الشعارات الحسينية الخالدة
الشعارات الحسينية هي بعض كلمات الإمام الحسين(ع) سواء التي نطق بها أثناء مسيره من المدينة إلى كربلاء أم تلك التي قالها في يوم عاشوراء، اتخذت طابع النداء المؤثر الذي يدعو الى الجهاد والكرامة.
وقد جاءت هذه المعاني في سياق الخطب والأرجاز والأشعار، واتخذت صيغة النداء أو الشعار الثوري الذي أطلقه سيد الشهداء(ع) لأجل إيقاظ الضمائر وصحوة الأمة.
ويمكن التعرف من خلال هذه الشعارات على الأهداف والأفكار والمعنويات التي كان يتصف بها رجال عاشوراء واعتبار تلك المعالم المضيئة شعارات للثورة الحسينية الخالدة وللقضية المبدئية التي نهض بها أبو الأحرار(ع) لنصرة الدين..
ومن هذه الشعارات:
“على الإسلام السلام ، إذ بُليت الأمة براع مثل يزيد “قال هذا الإمام الحسين عليه السلام ردا على طلب مروان في المدينة عندما أراد منه مبايعة يزيد.
“الله لو لم يكن ملجأ ولا مأوى لما بايعت يزيد بن معاوية “
ر جاء هذه في رده على أخيه محمد بن الحنفية.
” إني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما “
قال هذا مخاطبا أنصاره في كربلاء
“الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معايشهم فإذا مُحّصوا بالبلاء قل الديانون”
قال هذا في منزل ذي حسم أثناء مسيره الى كربلاء.
“ألا ترون إلى الحق لا يعمل به وإلى الباطل لا يتناهى عنه؟ فليرغب المؤمن في لقاء ربه محقا”
قاله في كربلاء مخاطبا أصحابه.
“خُطّ الموت على ولد آدم مخطّ القلادة على جيد الفتاة”.
قالها في مكة قبل الخروج الى الكوفة أمام جمع من أنصاره وأهل بيته.
“من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرام الله، ناكثا عهده مخالفا لسنة رسول الله ، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يُغيّر عليه بفعل ولا قول كان حقا على الله أن يدخله مدخله “
قاله مخاطبا جيش الحرّ في منزل البيضة على طريق الكوفة.
“ما الإمام إلاّ العامل بالكتاب والآخذ بالقسط والدائن بالحق والحابس نفسه على ذات الله”
سطّر الحسين هذه الصفات الحقّة للإمام في الكتاب الذي بعثه مع مسلم بن عقيل إلى أهل الكوفة.
“سأمضي وما بالموت عار على الفتى * إذا ما نـوى حـقا وجـاهـد مسـلما”
هذا الشعر لشخص آخر تمثّل به الحسين ردا على تهديدات الحرّ على طريق الكوفة.
“رضا الله رضانا أهل البيت ، نصبر على بلائه ويوفّينا أجر الصابرين”
” قاله في خطاب لأصحابه عند خروجه من مكة.
“ألا من كان باذلاً فينا مهجته، وموطّناً على لقاء الله نفسه، فليرحل معنا”
قاله عندما عزم على الخروج من مكة الى الكوفة، مبيّنا طريق الشهادة الدامي الذي سيسلكه.
“إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي “
مقتطف من الوصية التي كتبها سيد الشهداء لأخيه محمد بن الحنفية قبل خروجه من المدينة.
“لاأعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقر لكم إقرار العبيدلا أفرّ فرار العبيد”
ورد هذا القول في كلامه صبيحة يوم عاشوراء مخاطبا جيش الكوفة الذي أراد منه الاستسلام.
“هيهات منا الذلّة يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون “
قال هذا الكلام مخاطبا جيش الكوفة حين وجد نفسه مخيّرا بين طريقي الذلة والشهادة.
“فهل إلاّ الموت ؟ فمرحباً به “
جاء هذا في رده على كتاب عمر بن سعد الذي طلب فيه من الإمام أن يستسلم
“صبرا بني الكرام ، فما الموت إلا قنطرة تعبر بكم عن البؤس والضراء الى الجنان الواسعة والنعيم الدائم”
خاطب بهذا الكلام أصحابه المستعدين للبذل، في صبيحة يوم عاشوراء بعد أن استشهد عدد منهم.
“الموت أولى من ركوب العار * والعار أولى من دخول النـار “
كان الحسين يرتجز بهذا الشعر يوم عاشوراء عند منازلة الأعداء، ويعلن فيها استعداده للشهادة وعدم تحمل عار الخنوع.
“موت في عز خير من حياة في ذل “
“إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحراراً في دنياكم “
خاطب أتباع آل أبي سفيان بهذا الخطاب قبل استشهاده بلحظات حين تناهى إلى سمعه أنهم عازمون على الإغارة على خيم حريمه وعياله.
“هل من ناصر ينصر ينصرني ؟ ” هل من ذابّ يذبُّ عن حرَمِ رسول الله “.. استغاث الحسين بهذا النداء بعد استشهاد جميع أنصاره وأهل بيته.
هذه المجموعة من الجمل المعبرة التي تعتبر بمثابة رمزية شعارات أبي عبدالله الحسين عليه السلام في نهضته وهي تدل على عظمته التي استمدها من عظمة جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث أضاء للبشرية دربها وحياتها بتضحياته ووقوفه بكل إباء وصلابة في وجه الظلم والطغيان الأموي وبهذه الشعارات الرائدة الخالدة هز عروش الظالمين والمتآمرين على الإسلام.
وكل شعار من شعارات الثورة الحسينية يعتبر مدرسة يتعلم فيها الإنسان كيف يصوغ شخصيته كاملة نزيهة عملاقة.
هذه الشعارات المؤثرة ، وهؤلاء الذين حملوها بجدارة ، هي التي جعلت غاندي يقول : ( تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر ) وهي التي فجرت الحماس الواعي للتغيير والإصلاح في مسارب وخلجات الضمير الإنساني.