شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

منع الإمام الحسين (ع) من الماء

0 المشاركات 00.0 / 5

عمر بن سعد يمنع الإمام الحسين (ع) وأهل بيته وأصحابه من الوصول إلى الماء .

 

منع الإمام الحسين (ع) من الوصول إلى الماء

بعث عمر بن سعد خمسمِائة فارس بقيادة عمرو بن الحجاج ، فنزلوا على الشريعة ، وحالوا بين الإمام الحسين ( عليه السلام ) وأصحابه ( رضوان الله عليهم ) وبين الماء ، ومنعوهم أن يستسقوا منه قطرة ، وذلك في اليوم السابع من المُحرَّم عام ( 61 هـ ) .

ولما اشتدَّ العطش بالإمام الحسين ( عليه السلام ) وأصحابه ، فأمَرَ أخاه العباس بن علي ( عليهما السلام ) ، فسار في عشرين رجلاً يحملون القرب ، وثلاثين فارساً ، فجاءوا حتى دنوا من الماء ليلاً .

وكان أمامهم نافع بن هلال الجملي يحمل اللِّواء ، فقال عمرو بن الحجاج: مَن الرجل ؟

قال : نافع .

قال : ما جاء بك ؟

قال : جِئْنا نشرب من هذا الماء الذي حلأتمونا [ منعتمونا ] عنه .

قال : فاشْرَب هنيئاً .

قال نافع : لا والله ، لا أشرب منه قطرة والحسين عطشان هو وأصحابه .

وروى سبط بن الجوزي : أنهم اقتتلوا على الماء ، ولم يمكنوهم من الوصول إليه ، وضيَّق القوم على الحسين ( عليه السلام ) ، حتى نال منه العطش ومن أصحابه .

فقال برير بن خضير للإمام الحسين ( عليه السلام ) : يا ابن رسول الله ، أتأذن لي أن اخرج إلى القوم ، فأذن له ، فخرج إليهم فقال : يا معشر الناس ، إنَّ الله عزَّ وجلَّ بعث محمداً بالحق بشيراً ونذيراً ، وداعياً إلى الله بإذنه ، وسراجاً منيراً .

وهذا ماء الفرات ، تقع فيه خنازير السواد وكلابه ، وقد حيل بينه وبين ابن نبيِّه .

فقالوا : يا برير ، قد أكثرت الكلام ، فاكففْ ، والله ليعطش الحسين كما عطش من كان قبله .

فقال الإمام الحسين ( عليه السلام ) لبرير : ( اقعُدْ يا بُرير ) .

ثم قام الإمام ( عليه السلام ) فنادى بأعلى صوته ، فقال : أنشِدُكُم الله ، هل تعلمون أن جَدِّي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟.

قالوا : اللَّهُمَّ نعم .

فقال الإمام ( عليه السلام ): أُنشِدُكُم الله، هل تعلمون أن أمِّي فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله) ؟.

قالوا : اللَّهُمَّ نعم .

فقال الإمام ( عليه السلام ) : ( أُنشِدكم الله ، هل تعلمونَ أنَّ أبي علي بن أبي طالب (عليه السلام) ؟ .

قالوا : اللَّهُمَّ نعم .

فقال الإمام ( عليه السلام ) : أُنشدكم الله ، هل تعلمون أن جَدَّتي خديجة بنت خُوَيلد ، أوَّل نساءِ هذه الأمة إسلاماً ؟ .

قالوا : اللَّهُمَّ نعم .

فقال الإمام ( عليه السلام ) : أُنشِدُكُم الله ، هل تعلمون أن سيِّدَ الشهداء حمزة عَمُّ أبي ؟ .

قالوا : اللَّهم نعم .

فقال الإمام ( عليه السلام ) : أُنشِدُكُم الله ، هل تعلمون أن هذا سيف رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنا مُتقلِّدُه ؟ .

قالوا : اللَّهُمَّ نعم .

فقال الإمام ( عليه السلام ) : أُنشِدُكُم الله ، هل تعلمون أن هذه عمَامة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنا لابِسُها ؟ .

قالوا : اللَّهُمَّ نعم .

فقال الإمام ( عليه السلام ) : أنُشِدُكُم الله ، هل تعلمون أنَّ علياً كان أول القوم إسلاماً ، وأعلمُهُم علماً ، وأعظمُهم حِلماً ، وأنه وليُّ كلِّ مؤمنٍ ومؤمنة ؟ .

قالوا : اللَّهُمَّ نعم .

فقال الإمام ( عليه السلام ) : فِيمَ تَستحِلُّون دَمي وأبي الذائِدُ عن الحوض ، يذودُ عنه رِجالاً كَمَا يذاد البعير الصاد عن الماء ، ولواءُ الحمدِ في يَدِ أبي يوم القيامة .

قالوا : قد علمنا ذلك كُلّه ، ونحنُ غير تاركيك حتى تَذوقَ الموت عطشاً .

فلما خطب الإمام الحسين ( عليه السلام ) هذه الخطبة ، وسمعت بناتُه وأخواتُه كلامَه بِكيْنَ ، وارتفعت أصواتَهُنَّ .

فوجَّهَ الإمام الحسين ( عليه السلام ) إليهِنَّ أخَاه العباس وابنه علياً ( عليهما السلام ) ، وقالَ لهما : ( أَسكِتَاهُنَّ فَلعمري لَيكثرنَّ بُكاؤهُنَّ .

 

أضف تعليقك

تعليقات القراء

ليس هناك تعليقات
*
*

شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية