إخبار النبي (ص) بمقتل الحسين (ع) والبكاء عليه
قَاْلَ رَسُوْلُ اللَّهِ (صلى الله عليه واله وسلم ): إِنَّ لِقَتْلِ الْحُسَيْنِ (عَلَيِهِ السِلام) حَرَارَةً فِيْ قُلُوبِ المُؤْمِنِينَ لاتَبْرَدُ أَبَدَاً.
و الامام الصادق (عليه السلام( يقول “أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا.
ويقول حجة الله ووليه الامام المهدي (عليه السلام) :ـ «لأندبنك صباحاً ومساءً» و قال: «ولأبكين عليك بدل الدموع دماً»
الشعر لمحمد التهامي المصري
يـابنَ الـنبي لـنا ببابِكَ وقفةٌ ** لـلروحِ فـيها مـنهلُ يترقرقُ
ونَـرى ضـياءَك مُشرِقاً وكأنهُ ** مـن نـور جـدكَ جذوة تتألقُ
ولـنا بـبابِكَ وقـفةٌ نلقى بها ** عبراً تطيل لنا الحديث وتصدقُ
وتـقولُ إنـكَ قد خُلقت بطولةً ** لـلـهِ فـيها حـكمةٌ تَـتَحققُ
ولأنـت رمزُ الحقِّ حينَ يؤدُهُ ** ظُـلمٌ يـبددُ شـملهُ ويـمزقُ
ولأنـت رمزُ الحقِّ حينَ رَفعتَهُ ** والـكفرُ حولَكَ في عِنادِ يطبقُ
واشـتد جند الظالمينَ وضيَّقوا ** وتـزاحَموا وتـواكبوا وتحلقوا
وخَرَجتَ وحدَكَ تلتقي بجِموعهم ** يـا واحـداً ما نالَ منهُ الفيلقُ
وَجَـبَهتَهُم إن كـان ما تبغونهُ ** مـوتي فـإني لـلرَّدى أتشوقُ
لن تزهقوا روحي بكل جيوشِكم ** لـكنَّ بـاطلكم بـحقِّي يَزْهَقُ
وقـضيت لكن ما قضيتَ وإنما ** تحيا وتَسْعَدُ في الوجودِ وتُرزقُ.
يقبل علينا شهر محرم الحرام في كل عام لعل بقايا واحفاد اعداء النبي الاكرم (صلى الله عليه واله وسلم ) واهل بيته من الائمة المعصومين (عليهم السلام) ان يتوبوا متوجهين لاقامة العزاء على ابنه الامام الحسين (عليه السلام) مواسين بذلك رسول الله الاعظم (صلوات الله وسلامه عليه ) واخيه ووصية ووزيرة وخليفته امير المؤمنين الامام علي (عليه السلام ) وريحانة الرسول المظلومة الشهيدة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام )والائمة المعصومين من ذرية رسول الله .
هؤلاء الاعداء الذين تكون افراحهم ومسراتهم في هذا الشهر دون الشهور يعبرون بهذا الفرح عن تنكيلهم برسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) وتكذيبهم اياه عن طريق الافراح ونشر الفتوى المزيفة التي تقول ان البكاء على الامام الحسين (عليه السلام)بدعة . وهذه الاستفتائات في حقيقته ليس ضد الشيعة وانما ضد رسول الله اصلا .وضد صاحب العصر والزمان الامام المهدي (سلام الله عليه ) .والدليل انهم قد كذبوا في انكارهم بان بقية الله تعالى لم يولد بعد .وهذا ايضا افتراء على رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) ,فمن اخبر بولادته هو النبي الاكرم .
وحديث النبي (صلوات الله وسلامه عليه واله ) المذكور في المقدمة اشارة واضحة الى ان المؤمنين هم الذين لاتبرد قلوبهم بمصاب ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) ولم يقول النبي المسلمين ,ففي المسلمين من يدعي انه مسلم والاسلام من براء .
ثورة الامام الحسين (عليه السلام) واستشهاده متعلق بصدق النبوة ورسالة الرسول الاكرم محمد (صلى الله عليه واله وسلم) ,فالاعتقاد بهذه الثورة والاستشهاد واحياء ذكره نصر للاسلام والمسلمين المؤمنين .
ومن لايعتقد بذلك ,فانه يطعن ويكذب رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم).ومن يتجرأ على تكذيب رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ليس بمسلم .ومايرد على لسان رسول الله قطعا هو امر الالهي .وخبر مقتل الحسين (عليه السلام ) نطقه النبي الاعظم و ذكرفيه سنة شهادته ، وكيفيَّة قتله ، والجماعة التي تخرج لقتله ، ومحلّ شهادته .
وهذه الغيبيات شاهد ودليل للرسالة والنبوة وتاكيد بنفس الوقت على الامامة في الائمة المعصومين (عليهم السلام ) .ولابد من سرد بعض الاحاديث التي اخبر بها النبي في قضية الامام الحسين , فقد قال (صلى الله عليه واله وسلم) الاخبار التالية :ـ
۱٫(( يُقتل حسين بن علي على رأس ستين من مهاجرتي )) .
۲٫(( يُقتل ابني الحسين بالسيف )) .
۳٫(( يَقتل الحسينَ شرُّ الاُمّة ، ويتبرأ من ولده مَنْ يكفر بي )) .(( يزيد ! لا بارك الله في يزيد )) ، ثم ذرفت عيناه (صلّى الله عليه وآله) ، ثم قال : (( نُعي إليّ حسين ، وأُتيت بتربته ، وأُخبرت بقاتله )) .
۴٫(( أخبرني جبرئيل (عليه السّلام) أنّ هذا ـ أي الإمام الحسين (عليه السّلام) ـ يُقتل بأرض العراق )) .
۵٫(( إنّ ابني هذا يُقتل بأرض العراق ، فمَنْ أدركه فلينصره )) .
۶٫(( يا بني ، إنّك ستساق إلى العراق ، وهي أرض قد التقى بها النبيّون وأوصياء النبيّين ، وهي أرض تُدعى عمورا ، وإنّك تستشهد بها ، ويستشهد معك جماعة من أصحابك )) .
۷٫(( إنّما هي أرض كرب وبلاء )).
۸٫(( طوبى لك من تربة ، وطوبى لمَنْ يُقتل فيك )).
۹٫(( يا بنتاه ، ذكرت ما يصيبه بعدي وبعدك من الأذى والظلم ، والغدر والبغي ، وهو يومئذ في عصبة كأنّهم نجوم السماء ، يتهادون إلى القتل ، وكأنّي أنظر إلى معسكرهم ، وإلى موضع رحالهم وتربتهم . قالت : يا أبه ، وأين هذا الموضع الذي تصف ؟ قال : موضع يُقال له : كربلا ، وهي دار كرب وبلاء علينا وعلى الأمّة ، يخرج عليهم شرار اُمّتي )) .
۱۰٫(( أتاني جبرئيل فأخبرني أنّ أمّتي تقتل ولدي هذا ، وقد أتاني بتربة حمراء )) .
۱۱٫ (( أوحى الله إلى نبيّكم (صلّى الله عليه وآله) : إنّي قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفاً ، وإنّي قاتل بابن ابنتك سبعين ألفاً وسبعين ألفاً )) .
۱۲٫ (( يا عمّة ، تقتله الفئة الباغية من بني اُميّة )) .
وهذه مختصرات من الاخبار الوارده على لسان النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) .ولنطلع على بعض المختصرات من كلام الامام الحسين (عليه السلام) عندما بدا الثورة على الظالمين وهو عازم على الخروج الى العراق ، قام خطيباً (عليه السلام )فقال : (( الحمد الله ، وما شاء الله ، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله ، وصلّى الله على رسوله وسلم ، خُطّ الموت على ولد آدم مخَطَّ القلادة على جيد الفتاة ، وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف ، وخُيّر لي مصرع أنا لاقيه ، كأنّي بأوصالي يتقطّعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلا ، فيملأنَ منّي أكراشاً جوفاً وأجربة سغباً ، لا محيص عن يوم خطّ بالقلم ، رضا الله رضانا أهل البيت ، نصبر على بلائه ويوفّينا أجور الصابرين . لن تشذّ عن رسول الله لحمته ، وهي مجموعة له في حظيرة القدس ، تقرّ بهم عينه ، وينجز لهم وعده . مَنْ كان فينا باذلاً مهجته ، موطّناً على لقاء الله نفسه فليرحل معنا ؛ فإنّي راحل مصبحاً إن شاء الله )).
وكان كتابه الى وجهاء الكوفة : (( أمّا بعد ، فقد علمتم أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قد قال في حياته : مَنْ رأى سلطاناً جائراً ، مستحلاً لحرم الله ، ناكثاً لعهد الله ، مخالفاً لسنّة رسول الله ، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان ، ثمّ لم يُغيِّر بقول ولا فعل ، كان حقيقاً على الله أن يدخله مدخله )).
ومايؤكد أن ثورته المباركة مقتضى وتكليف الهي لطلب مرضاة الله تعالى وصيته (عليه السلام ) لأخيه ابن الحنفيّة حيث قال : (( إنِّي لم أخرج أشراً ولا بطراً ، ولا مفسداً ولا ظالماً ، وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جدّي (صلّى الله عليه وآله) ؛ اُريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ، وأسير بسيرة جدّي وأبي علي بن أبى طالب (عليه السّلام) ، فمَنْ قبلني بقبول الحقّ فالله أولى بالحقّ ، ومَنْ ردّ عليَّ هذا أصبر حتّى يقضي الله بيني وبين القوم بالحقّ ، وهو خير الحاكمين )).
ويظهر الارتباط الملوكتي الغيبي بين النبي والامام الحسين (عليه السلام) الذي لم ينقطع من بعده مع الائمة المعصومين (عليهم السلام) ليكون شاهدا ومصداقا للنبوة والامامة ,فيقول ابن الحنفيَّة حول الرؤيا التى رآها الإمام الحسين (عليه السّلام) ، حيث رأى فيها جدّه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في المنام وهو يخاطبه قائلاً : (( يا حسين ، اخرج فإنّ الله قد شاء أن يراك قتيلاً )) .فقال محمّد بن الحنفية: إنّا لله وإنا إليه راجعون ! فما معنى حملك هؤلاء النساء معك وأنت تخرج على مثل هذا الحال ؟ قال : (( فقال لي (صلّى الله عليه وآله) : إنّ الله قد شاء أن يراهنَّ سبايا )). وفي رواية المفيد (رضوان الله عليه ) قال (عليه السّلام) : (( إنّي رأيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في المنام وأمرني بما أنا ماضٍ له )) . فقالوا له : ما تلك الرؤيا ؟ فقال : (( ما حدّثت أحداً بها ، ولا أنا محدّث بها أحداً حتّى ألقى ربّي (عزّ وجلّ) )) .
الرؤيا تاتي للتاكيد على اخبار النبي (صلى الله عليه واله وسلم )من قبل لان الامام الحسين (عليه السلام ) كان معاصروعاش مع النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) واخبره بمايجري عليه قبل ان يستشهد النبي الرسول مسموما .وبعد استشهاد النبي تخاذل الكثير من الناس عن امير المؤمنين الامام علي (عليه السلام) حيث خرج بقايا المنقلبين على اعقابهم عن الإسلام الأصيل ووضعوا احكام باطلة الامر الذي حتم على الامام الحسين (عليه السلام ) التكليف الالهي . حين قال : إنّ كان دين محمَّد لم يستقم إلاّ بقتلي يا سيوف خذيني ؟
قضية ثورة الامام الحسين (عليه السلام) ليس انتقام من احد .وانما من اجل الاسلام في سبيل الله تعالى ,فقتل الحسين (عليه السلام ) وصبره على الاذى وسبي عياله وجعلهم مسبيين اسارى من اجل ماذا ؟اليس كل هذا من اجل المسلمين ! وعندما داس الظالمين الكافرين بخيولهم جسم الامام الحسين (عليه السلام ) .
واخر قطع اصبع الامام من اجل خاتم يلبسه الامام (عليه السلام ) ماهو فصدهم من ذلك ؟ اليس هذا تعتدي على النبي الرسول (صلى الله عليه واله وسلم )في ذريته ؟ هذه الجريمة الكبرى التي سبقتها جرائم متتالية قبل وبعد استشهاد الامام الحسين (عليه السلام) اليس هي مصائب تحتاج من المنصفين المحبين الموالين لرسول لله ان يواسوا النبي الاكرم ويعلنوا البراءه مما قام بتلك الجرائم عن طريق استذكار الواقعة .والبكاء على سيد الشهداء ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) .والثمن الذي دفعه الامام السبط الحسين (عليه السلام) ليبقى الإسلام الا يستحق البكاء لاننا من المستحيل ان نكون بهذه التضحية ومهما فعلنا .
ما هي البدعة في البكاء اين وجودها في نصوص كتاب الله تعالى ؟ ومن هو الذي يحرم البكاء ؟
يقول أحد علماء الشافعية في كتاب كفاية الطالب للنكجي الشافعي
إذا ذكر الحسين فأي عين….تصون دموعها صون احتشام
بكته الأنبياء وغير بدع بأن …. يبكي الكرام على الكرام
كم سنة بقي النبي يعقوب (ع) يبكي على النبي يوسف (ع) وأخيه من بعده ؟الم يؤدي بكاؤه إلى عماه وفقدان بصره مع علمه انهم احياء .فاين البدعة والحرمة ؟ فهل في بث الحزن الى الله تعالى بدعة؟
ونسأل المتقولين هل هناك مصيبة او نظيرا لها كمصيبة سيد الشهداء وأهل بيته (عليهم السلام )في الكون منذ الأزل وإلى يوم يبعثون؟ فما لكم كيف تحكمون !
ليطلع العالم برمته على مدى جهلكم واستفتائاتكم الباطلة ,فاذا كان قولكم ان البكاء بدعة في كل الامور ,فانكم اجهل من الجاهل .وان كنتم تقصدون فقط في ذكرى سيد الشهداء الامام الحسين (عليه السلام) فالمصيبة اعظم.
لقد كشفت دراسة علمية حديثة قام بها فريق من الباحثين الأمريكيين من جامعة ماركويت بولاية ميتشيجان أن البكاء يساعد في إخراج السموم من الجسم ،بالإضافة إلى أنها تخفف من الضغط النفسي والعصبي الذي يتعرض له الأفراد , فالبكاء ليس دليلا على الضعف أو عدم النضج كما تدعون بل العلماء الاخصائيين في الطب يقولون بعدم التردد في البكاء وذرف الدموع وخاصة في المواقف أو الأحداث المحزنة والمؤلمة ,فهو حالة طبيعية فضلا عن انها تحسين لصحة الانسان .
وتشير التقارير الى ان المصابين بامراض الصداع والقرحة و مرض الإصابة بالشقيقة (الصداع النصفي) احد اسبابها كبت الدموع والبكاء . وهناك امراض عديدة سببها عدم القدرة على البكاء .وقد وجدوا علماء تحليل الدموع نسبة ۲۵% من البروتين وجزء من المعادن خاصة المغنيسيوم هى مواد سامة يتخلص منها الإنسان عند البكاء.والمخ بفرز مواد كيميائية للدموع مسكنة للألم .و الدموع التي تحتوى على كمية كبيرة من هرمونى “البرولاكين”و “آى سى تى أتشن” ومكان وجود هذه الهرمونات فى الدم البكاء هو العلاج للتخلص منهما.
وهناك حالة كثيرة ومفيدة في البكاء منها يزيد من عدد ضربات القلب .وهذا تمرين مفيدللحجاب الحاجز وعضلات الصدر والكتفين لذلك بعد انتهاء البكاء تعود سرعة ضربات القلب إلى معدلها الطبيعي وتسترخي العضلات مرة آخرى وتحدث حالة شعور بالراحة.
وهذه الدموع تجعل العين في حالة صحية جيدة حيث تساعدها على ترطيب حدقة العين التي تجعل العين تتحرك بسهولة داخل التجويف .و أن الدموع تقوم بتنظيف وتطهير العيون من البكتيرياوالجراثيم العالقة فيها .وهذا هو راي العلم الحديث في البكاء .
واما الاسلام والقران الكريم كله صحة ومنفعة للناس ,فعندما ينهي ويحرم على المسلمين شرب الخمور واكل لحم الخنزير لعله وسبب حفاظا على صحة الانسان من الامراض لذلك لم ترد اية او نص يشير الى حرمة البكاء في كل الامور ,فكيف يحرم البكاء على قضية مرتبطة بالاسلام وخشية الله تعالى .أن علياً مر بقبر الحسين فقال: هاهنا مناخ ركابهم، وهاهنا موضع رحالهم، وهاهنا مهراق دمائهم فتية من آل محمد يقتلون بهذه العرصة تبكي عليهم السماء والأرض وعن رسول الله (ص)أنه قال : كل عين باكية يوم القيامة إلا عين بكت على مصاب الحسين ، فإنها ضاحكة مستبشرة .
فالملائكة تمس تلك الدموع ويأخذونها .تلك الدموع لوسقطت قطره منها على جهنم لأطفأت حرها .
أنها تدفع إلى خزنة الجنان فيمزجونها بماء الحيوان الذي هو من الجنة فيزيد في عذوبته ألف ضعف ..فهذه هي الدمعه على الحسين (ع) .
تبكيك عيني لا لأجل مثوبة ** لكنما عيني من أجلك باكيهْ ..
تبتل منكم كربلاء بدمٍ ** ولا تبتل مني بالدموع الجاريه .
ثورة ونهضة واستشهاد الامام الحسين (عليه السلام) غيّرت مسيرة التاريخ الإسلامي واعطت دروس في معنى الجهاد والنهضة والاستقامة والمقاومة لقد ميّزت بين الإسلام الحقيقي.والاراء الدخيلة على الاسلام .والاحكام الباطلة .وفي تجديد هذه الذكرى المؤلمة باقامة العزاء والمجالس والسير على مسيرة الامام الحسين (عليه السلام) كل هذه المسائل تشحذ همم الرجال المؤمنين الى عدم عودة الظالمين وتركهم يبدلون احكام الله تعالى وسنن نبيه في الارض .والبكاء في ذكر المصيبة يفعل دور الحماسة والحرقة في نفوس المؤمنين , لذلك تجد المؤمن بعد البكاء في العزاء او المجلس الحسيني جاهز لاستقبال الموعظمة لان فكره صافي من الكدر والهموم الدنيوية .وذلك عكس الفرح والسرورفي هذه المناسبات الذي يجعل المؤمن متعلق بالامور الدنيوية متنازل عن قضايا الحق من اجل دنيا زائلة فانية .وهذا التنازل هو البدعة بعينها .
عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال للفضيل : تجلسون وتتحدثون ؟ فقال : نعم، فقال : إن تلك المجالس أحبها ، فأحيوا أمرنا ، فرحم الله من أحيى أمرنا، يا فضيل من ذكرنا أو ذكرنا عنده ففاضت عيناه ولو مثل جناح الذباب غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر .
وعن الحسن بن علي ابن فضال ، قال : قال الرضا عليه السلام : من تذكرمصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون ، ومن جلس مجلسا يحيى فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم يموت القلوب .
و عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام قال : من ترك السعي في حوائجه يوم عاشوراء قضى الله له حوائج الدنيا والآخرة ، ومن كان يوم عاشوراء يوم مصيبته وحزنه وبكائه يجعل الله عز وجل يوم القيامة يوم فرحه وسروره وقرت بنا في الجنان عينه ، ومن سمى يوم عاشوراء يوم بركة وادخرلمنزله فيه شيئا لم يبارك له فيما ادخر ، وحشر يوم القيامة مع يزيد وعبيدالله بن زياد وعمر بن سعد لعنهم الله إلى أسفل درك من النار .
اللهم العن أول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد وآخر تابع له على ذلك .