الوديعة الكبرى
الوديعة الكبرى
يـا آتِيـاً ومِـنَ الغَـريِّ بـوجـهِهِ |
|
طَيفٌ يلـوحُ وهـاتـفٌ بـدَمٍ هَتَـفْ |
قُـلْ للعقيـلةِ حـيـن تَدخُـلُ بيتَـها |
|
مُتَلمِّسـاً صَرحَ الفضـيلةِ والشَّـرَفْ |
يا بِنتَ مَـن حَمَل اللِّواءَ ومَـن لَـهُ |
|
قـامَ الخُـلودُ بكـلِّ إجـلالٍ وَقَـفْ |
يا بضـعةَ الزهــراءِ يا مـن أُمُّـها |
|
أُمُّ الأئـمّـةِ وهـي دُرٌّ لا صَـدَفْ |
يا أُختَ مَـن نَضَحَت عُـروقُ جَبينهِ |
|
عِـزّاً وجُـرحُ فُـؤادِهِ بـدَمٍ نَـزَفْ |
حَتّـى تَحَـضَّـنَهُ التُّـرابُ كـأنّـهُ |
|
حُورُ الجِنـانِ لها المنـازلُ والغُرَفْ |
أنتِ الأميرةُ فـي الشّـآمِ وهذهِ الـ |
|
دُّنيا على أعتـابِ دارِكِ فـي شَغَفْ |
تَهوِي الجِبـاهُ علــى ترابِكِ مِثلـما |
|
تَهوِي القُلوبُ فـلا غُلُوَّ ولا سَـرَفْ |
فكـأنّ ذاك القَـيـدَ حيـنَ حَمَلتِـهِ |
|
مفتـاحُ سِــرٍّ للخُـلودِ ومُـزدلَفْ |
وَكَـأَنَّ ذَاكَ الدَّمْــعَ حِيـنَ نَثَـرِتهِ |
|
غَيظُ الجَـحيمِ بـه تَقَـطَّرَ وانْـذَرَفْ |
فَفَـرَيتِ لَحـمَ الظَّالمـينَ ومُـزِّقَتْ |
|
أوصـالُهُم مِزَقـاً بـهـا وغَدَوا نُتَفْ |
وبَقـيتِ أنت كمـا الخُـلودُ وَديعـةً |
|
كُبرى تَحاشـاها الصُّـدودُ أو الجَنَفْ |
أنـا مِـن مَعينِكِ لا تَزالُ مَراشِـفي |
|
نَشْوى، وَغيرَكِ لي لسـانٌ ما ارْتَشَفْ |
لو كـانَ مِـن جَمـرٍ مَعينُكِ لاشتَهى |
|
قلـبـي مَـواردَهُ وحَـوَّمَ واغْتَـرَفْ |
يـا صـرخةً مِـن كربـلاءَ تَرَدَّدَت |
|
أصـداؤُهـا فـي كُلِّ مُعتَـرَكٍ وطَفْ |
أنـا جِئتُ فـي جَسَـدٍ إليـكِ يهُـزُّهُ |
|
عشقٌ تَجدّدَ في الدِّمـاءِ وفـي النُّطَفْ |
عهـداً تَـوارثـهُ الجُـدودُ وقبلـهم |
|
سَلَـفٌ تَنـاولـهُ ليَحفـظَهُ الخَـلَفْ |
جَسَـداً هَوَيتُ علـى يدَيك تَلُـمُّـني |
|
ونَسِـيتُ قلبي فـوقَ أسـوارِ النَّجَفْ |
(عن مجلة النجمة المحمدية ص 51 ـ 52 / العدد الثالث)