شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

أعمال ليلة القَدْر.. معراج الروح ومنهج التغيير

0 المشاركات 00.0 / 5

أمامَنا أمران

هما مهمّان، وضرويّان في التوجّه للاهتمام بهما:

الأوّل ـ إنّ معظم الناس، ولا سيّما الشباب، يعيشون حالة الخمول الروحيّ، فالأجواء التي اصطنعها أهل الضلال والتضليل تُبعدُ القلوب عن التوجّه نحو الرحاب الروحيّة، وأداء الوظائف الدينيّة، فما ينشأ الشاب حتّى يجد نفسه في موجة الفساد، وهوى الغرور والعُجب، وطموح الفتوّة نحو الشُّهرة، ومشاغل المعيشة ومشاكلها، هذا ولم يَحظَ أحياناً بمرشدٍ أو مُذكّرٍ له إلى الشؤون القلبيّة والأخلاقيّة والإنسانيّة الفطريّة.
فإذا كانت هذه معضلةً يعيشها الكثير، فإنّ السبب واضح والعلاج سَهلٌ مُيَسَّر، وهو الأوبةُ إلى الله تبارك وتعالى، وتغذية الروح بالعقائد الحقّة والممارسات العباديّة. ولكن، يجدر بالإنسان أن يَجِد لذلك أثراً طيّباً على إيمانه وتقواه، وأخلاقه والتزامه.. فالعبادة ينبغي أن يكون لها نورٌ مشرق في الجانب العقائديّ والروحيّ والمعرفي، وكذا في الجانب الشرعيّ أمامَ حدود الله تبارك وتعالى في أوامره ونواهيه، وفي العناوين الدينيّة من: الواجب والمستحبّ، والحرام والحلال. كذلك لابدّ من الأثر البيّن للعبادة في الجانب الأخلاقي.. الفردي والأُسري والاجتماعي.
ومن هذا المنطلق، حاول الشيخ المؤلّف أن يساهم في إعداد برنامجٍ خاصّ في كتابه هذا، ليقدّمه وسيلةً بين عشرات الوسائل التي تُهيّئ للمسلمين ممارسةً عباديّة، روحيّةً قلبيّة، ينتعشون من خلالها في النواحي الاعتقاديّة والمعرفيّة، والشرعيّة والأخلاقية، فتكون أعمال ليلة القدر إحدى المفردات المهمّة في منهج التغيير الذي يبدأه المسلم بالعمل، ويسدّده الله تعالى بالتوفيق.
 

المؤلّف في مقدّمته

قال: لا يخفى ما تحمله ليلة القدر من مراتبَ عروجيّةٍ يتسابق لها المؤمنون، ويحرص لإحيائها المسلمون، ليَحظَوا بِنَيلِ أعلى الرتب الإيمانيّة، وتتحقّق حوائجهم الدنيويّة والأُخرويّة، ولكنْ لهذه الليلة كثيرٌ من المعاني والأسرار، حتّى عبّر القرآن الكريم عنها بهذه العبارة الشريفة: ( وما أدْراكَ ما لَيلةُ الْقَدْر ). ومن تلك الأسرار والنفحات أنّها ليلة المعصوم عليه السلام، فمَن عَرَف حقَّها، وقام فيها بالعبادة، وسعى للتغيير في منهج حياته، حَظِي بالقرب المعنويّ من الله سبحانه، وبالقرب من محمّدٍ وآل محمّد عليهم السلام..
لذا، وإيماناً بأنّ العمل الصالح ذخيرة باقية، أحببتُ أن أُسهم بعملٍ يكون نافعاً لي وللمؤمنين في الدار الآخرة، مذكّراً نفسي بضرورة الاستفادة من المواسم العبادية، ومنها ليلة القدر.
وقد حاولنا في هذا الكتاب أن نجمع بين الجنبة العباديّة من خلال الأعمال الواردة عن سادة الخَلق عليهم السلام، والجنبة الروحيّة المبنيّة على كلمات العلماء التي تعالج القصور الفكريّ لتغيير منهجيّة الحياة، والانطلاق في مشروع الوعي والبصيرة من ليلة القدر، ولتكون هذه الليلة الشريفة ليلةَ الولادة الإنسانية للإنسان، ولتكون العبادةُ فيها عن معرفةٍ وبصيرة.
 

الكتاب في فصوله
وهي ثلاثة:ـ

الفصل الأوّل: وعنوانه: فضل ليلة القدر وتحديدها. وقد تضمّن: ـ معنى القَدْر، ليلة القدر في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة، فضل ليلةِ القدر ويومِها، بين الترديد والترجيح في ليلة القدر، أهميّة إحياء ليلة القدر، المعصوم وعياله ليلةَ القدر، ليلة القدر نعمةٌ وعطاءٌ ربّاني، الموسم العبادي هل هو رحلة صعود ؟ كيف نستعدّ للألطاف الربانيّة في هذه الليلة، الناس ليلةَ القدر أصناف.. فمِن أيّ صنفٍ أنا ؟! ارتباط ليلة القدر بالمعصوم.

الفصل الثاني: وعنوانه: أعمال ليلة القدر. وقد أورد فيها مجاميع عديدة، هكذا: ـ الأعمال المشتركة بين ليالي القدر الثلاث: ( الغُسل، قراءة سورة الدخان والعنكبوت والروم، صلاة مئة ركعة، دعاء الجوشن الكبير، زيارة الإمام الحسين عليه السلام الخاصة، الصدقة، صلاة ركعتين بقراءةٍ معيّنة، دعاء المصحف، إحياء الليلة، الإكثار من الدعاء والاستغفار، التقرّب بأدعية هذه الليالي: اللهمّ إنّي أمسيتُ.. اللهمّ كن لوليّك.. طلب العفو.. يا باطناً في ظهوره.. أدعية العشر الأواخر من ليلة الحادي والعشرين.
ـ الأعمال الخاصة بكلّ ليلة من الليالي الثلاثة للقدر الشريف..
ـ أدعية العشر الأواخر.

الفصل الثالث: وقد تعلّق بأعمال أسحار شهر رمضان المبارك، وهي: 1 ـ دعاء السَّحَر. 2 ـ دعاء: يا عُدّتي.. 3 ـ دعاء النبيّ إدريس عليه السلام في السحر. 4 ـ دعاء: يا مَفْزعي.. 5 ـ تسبيحات السحر. 6 ـ دعاء أبي حمزة الثُّمالي للإمام السجّاد زين العابدين عليه السلام.
 

ختام الكتاب
بـ: ـ مسك الختام..
ـ ودرج أهمّ المراجع والمصادر.
ـ درج عناوين محتويات الكتاب.
 

ختام المقالة

نقول فيه: إنّ المشروع كان مشجّعاً ومهيّئاً ومُيسّراً لعباداتٍ شريفة، قد يُوفَّق لها المؤمن فيسعد بها ويَهنأ ويَرقى، فقد ضمّ الكتاب بين دفّتَيه جُلّ ما يحتاجه العابد في تلك الليلة الشريفة المباركة. وكان حَظِي هذا المؤلَّف بطباعةٍ جميلةٍ تفتح شهية المطالع لأن يقرأ بيسر وانتعاشٍ نفسي. كذلك وجدناه موشّحاً بالمصادر والبيانات اللغويّة والتحقيقيّة المفيدة، ومقدَّماً له السُّور التي يحتاج إلى تلاوتها مُحْيي ليلة القدر، أوردها المؤلّف في أوّل الكتاب، وهي: سورة القدر، وسورة العنكبوت، وسورة الروم، وسورة الدخان..
وكان بودّنا مسألتان: الأولى ـ أن يكون هنالك تفصيلٌ أدقّ في درج أعمال الليالي الثلاثة القَدْريّة؛ لئلاّ يحصل اختلاط فيها بين الأعمال الخاصّة والأعمال العامّة، وأدعية الليلة التاسعة عشرة وأدعية العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك.
والمسألة الثانية ـ حبذّا لو تُذكر المصادر الأقدم للأدعية والزيارات والأذكار الواردة في الكتاب، وهي المراجع، لا المصادر المتأخرة عنها، والناقلة الراوية عنها.. ثمّ تُدرج المصادر في نهاية الكتاب مرتّبةً على الطريقة الحروفيّة المعهودة.
جهدٌ مشكور، نفع الله المؤمنين به، ونفع كاتبه إن شاء الله تعالى.

أضف تعليقك

تعليقات القراء

ليس هناك تعليقات
*
*

شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية