شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

الإمام محمّد الجواد عليه السلام

0 المشاركات 00.0 / 5

الإمام محمّد الجواد عليه السلام

الدكتور محمّد حسين الصغير

سَمَوتَ وأنتَ سِرٌّ في اعتقادي

 

بمنزلةِ الشَّغافِ مِـن الفُـؤادِ

ورمزٌ للأصابـةِ والتسامـي

 

وفيضٌ للإحاطـة والسَّـدادِ

وكنزٌ مِن كنوزِ العلمِ أضفـى

 

على الآفاقِ بـابَ الإجتهـادِ

وركبٌ مِـن فُتـوّةِ هاشِمـيٍّ

 

حَثيثُ الخَطْوِ، صُلبُ الإنقيادِ

ركيناً.. لم تُزلزِلْـهُ الرزايـا

 

وقد لاقى صُنوفَ الإضطهادِ

وتَعرِكُهَ الصُّروفُ فيحتويهـا

 

حديدَ الطَّرفِ، مُمتنِعَ الرُّقـادِ

يُدير الحقَّ في عزمٍ وحـزمٍ

 

ويُمضي الأمرَ في أيِّ اعتدادِ

لقد نَفَسَت بك الدنيـا فريـداً

 

فحُزتَ المجدَ فيهـا بانفـرادِ

تَعُجّ بـك المآثـرُ والمعالـي

 

وتَفتخرُ الحواضرُ والبـوادي

رأى التاريخ فيك عَميدَ قـومٍ

 

رفيعَ الشأنِ مُنتصِبَ العِمـادِ

فقَلَّدكَ الخُلودَ.. وكُنـتَ فـذّاً

 

بعيدَ الغَورِ، رَحبَ الإمتـدادِ

* * *

تَجلّـى نـورُك الألِـقُ اتِّقـاداً

 

فغطّـى كـلَّ نـورٍ واتِّـقـادِ

فأنـت لكـلِّ مَكرُمَـةٍ فَتاهـا

 

وأنت الصوتُ فيها والمُنـادي

سليلُ محمَّـدٍ، وجَنـى علـيٍّ،

 

وصُنوُ طريفِ مجـدٍ والتِّـلادِ

فمـا (سُقـراطُ ) إلاّ مُستمِـدٌّ

 

لِحِكمتِـك المَنوطـة بالرَّشـادِ

و (رِسْطاليسُ) قد قَصُرت يداهُ

 

و ( إفلاطُونُ ) دُونَك في العِدادِ

وكلُّ فضيلةٍ رُسِمَـت.. تُنـادي

 

بفضلِك والشمائـلُ والأيـادي

أراد اللهُ رَفْـعَـك سَرْمَـدِيّـاً

 

فأنَّـى تَستطيـلُ يـدُ العـبـادِ

وأنَّى يَستعيـدُ الشِّعـرُ معنـىً

 

وأنـت بكـلِّ معنًـى مُستعـادِ

إذا الأحبابُ قد مُنِعُـوا مَقـالاً

 

فقد نَشَرَت فَضائلَـك الأعـادي

وإن حبَسَ اللسانُ القـولَ عَيّـاً

 

فمجدُك ناطقٌ في كـلِّ نـادي

وإن عصَفَت بِمَغْنـاك الرزايـا

 

فذِكـرُك سائـرٌ بيـنَ البـلادِ

تَؤُمُّ ضَريحَـك الأرِجَ المُنّـدَّى

 

وفُودُ اللهِ مِن حَضَـرٍ وبـادي

فيَعمُـرُ بالصـلاةِ وبالتناجـي

 

ويَزهَـرُ بالدعـاءِ وبالسُّـهـادِ

كأنَّ المِسـكَ ضَمَّـخَ جانبَيـهِ

 

بأشـذاءِ الروائـحِ والغَـوادي

يُباكِـرُه النَّـدى غَضّـاً ذكيّـاً

 

ويًسقي روضَه صَوبُ العِهـادِ

* * *

أبا الهـادي سـلامُ اللهِ يَسـري

 

على تاريخِـك النَّضِـرِ المُعـادِ

وعُمْرٌ بالصـلاحِ قَضـى شبابـاً

 

ذَخيرتُـه المَزيـدُ مِـنَ الجهـادِ

كأنَّ الخَمسـةَ العشريـن عامـاً

 

حيـاةُ مُعَمَّـرٍ صُلْـبِ القِـيـادِ

كشفتَ بها عن الأمَـدِ المُجلّـى

 

وطِلتَ بها الجِيادَ مِـن الطِّـرادِ

سديدُ الرأيِ.. لم تَهـدأ عَصُوفـاً

 

يُحيلُ رُؤى الطُّغـاةِ إلـى رمـادِ

ويَعتصِرُ النضالَ يَجـفُّ عُـوداً

 

لِيُوريَـه بــأيِّ شَـبـا زِنــادِ

ويدفعُ بالضميـرِ وقـد تَهـاوى

 

إلـى لُقيـا مِــراحٍ مُسـتـرادِ

إلى كَنَـفِ الرجولـةِ والمعالـي

 

وأروِقـةِ المُـروءةِ والنِّـجـادِ

فكـان النُّبـلُ مُندفعـاً سُـيـولاً

 

وكان الفضـلُ يزحـرُ بازديـادِ

وسارَ العِلمُ فـي ركـبٍ وَقُـورٍ

 

صَليبِ العُودِ، مُخضَـرِّ المٍِـدادِ

فَلِلتاريـخِ مـا أبـقـى جِـهـادٌ

 

وللأجيـالِ أصــداءُ الـجِـلادِ

لقد ضمُدَت جِـراحُ الديـنِ فيـهِ

 

وهل تُؤسَى الجروحُ بلا ضِمـادِ!

فأنـت العُـروةُ الوثقـى بحـقٍّ

 

وحِصنُ اللهِ في الكُـرَبِ الشِّـدادِ

وبابٌ للحوائجِ.. جِئِـتُ أسعـى

 

إليهِ، فطـابَ لـي نَيـلُ المُـرادِ

وسِرتُ على خُطاه بلا انحـرافِ

 

وصِرتُ على هُداه بـلا ارتـدادِ

على بابِ ( الجوادِ ) أنَختُ رَكبي

 

فكان الفتحُ فـي بـابِ الجـوادِ

ولا عَحَـبٌ فقـد قالـوا قديمـاً:

 

( وَفَدتُ علَى الكريمِ بِغَيرِ زادِ )

( من ديوانه: ديوان أهل البيت عليهم السلام ص 246 ـ 250 )

نقلاً من موقع شبكة الإمام الرضا عليه السلام

أضف تعليقك

تعليقات القراء

ليس هناك تعليقات
*
*

شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية