجح المطالب: 454 عنها إحقاق الحق: 7 / 293، ورواه ابن المغازلي في المناقب: 237، عنه إحقاق الحق: 15 / 562.
14- مناقب الخوارزمي: 322 ضمن ح 329 الفصل 19.
15- الصواعق المحرقة: 152، راجع إحقاق الحق: 7 / 303، فقد أخرج مثله عن العديد من مصادر العامة.
قال المؤلف: تعالوا يا مسلمون فاسمعوا وهلموا إلى الصواعق المحرقة لابن الحجر أحرقه الله، وأمعنوا النظر إلى ما قاله من الخرافات والخزعبلات، وإلى ما يدعيه، فإنه يدعي هو وأنصاره من النواصب أنهم هم شيعة علي عليه السلام لأنهم يحبون عليا ” وبنيه، فهذه دعوى أتانا بها الدهر من عجائبه وغرائبه، تعالوا نضحك تارة، ونبكي أخرى، فإن مفتي الحرمين يريد أن يغير مجرى التاريخ، ويقلب وجه الحقيقة تمويها ” بلا خجل ولا حياء، رافعا ” بها عقيرته، يسجلها في صواعقه، قائلا “: إنهم هم الشيعة، فكأنه لا يعلم أن من ورائه من يحاسبه حسابا ” عسيرا ” بالنقد والتمحيص بأنه جاء شيئا ” إدا “، ولماذا يا هذا ؟
قل لي بربك: ما الذي حملك على هذه الدعوى التي تكلفك الشئ الكثير، ثم تخرج منها كصفر على الشمال ؟
وأنت تعلم يقينا ” أن الدعوى إذا لم تدعم بحجة مردودة على مدعيها قطعا .
ولماذا يا بن الحجر كأنت تعلم أن الشيعة على الصواب، وأنهم هم المؤمنون حقا ” بيد أنك لم تستطيع الاعتراف لأمرين:
إما تعصبا ” وبغضا ” لأنهم لا يصالحوا سيدك معاوية ومن نحا نحوه، ولو صالحوه لكانوا هم عندك حزب الله الغالبون.
أو خوفا ” على سمعتك، وحرصا ” على منصبك، وإلا فأي شئ ؟ ! ولا حول ولا قوة إلا بالله، وهذا أس العداوة والبغضاء، فبالله عليك أيقال للسنة هم الشيعة وبالعكس ؟ كلا ما أراك بقادر على إثبات مدعاك أبدا “، فهذه كتب التواريخ والسير والتفسير والحديث وغيرها أمامنا وأمام كل منصف عربي لغوي عالم بأحوال الفرقتين (الشيعة والسنة) حر يدين الله بضمير حر أيضا.
ويا مفتي الحرمين ! ! إني أخالك أنك في بادية بيداء أو في ليلة حالكة ظلماء، وظننت أن أحدا ” لم ترض بحكمي عليه فاقرأ صواعقه تعرف بوائقه – أو كما تزعم أن الشيعة قوم جاهلون أغبياء ! ! لا وربك بابن الحجر ليس الأمر كما زعمت، بل الأمر بالعكس، ولنا أن نسألك بماذا صرتم شيعة ؟ بموالاتكم لمن حارب عليا ” عليه السلام، ودس السم للحسن عليه السلام، وقتل الحسين عليه السلام وسبي حريم رسول الله صلى الله عليه وآله وهدم الكعبة ومزق القرآن و و و… والخ ؟ ! أم بترضيكم عن شاتمي علي عليه السلام على المنابر وفي المعابر ما يربو على ثلاثة أرباع القرآن ؟ !
بماذا صرتم شيعة ؟ بسلب أهل البيت عليهم السلام حقوقهم أم بتقديم غيرهم عليهم، وهو الضلال المبين وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (لا تقدموهم فتهلكوا، ولا تتأخروا عنهم فتهلكوا، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم) ؟
بماذا صرتم شيعة ؟ وقد أكثرت في صواعقك من روايات تكفير الشيعة، وهم المؤمنون حقا ” كما تقدم ؟ ! نعوذ برب العرش من فئة بغت، وسيعلم الذين ظلموا آل محمد أي منقلب ينقلبون.
وبالجملة فإن الشيعة على خلاف ما تفتري عليهم النواصب والجواحد، ولو دققت النظر منصفا ” لوجدت كلما عابوا به على الشيعة هو في من عابهم، والشيعة منه براء إلا قليلا ” مما نقموا عليهم به، ولو أنصفوا لاعترفوا، ولكن المستقبل يرينا الواجب، والمشتكى إلى الله.
أقول: يا حبذا أخي القارئ بمراجعة كتاب (الشيعة هم أهل السنة) للتيجاني لتقف على حقيقة هذه الطائفة المظلومة.
16- ينابيع المودة: 1 / 303.
17- ينابيع المودة: 1 / 305.
18- ينابيع المودة: 1 / 306 عن ابن عباس (المودة التاسعة) .
19- ينابيع المودة: 1 / 300.
20- مناقب ابن المغازلي: 79 (ط. طهران) عنه إحقاق الحق: 4 / 289، و ج 7 / 172، و ج 18 / 518، وابن حسنويه في در بحر المناقب: 119، والأمر تسري في أرجح المطالب: 529 عنها إحقاق الحق: 7 / 172 و 173.
21- مناقب الخوارزمي: 229 (ط. تبريز) عنه إحقاق الحق: 7 / 172.
22- تقدم ص 385 مثله.
23- كفاية الطالب: 118، الخوارزمي في المناقب: 120 (ط. مؤسسة النشر الإسلامي) و 66 (ط. تبريز)، والحمويني في فرائد السمطين ج 1 باب 31، والبصري في انتهاء الأفهام: 17 عنها إحقاق الحق: 4 / 217 و 252.
ورواه الحسكاني في شواهد التنزيل: 2 / 361 من عدة طرق، والقندوزي في ينابيع المودة: 46، عنها إحقاق الحق: 14 / 258 – 260، ورواه الشيرازي الشافعي في توضيح الدلائل: 167، عنه إحقاق الحق: 20 / 269، وكذلك رواه الطبري في تفسيره: 30 / 171، وأبو نعيم في حلية الأولياء: 1 / 66.
24- الفصول المهمة: 105، ونور الأبصار: 102.
وتقدم الحديث ص 384 عن ابن عباس مثله.
25- رواه الديلمي في الفردوس على ما في مناقب عبد الله الشافعي: 204 ( مخطوط) والمناوي في كنوز الحقائق: 98، والبدخشي في مفتاح النجا:
61 (مخطوط) والقندوزي في ينابيع المودة: 180 و 237 بإسنادهم إلى أم سلمة، عنها إحقاق الحق: 7 / 299 وفي ص 301 عن التذكرة لابن الجوزي: 59 عن أبي سعيد الخدري.
26- سورة الواقعة: 11.
27- مناقب ابن المغازلي: 116، ورواه السيوطي في الدر المنثور: 6 / 154 من طريق ابن مردويه، عن ابن عباس، وكذا الشوكاني في فتح القدير:
5 / 184، والآلوسي في تفسير روح المعاني: 27 / 114، ورواه الكثير من أعلام القوم في مصادر هم المعتبرة، راجع في ذلك إحقاق الحق: 3 / 114، و ج 14 / 190.
28- رواه الطبري في ذخائر العقبى: 90 (ط. مكتبة القدسي بمصر) من طريق أحمد، وفي الرياض النضرة: 32 (ط. مكتبة الخانجي بمصر) وقال:
أخرجه أحمد في المناقب، وأبو سعيد في شرف النبوة.
ورواه أيضا ” الأمر تسري في أرجح المطالب: 332 و 529 (ط. لاهور) والترمذي في المناقب المرتضوية: 101 (ط. بمبئي) والقندوزي في ينابيع المودة: 212 (ط. اسلامبول) وغيرها. راجع إحقاق الحق: 9 / 223.
29- رواه الحنفي المصري في تفسير آية المودة: 51، والسخاوي الشافعي في استجلاب ارتقاء الغرق: 41، عنها إحقاق الحق: 20 / 561.
30- تقدم ص 384 مثله.
قال المؤلف: ترى ابن الحجر بعد سرده الأحاديث يطلق لسانه بالشتم المقذع على الشيعة الأطهار، ويجعلهم حزب إبليس، ويحذر منهم لأنهم ضالون جاحدون، ويقول بكل وقاحة: قاتلهم الله أنى يؤفكون ! ! وهذا دليل على سوء خلقه وأدبه، وقلة إيمانه وحيائه، وجهلة بمذهب أهل البيت عليهم السلام وتجاهله، فإن الشيعة كما تقدم فرقة مؤمنة تعبد الله تعالى، وتؤمن برسالة نبيه محمد صلى الله عليه وآله، ويتولون عليا ” وبنيه الأئمة الأحد عشر، ويعترفون بأصول الدين وفروعه، ويخافون الله واليوم الآخر، ولا يرمون أحدا ” بالأكاذيب والمفتعلات كما صنع هو ومن حذا حذوه من الذين أساؤوا السؤاى ولا يخافون من سطوة الله، فإن الشيعة هم حزب الله، وإن حزب الله هم الغالبون.
وإليك يا بن الحجر ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله: (أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم، فليأت الباب) ومن أتى من غير الباب عد سارقا “، وصار من حزب إبليس، فالشيعة الإمامية برمتهم أجمعوا على الأخذ من باب المدينة، لا يلجون غيره إلا إذا كان موافقا ” طبق منهجهم الذي نهجوه، أما من أخذ عن كل من دب ودرج، فيكون كحاطب ليل، وهو حزب إبليس، ونحن لا نستغرب من تطاول ابن الحجر على الشيعة لأنه قد أخذ بقول كل من صحب النبي صلى الله عليه وآله ولو كان ممن قال سبحانه فيهم: (ومن الأعزاب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق) { سورة التوبة: 101 } كمعاوية الطليق وابن الطليق، ومروان الطريد وابن الطريد، وعمرو بن العاص، والمغيرة بن شعبة، وغيرهم وغيرهم ممن عرف بالنفاق، انتهى.
أقول: وهذا خبر مشهور، مروي بألفاظ مختلفة وأسانيد عديدة، فقد رواه ابن حجر في الصواعق: 66، والطبراني في المعجم الكبير: 52، والخوارزمي في المناقب: 178، وباكثير الحضرمي في وسيلة المآل: 131، راجع إحقاق الحق: 7 / 321، و ج 17 / 273، و ج 21 / 668.
31- رواه الطبراني في المعجم الكبير: 52 و 103، والهيثمي في مجمع الزوائد: 9 / 174، والگنجي في كفاية الطالب: 184، والخوارزمي في مقتل الحسين عليه السلام: والمتقي الهندي في منتخب العمال المطبوع بهامش مسند أحمد: 945، وكثير غيرهم، راجع إحقاق الحق: 9 / 217 – 223.

 

أضف تعليقك

تعليقات القراء

ليس هناك تعليقات
*
*

شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية