شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

خصائص الحسنين.. في سُنّة سيّد الكونين

0 المشاركات 00.0 / 5

خصائص الحسنين.. في سُنّة سيّد الكونين

• إنّ فضائل الإمامين السبطين الشهيدين الهمامين، الحسن والحسين، صلوات الله عليهما قد طبّقت الآفاق وزادت، وفرضت نفسها على العقول والنفوس والضمائر، واخترقت جميع المعاجم الحديثيّة لتحتلّ فصولاً، أو لتكتمل كتباً ومجلّدات تَعبَق بذِكرِهما والثناء عليهما، وتفضيلهما، والدعوةِ إلى إجلالهما وأعظامهما وتولّيهما، فهما سلام الله عليهما وليّانِ لله تعالى، وقد انفردا بخصائص ما كانت ولم تكن في الناس، أشارت بوضوحٍ إلى تقديمهما على غيرهما، لا إلى تأخيرهما وظلمهما وقتلهما صلوات الله عليهما!

ولأنّ الحسن والحسين حُجّتان لله عزّوجلّ، فهما ما يزالانِ إمامَين يُسأَل الخلق عن ولايتهما، وعن مودّتهما وطاعتهما والاعتقاد بمنازلهما وفضائلهما، ولكي يستحكم ذلك الاعتقاد لابدّ من التعرّف ـ ولو على جزءٍ يسيرٍ ـ من تلك الفضائل، مختارين ما ورد منها في كتب علماء أهل السنّة ومحدّثيهم ورواتهم، ومنتخبين غيضاً من فيض تجنّباً للإطالة، وظنّاً أنّ أهل الإنصاف وطلبة الحقّ يكفيهم اليسير في التعرّف على الحقائق، كما تكفي الحرَّ إشارة، وهكذا يقول الشاعر:

أشِرْ للحرِّ عن بُعدٍ وسَلِّمْ           فإنّ الحرَّ تَكفيهِ الإشارة

• كتب المحبّ الطبري الشافعي في ( ذخائر العُقبى في مناقب ذوي القربى:119 ـ ط مكتبة القدسي بمصر ): عن عمران بن سليمان قال: الحسن والحسين اسمانِ من أسماء أهل الجنّة لم يكونا في الجاهليّة. خرّجه الدولابي. ( نقله أيضاً: ابن حجر في: الصواعق المحرقة:190 ـ ط عبداللطيف بمصر، والسيوطي الشافعي في: تاريخ الخلفاء:73 ـ ط الميمنيّة بمصر، والنبهاني في: الشرف المؤبَّد:70 ـ ط مصر، والقرماني الدمشقي في: أخبار الدول وآثار الأُوَل:105 ـ ط بغداد، وباكثير الحضرمي الشافعي في: وسيلة المآل في عدّ مناقب الآل:159 ـ من نسخة المكتبة الظاهريّة بدمشق... وغيرهم ).

• وكتب الشيخ عبدالرحمان بن عبدالسلام الصفوري الشافعي البغدادي في ( نزهة المجالس 229:2 ـ ط القاهرة ): قال النسفي: لمّا وَلَدت فاطمةُ الحسنَ قال النبيّ صلّى الله عليه وآله لعليّ: سَمِّه، فقال: لا يُسمّيه إلاّ جَدُّه، فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله: ما كنتُ لأسبقَ بتسميته ربّي. فجاءه جبريل وقال: يا محمّد، إنّ الله يُهنّيك بهذا المولود ويقول لك: سَمِّهِ باسم ابن هارون شبر، ومعناه حسن. ولمّا ولَدتِ الحسينَ قال: يا محمّد، إنّ الله يُهنّيك بهذا المولود ويقول لك: سَمِّه باسم ابن هارون شبير، ومعناه حسين.

• وفي ( تهذيب الأسماء 158:1 ـ ط مصر ) روى أبو زكريا يحيى بن شرف النووي عن ابن الأعرابي عن المفضّل قال: إنّ الله تعالى حجب اسم الحسن والحسين حتّى سَمّى بهما النبيُّ صلّى الله عليه وآله ابنَيهِ الحسنَ والحسين. ( روى ذلك أيضاً: ابن الأثير الجَزَري في: أُسد الغابة في معرفة الصحابة 9:2 ـ ط مصر، والسيوطي في: تاريخ الخلفاء:188، وغيرهما ).

• وروى المحبّ الطبري في ( ذخائر العقبى:120 ) عن أسماء بنت عميس قالت: قَبِلتُ فاطمةَ بالحسن، فجاء النبيّ صلّى الله عليه وآله فقال: يا أسماء، هَلُمّي ابني. قالت: فدفعتُه إليه بخرقةٍ صفراء، فألقاها عنه قائلاً: ألم أعهد إليكنّ أن لا تلفّوا مولوداً بخرقةٍ صفراء! فلَفَفُته بخرقةٍ بيضاء، فأخذه وأذّن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى، ثمّ قال لعليّ: أيّ شيءٍ سميّتَ ابني؟ قال: ما كنتُ لأسبقك بذلك، فقال: ولا أنا سابق ربّي. فهبط جبريل عليه السلام فقال: يا محمّد، إنّ ربّك يقرئك السلام ويقول لك: عليٌّ منك بمنزلة هارون من موسى لكن لا نبيَّ بعدك، فسَمِّ ابنَك هذا باسم وَلَد هارون، فقال: وما كان اسم ابن هارون يا جبريل ؟ قال شبر، فقال صلّى الله عليه وآله: إنّ لساني عربي، فقال: سَمِّه الحسن. ففعل صلّى الله عليه وآله، فلمّا كان بعد حَولٍ وُلدِ الحسين، فجاء نبيُّ الله صلّى الله عليه وآله ( وذكَرَت أسماء مِثلَ الأوّل، وساقت قصّة التسمية مثل الأوّل، وأنّ جبريل عليه السلام دعاه إلى أن يُسمّيَه باسم وَلَد هارون شبير، فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله مثلَ الأوّل، فقال جبريل: سَمِّهِ حسيناً ). ( رواه أيضاً: السمهودي الشافعي في: جواهر العقدين، والزرندي الحنفي في: نظم درر السمطين:193 ـ ط القضاء، والبدخشي في: مفتاح النجا في مناقب آل العبا ـ مخطوطة، وباكثير الحضرمي في وسيلة المآل:160 ).

• وفي ( صحيح البخاري 147:4 ـ ط الأميريّة بمصر ): حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا جرير، عن منصور، عن المنهال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال: كان النبيّ صلّى الله عليه وآله يعوّذ الحسنَ والحسين ويقول: إنّ أباكما ( أي إبراهيم عليه السلام ) كان يعوّذ بهما إسماعيل وإسحاق: أعوذُ بكلمات الله التامّة، مِن كلّ شيطانٍ وهامّة، ومن كلّ عينٍ لامّة. ( في: قريب منه رواه: الطحاوي في: مُشكل الآثار 72:4 ـ ط حيدرآباد الدكن، والحاكم النَّيسابوري الشافعي في: المستدرك على الصحيحين 167:3 ـ ط حيدرآباد الدكن، وابن الجوزي الحنبلي في: تلبيس إبليس:36 ـ ط المنيريّة بمصر، وابن عساكر الدمشقي الشافعي في: تاريخ مدينة دمشق 220:2 ـ ط روضة الشام ـ المنتخب، وأبو الفداء ابن كثير في: تفسير القرآن العظيم 58:1 ـ ط بولاق بمصر، والعيني الحنفي في: عمدة القاري 264:15 ـ ط المنيرية... وغيرهم ).

• وكتب القاضي عياض المغربي اليَحصُبي في ( الشفا بتعريف المصطفى 279:1 ـ ط مصر ): وأعطى ( أي النبيّ صلّى الله عليه وآله ) الحسنَ والحسين لسانَه فمصّاه، وكانا يبكيانِ عطشاً فسكتا. ( رواه بنحوٍ مفصّل: الهيثمي الشافعي في: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد 180:9 ـ ط مكتبة القدسي بمصر، وابن دحلان الشافعي في: السيرة النبويّة ـ المطبوع بهامش السيرة النبويّة للحلبي 174:3 ـ ط مصر. وبتلخيص عن أبي هريرة رواه ابن حجر العسقلاني في: تهذيب التهذيب 297:2 ).

• وفي ( ميزان الاعتدال 97:1 ـ ط القاهرة ) روى الذهبي بسنده عن أبي هريرة قال: رأيتُ النبيّ صلّى الله عليه وآله يمصّ لعاب الحسن والحسين كما يمصّ التمر. ( رواه بعين ما تقدّم: الزرندي في: نظم درر السمطين:221 ـ ط القضاء ).

• وروى الخطيب التبريزي في ( مشكاة المصابيح:569 ـ ط دهلي ) قال: عن أنس ابن مالك قال: لم يكن أحدٌ أشبهَ بالنبيّ صلّى الله عليه وآله من الحسن بن علي. وقال في الحسين أيضاً: كان أشبهَهم برسول الله صلّى الله عليه وآله. ( رواه البخاري، وفي: الإصابة في تمييز الصحابة 331:1 ـ ط مصطفى محمّد بمصر: من حديث ابن سيرين عن أنس قال: كان الحسن والحسين أشبهَهم برسول الله صلّى الله عليه وآله. وكذا رواه: البدخشي في: مفتاح النجا:110ـ من المخطوط، والعيني في: عمدة القاري 243:16 ـ ط المنيريّة: قال: وأخرجه الترمذي في: المناقب ).

• ونُقل عن البخاري في ( الأدب المفرد )، وعن الترمذي في ( مناقب الحسنين ) من حديث عبدالرحمان، عن أبي نعيم قال: كنتُ عند عبدالله بن عمر فقال: ولم يكن أحدٌ أشبه برسول الله صلّى الله عليه وآله من الحسن والحسين رضي الله تعالى عنهما.

أضف تعليقك

تعليقات القراء

ليس هناك تعليقات
*
*

شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية