زوجات النبي محمد (ص) منزهات عن الفواحش
السؤال:
ما حكم من يتهم عائشة أو غيرها من زوجات الرسول ( صلى الله عليه وآله ) بالزنا ؟
الجواب:
إن الشيعة تعتقد – وهذه كتبهم في متناول الجميع – أن نساء النبي ( صلى الله عليه وآله ) بل نساء الأنبياء ( عليهم السلام ) قاطبةً منزهات عن الفواحش التي تمسُّ الشرف والعرض .
فإنّ ذلك يخدش بمقام النبوَّة ، ولكن لا يعني ذلك أن نساء النبي معصومات عن سائر الأخطاء ، بل جاء في القرآن ما يدلُّ على أن امرأتين من نساء بعض الأنبياء مصيرهما النار ، وهما امرأة نوح وامرأة لوط ، كما قال الله تعالى :
( ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ) التحريم : ۱۰ .
وأما نساء النبي ( صلى الله عليه وآله ) فهُنَّ وإنْ كُنَّ لَسْنَ كسائر النساء كما تحدَّث القرآن عنهُنَّ ، لكن لا يعني ذلك العصمة لهُنَّ .
وإنما اختلافهنَّ عن سائر النساء في الثواب والعقاب ، فيضاعف لَهُنَّ الثواب إذا جِئْنَ بالحسنة ، كما يضاعف لهُنَّ العقاب إذا جِئْنَ بالسيِّئَة ، فقال تعالى :
( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا * وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا ) الأحزاب : ۳۰ – ۳۱ .
وذلك لمكان قُربِهِنَّ من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وجَسَامَة مسؤليتِهِنَّ عند الله وعند الرسول ( صلى الله عليه وآله ) .
ولعلَّ اتِّهام الشيعة بهذه المسألة يشير إلى قضية الإِفك التي تحدَّث عنها القرآن الكريم في قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) النور : ۱۱ .
وهي محلُّ خِلاف بين المؤرِّخين ، فذهبَ بعض السُّنَّة إلى أنَّ عائشة هي المتَّهمَة ، كما ذَكر ذلك البخاري في صحيحه ، والترمذي والبيهقي وأحمد بن حنبل وغيرهم .
وذهب بعض علماء الشيعة وجمع من علماء السنة أن المتَّهم في هذه القضيَّة هي مارية القبطية جارية رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أمُّ إبراهيم .