شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

إحياء المَيْت بفضائل أهل البيت

0 المشاركات 00.0 / 5

إحياء المَيْت بفضائل أهل البيت

الكتاب: إحياء المَيْت بفضائل أهل البيت.

المؤلّف: الحافظ جلال الدين السيوطي الشافعي.

المحقّق: الشيخ كاظم الفتلي.

الناشر: معاونيّة العلاقات الدوليّة في منظّمة الإعلام الإسلامي ـ طهران.

الطبعة: الأولى ـ سنة 1408 هـ / 1988 م.

جاء في المقدّمة

أنّ المحقّق لدى تردّده في دمشق على المكتبة الظاهريّة عثر على مجموع مخطوط كان فيه المخطوطة ( إحياء الميت )، فصوّرها وعكف على تحقيقها، ثمّ حصل على نسخةٍ خطيّة أخرى من مكتبة صاحب ( العبقات ) في لكنهو بالهند عرّف بها قائلاً:

المخطوطة جيّدة وخطُّها نُسخيّ مقروء، وهي تشتمل على خمس قطع تضمّ ستّين حديثاً لرسول الله بحقّ أهل بيته الطاهرين ( صلوات الله عليه وعليهم أجمعين ).

ولأهميتها طُبعت بهامش كتاب ( الإتحاف بحبّ الأشراف ) للشيخ عبدالله بن محمّد الشبراوي الشافعي بكامل أحاديثها، ثمّ طُبعت في ضمن كتاب ( الأربعين من أحاديث سيّد المرسلين ) ليوسف بن إسماعيل النبهاني، إذ نقل منها أربعين حديثاً فقط.

وقد استفاد منها المجتهد الكبير السيّد عبدالحسين شرف الين في مناظراته مع شيخ الأزهر، وأشار إليها في كتابَيه: ( المراجعات )، و ( الفصول المهمّة في تأليف الأُمّة ). وممّن استفاد من أحاديث هذه المخطوطة أيضاً في الاحتجاج الشيخ أسد حيدر في موسوعته ( الإمام الصادق والمذاهب الأربعة ).

والمخطوطة واضحة النسبة إلى السيوطي ـ والحديث ما يزال للشيخ الفتلي ـ إذ ذكرها حاجي خليفة في المجلّد الأوّل من ( كشف الظنون ص 25 )، كما عدّها إسماعيل باشا البغدادي في الجزء الأوّل من كتابه ( هدية العارفين ) في جملة مصنّفات السيوطي. وقد طُبعت المخطوطة في الهند وبشكلٍ مستقلّ، وهذا ما أشار إليه المرحوم الشيخ آغا بزرگ الطهراني في كتابه ( الذريعة إلى تصانيف الشيعة ).

ثمّ إنّ المخطوطة لها نُسخٌ أخرى كثيرة، أشار إلى ذلك سماحة السيّد عبدالعزيز الطباطبائي في مجلّة تراثنا، حيث ذكر أنّ هناك: نسخةً في مكتبة البحرين، ونسخةً في مكتبة المرحوم السيّد محمّد صادق بحر العلوم في النجف الأشرف، ونسخة في مكتبة صاحب العبقات في لكنهو بالهند، ونسخةً في مكتبة الخزانة بالرباط. ولقد اعتمدت على مخطوطة دار الكتب الظاهرية بدمشق واعتبرتها الأصل، وأمّا مخطوطة الهند فقد أشرتُ إليها برمز « هـ »، كما أشرت إلى ما في كتاب ( الإتحاف ) بـ « ش »، وما في كتاب ( الأربعين ) بـ « ن ».

هذا، وكان المحقّق قد أورد في مستهلّ الكتاب صوراً للصفحات الأولى والأخيرة من نسخة الهند ونسخة المكتبة الظاهريّة. ثمّ بعد مقدّمته ارتأى أن يعرّف بالمؤلّف تحت عنوان:

 

المؤلّف في سطور

الحافظ جلال الدين عبدالرحمان الخضيري السيوطي الشافعي، وُلد سنة 849 من الهجرة، نشأ في القاهرة، وحفظ بعض الكتب، ودرس على جمع من شيوخ عصره. اعتزل الناس فانكبّ على التأليف منزوياً عن أصحابه، فكان من مؤلّفاته: الدرّ المنثور، المُزهر، توفّي في القاهرة سنة 911 هجريّة.

 

عمل المحقّق: على المخطوطة تضمّن:

أوّلاً ـ تخريج الآيات.

ثانياً ـ تخريج الأحاديث الواردة في الكتاب من منابعها وأصولها تخريجاً دقيقاً متكاملاً.

ثالثاً ـ ترجمة الرواة الذين وردت أسماؤهم في سند كلّ حديث.

رابعاً ـ تعيين الفوارق الواردة بين النسخ الخطيّة التي حصل عليها المؤلّف.

خامساً ـ درج المصادر التي استفادها المحقّق لدى تحقيقه للكتاب، وقد قسّمها قسمين:

أ ـ المخطوطات، وكانت خمسة: زوائد مسند البزّار ( نسخة المكتبة الظاهريّة )، سند أبي يعلى الموصلي ( نسخة المكتبة الظاهريّة )، مسند الفردوس للديلمي (نسخة مكتبة السيد المرعشي بقمّ المقدسة )، مسند الكشّي ( نسخة المكتبة الظاهريّة )، المعجم الكبير للطبراني ( كذلك نسخة المكتبة الظاهريّة ).

ب المطبوعات، وقد بلَغَت (41) كتاباً، كلّها مصادر أهل السنّة مباشرةً أو بالواسطة.

 

اختيارات

ممّا اختاره السيوطي في كتابه، تعريفاً بشيءٍ يسير من فضائل أهل البيت عليهم السلام ممّا رواه العامّة في كتبهم تصحيحاً وتوثيقاً وإقراراً، فوقع نظرنا على عشر رواياتٍ فقط، هي:

الأولى: أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتِم وابن مردَويه في تفاسيرهم، والطبراني في ( المعجم الكبير )، عن ابن عباس قال: لمّا نزلت هذه الآية: قُلْ لا أسألُكم عَليهِ أجْراً إلاَّ المودّةَ في القُربى [ الشورى:23 ] قالوا: يا رسول الله، مَن قرابتُك هؤلاء الذين وجبَتْ علينا مودّتُهم ؟ قال: « عليٌّ وفاطمةُ ووَلَداهُما ».

الثانية: عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « إنّي تاركٌ فيكم ما إن تمسّكتُم به بعدي لن تَضِلُّوا: كتابَ الله، وعترتي أهلَ بيتي، وإنّهما لن يفترقا حتّى يَرِدا علَيَّ الحوض ».

الثالثة: عن أبي سعيد الخُدْري قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « مَن أبغَضَنا أهلَ البيت فهو منافق ! ».

الرابعة: أخرج الطبراني عن الحسن بن عليّ عليهما السلام أنّه قال لمعاوية بن خديج: « يا معاوية بن خديج، إيّاكَ وبُغضَنا؛ فإن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: لا يَبغضُنا أحد، ولا يحسدنا أحد، إلاّ ذِيد يومَ القيامة عن الحوض بسياطٍ من نار! ».

الخامسة: أخرج الطبراني في ( المعجم الأوسط ) عن الحسن بن علي أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: « إلزَموا مودّتَنا أهلَ البيت؛ فإنّه مَن لقيَ اللهَ تعالى وهو يَوَدُّنا دخل الجنّةَ بشفاعتنا، والذي نفسي بيده لا ينفع عبداً عَمِلَ عملاً إلاّ بمعرفة حقِّنا ».

السادسة: عن سلمة بن الأكوع قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « النجومُ أمانٌ لأهل السماء، وأهلُ بيتي أمانٌ لأمّتي ».

السابعة: أخرج البزّار عن ابن عبّاس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « مَثَلُ أهل بيتي مَثَل سفينة نوح، مَن ركب فيها نجا، ومَن تخلّف عنها غَرِق ».

الثامنة: عن عبدالله بن حنطب قال: خطَبَنا رسول الله بالجُحفة فقال: « ألستُ أَولى بكم من أنفسكم ؟! » قالوا: بلى يا رسول الله، قال: « فإنّي سائلكم عنِ اثنين: عن القرآن، وعن عترتي ».

التاسعة: أخرج الديلمي عن الإمام عليٍّ عليه السلام أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: « أدِّبوا أولادَكم على ثلاث خصال: حبِّ نبيّكم، وحبِّ أهل بيته، وعلى قراءة القرآن ».

العاشرة: كذلك أخرج الديلمي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « اشتدّ غضبُ الله على مَن آذاني في عترتي ».

 

ختاماً

تكرّر مثل هذا العمل التحقيقيّ على يد جمعٍ من العلماء، وقد اضطُرّوا إليه لِما رأوه من عناد كثيرٍ من الجهلة الذين لم يعرفوا ما ضمّته كتبهم، فأهملوا العقائد الحقّة الضروريّة، وتركوا وصايا رسول الله صلّى الله عليه وآله في أهل بيته عليهم السلام، من: محبّتهم وتفضيلهم، واتّباعهم وتولّيهم، والأخذ عنهم لا عن غيرهم، وطاعتهم في أوامرهم ونواهيهم سلام الله عليهم.

ومِثل هذه الروايات التي يقرّ بها علماء السنّة واضحةٌ في إلزام القوم بما دعا إليه رسول الله صلّى الله عليه وآله فضلاً عن كتاب الله تبارك وتعالى، مِن تولّي مَن أمر الله عزّوجلّ بالتمسّك بولايته، وهم أئمّة الحق والهدى من بيت الرسالة والنبوّة.

أضف تعليقك

تعليقات القراء

ليس هناك تعليقات
*
*

شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية