شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

ماذا كان من يزيد.. بعد كربلاء!

0 المشاركات 00.0 / 5

ماذا كان من يزيد.. بعد كربلاء!

حَبرٌ يهودي أغيَرُ من يزيد!
 كان في مجلس يزيد حَبرٌ من أحبار اليهود، فقال ليزيد يسأله: مَن هذا الغلام ؟ قال: هو عليّ بن الحسين. قال: فمَن الحسين ؟ قال: ابن عليّ بن أبي طالب. قال: فمَن أُمّه ؟ قال: أمُّه فاطمة بنت محمّد. فقال: يا سبحان الله! فهذا ابنُ بنت نبيّكم قَتَلتُموه في هذه السرعة! بِئسما خَلَفْتُموه في ذريّته، واللهِ لو تَرَك فينا موسى بن عمران سِبطاً من صُلبه لَظَننّا أنّا كنّا نبعدُه مِن دون ربّنا، وأنتم إنّما فارَقَكم نبيُّكم بالأمس فوثبتُم على ابنه فقتلتُموه! سَوءةً لكم مِن أُمّة!
قال الراوي: فأمر به يزيد لعنه الله فَوُجِئ في حَلْقه ثلاثاً، فقام الحبر وهو يقول: إن شئتم فاضربوني، وإن شئتم فاقتلُوني أو فَذَروني، فإنّي أجد في التوراة أنّ مَن قتَلَ ذريّةَ نبيٍّ لا يزال ملعوناً أبداً ما بقي، فإذا ماتُ يُصْليه اللهُ نارَ جهنّم!
 

اليهود والنصارى يعترضون على يزيد!
 قال السيّد ابن طاووس وابن نما الحلّي: رُوي عن أبي الأسود محمّد بن عبدالرحمان قال: لَقِيَني رأسُ الجالُوت فقال: واللهِ إنّ بيني وبين داود لَسبعين أباً، وإنّ اليهود تلقاني فتُعظّمني، وأنتم ليس بينكم وبين ابن نبيّكم إلاّ أب واحد قتلتموه!
 ورُوي عن الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين عليه السّلام أنّه لمّا أُتي برأس الحسين إلى يزيد كان يتّخذ مجالس الشراب، ويأتي برأس الحسين ويضعه بين يديه ويشرب، فحضر في مجلسه ذات يوم رسولُ ملك الروم، وكان من أشراف الروم وعظمائهم، فقال ليزيد: يا ملك العرب، هذا رأسُ مَن ؟ أجابه يزيد: ما لَك ولهذا الرأس! قال: إنّي إذا رجعتُ إلى مَلِكنا يسألني عن كلّ شيءٍ رأيتُه، فأحببتُ أن أُخبره بقصّة هذا الرأس وصاحبه، حتّى يشاركك في الفرح والسرور.
فأجابه يزيد: هذا رأس الحسين بن عليّ بن أبي طالب.
فقال الروميّ: ومَن أُمّه ؟
فقال: فاطمة بنت رسول الله.
فقال النصرانيّ مُستنكِراً: أُفّهٍ لك ولدِينك! لي دينٌ أحسنُ مِن دينك، إن أبي من أحفاد داود عليه السّلام، وبيني وبينه آباء كثيرة، والنصارى يعظّموني ويأخذون من تراب قدميّ؛ تبرّكاً بأبي من أحفاد داود، وأنتم تقتلون ابنَ بنت نبيّكم وما بينه وبين نبيّكم إلاّ أُمّ واحدة، فأيّ دينٍ دِينكم ؟! ( هكذا مستنكراً على دين يزيد الذي كان على دين الجاهلية، بل أسوأ منه ).
ثم قال ليزيد: هل سمعتَ حديث كنيسة الحافر ؟ فقال له يزيد: قُلْ حتّى أسمع، فقال: هي في أيدي النصارى لا ملك لأحدٍ من الملوك فيها سواهم، وفي تلك البلدة كنائس كثيرة، أعظمها كنيسة الحافر، في محرابها حُقّة ذهب معلّقة فيها حافر.. يقولون: إنّ هذا حافرُ حمارٍ كان يركبه عيسى، وقد زَيّنوا حول الحقّة بالذهب والديباج، يقصدها في كلّ عامٍ عالَمٌ مِن النصارى ويطوفون حولها ويقبّلونها، ويرفعون حوائجَهم إلى الله تعالى، هذا شأنُهم ودَأْبهم بحافر حمارٍ يزعمون أنّه حافر حمارٍ كان يركبه عيسى نبيُّهم، وأنتم تقتلون ابنَ بنت نبيّكم ؟! فلا بارك الله فيكم ولا في دينكم!
فقال يزيد: اقتلوا هذا النصرانيّ لئلاّ يفضحني في بلاده.
فلّما أحسّ النصرانيّ بذلك قال ليزيد: تريد أن تقتلني ؟! قال يزيد: نعم، قال: إعلَمْ أنّي رأيت البارحة نبيّكم في المنام يقول لي: يا نصرانيّ، أنت مِن أهل الجنّة. فتعجّبت من كلامه، وأنا الآن أشهد أن لا إله إلا الله، وأنّ محمّداً رسول الله.
ثمّ وثب إلى رأس الحسين فضمّه إلى صدره وجعل يقبّله ويبكي.. حتّى قُتِل!
 

اعتراض نساء البيت الأموي على يزيد
 ذكر أبو مِخْنَف وغيره أن يزيد أمر بأن يُصلَب رأس الحسين صلوات الله عليه على باب داره، وأمر بأهل بيت الحسين عليه السّلام أن يدخلوا داره.
فلمّا دخلت النسوة دار يزيد لم يبقَ من آل معاوية ولا أبي سفيان أحدٌ إلاّ استقبَلَهنّ بالبكاء والصراخ والنياحة على الحسين عليه السّلام، وألقَين ما عليهنّ من الحُليّ وبعض ملابس الزينة، وأقَمنَ المآتم عليه ثلاثة أيام، وخرجت هندُ بنت عبدالله بن عامر بن كُرَيز امرأة يزيد، وكانت قبل ذلك عند الحسين عليه السّلام، حتّى شَقّت السِّتر وهي حاسرة ( أي ليست على لباس حشمتها المعتاد )، فوَثَبَت إلى يزيد وهو في مجلسٍ عام فقالت: يا يزيد! أرأسُ ابنِ فاطمة بنت رسول الله مصلوبٌ على فِناء بابي ؟!
فوثب إليها يزيد فغطّاها، وقال: نعم، فأعْوِلي عليه يا هند، وابكي على ابن بنت رسول الله وصَريخة قريش، عَجَّل عليه ابنُ زياد فقتله!
 

لم يكتفِ يزيد بكربلاء!
 روى الشيخ الصدوق في أماليه: عن فاطمة بنت عليٍّ عليه السّلام قالت: ثمّ إن يزيد ( لعنه الله ) أمر بنساء الحسين فحُبِسنَ مع عليّ بن الحسين عليه السّلام في مَحبِسٍ لا يُكنّهم مِن حَرٍّ ولا قَرّ، حتّى تقشّرت وجوههم، ولم يُرفع ببيت المَقْدِس حَجَرٌ على وجه الأرض إلاّ وُجِد تحته دمٌ عبيط، وأبصر الناسُ الشمسَ على الحِيطان حمراءَ كأنّها المَلاحف المُعَصْفَرة.. إلى أن خرج عليُّ بن الحسين بالنسوة وردّ رأس الحسين عليه السّلام إلى كربلاء.
 

آهات.. بعد كربلاء!
 ذكر السيّد ابن طاووس وغيره: أنّ زين العابدين عليّ بن الحسين عليهما السّلام خرج يوماً يمشي في سكك دمشق، فاستقبله المِنهال بن عَمْرو، فسأله: كيف أمسَيتَ يا ابن رسول الله ؟ فأجابه:
أمسَينا كمثل بني إسرائيل في آل فرعون، يُذبّحون أبناءنا ويَسْتَحيّون نساءنا. يا منهال، أمسَتِ العرب تفتخر على العجم بأنّ محمّداً عربي، وأمست قريش تفتخر على سائر العرب بأنّ محمّداً منها، وأمسينا ـ معشرَ أهل بيته ـ ونحن مغصوبون مقتولون مشرّدون، فإنّا لله وإنا إليه راجعون ممّا أمسينا فيه، يا منهال!

أضف تعليقك

تعليقات القراء

ليس هناك تعليقات
*
*

شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية