شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

الحسين عليه السلام في الاديان

3 المشاركات 04.0 / 5

" يوحنا " يخبر عن المذبوح بكربلاء:
فقد جاء في سفر يوحنا
كي أتا نشحطتا
وي بدمخا قانيتا لإيلوهيم
من كل مشبحا وي لا شون وي كل عم وي گوي
وي إيريه وا اشمع
قول ملاخيم ربيم
قورئيم عوشير وي حاخما
وي گبورها وي هدار كاود وي براخا (1).
و يعني هذا النص:
إنك الذي ذبحت
وقدمت دمك الطاهر قربانا للرب
و من أجل إنقاذ الشعوب والأمم
وسينال هذا الذبيح المجد
والعزة والكرامة وإلى الأبد لأنه
جسد البطولة والتضحية بأعلى مراتبها.

يشير النص العبري إلى الإمام الحسين عليه السلام من خلال ما جاء على لسان " يوحنا " بأنه المذبوح الذي ضحى بنفسه و أهل بيته من أجل الله و أنه سينال المجد والعزة على مر العصور حيث نجد الإشارة إلى أنه (ذبح، قتل) من خلال صيغة اسم الفاعل (نشحطتا) وهي مشتقة من الفعل (شاحط): (ذبح، قتل)
 (2) ثم نجد في النص العبري تأكيدا آخر على أن المذبوح يشري دمه الطاهر قربة إلى الله و ابتغاء مرضاته من خلال عبارة: (بدمخا قانيتا) فالفعل (قانيتا) هو بالأصل: (قانا): (اشترى، باع) و (التاء) في (قانيتا) هي (تاء المخاطب) (3) ثم الإشارة إلى نكتة مهمة وهي أن هذه التضحية و هذا القربان الذي قدمه الحسين عليه السلام لكل الشعوب والأمم على اختلاف لغاتهم وقومياتهم بقوله: (من كل مشبحا ولا شون وعم وگوي) (4). ثم يؤكد النص على أن الله سيجعل - لسيد الشهداء - المجد والكرامة والعزة بقوله: (وي اشمع قول ملاخيم ربيم قورئيم عوشر وي حاخما وي گبورا وي هدار كاوود) (5).
 و هذا ما ينطبق على سيد الشهداء المذبوح بكربلاء، الذي انفرد بهذه الخصوصية التي ميزته عن بقية الشهداء على مر التأريخ.

" أرميا " يخبر عن مذبحة كربلاء:
فقد جاء في سفر " أرميا "
وي هيوم ههوكاشلوا
وي نافلوا تسافونا عل يد نهر فرات
وي آكلا حيرب
وي سابعا
وي راوتا من دمام
كي زيبح لأدوناي يهوا
تسواؤوت با إيرتس
تسافون إل نهر فرات (6).
و يعني هذا النص:
في ذلك اليوم يسقط القتلى في المعركة
قرب نهر الفرات
وتشبع الحرب والسيوف وترتوي
من الدماء التي تسيل في ساحة المعركة
بسبب مذبحة رب الجنود في أرض
تقع شمال نهر الفرات

فالنص الذي أخبر عنه " أرميا " يكشف بكل وضوح عن ملحمة الطف في كربلاء الحسين، و من خلال التحليل اللغوي للنص العبري نجد تعظيما لفداحة ما يحدث في ذلك اليوم حيث يسقط القتلى في المعركة: (كاشلوا وي نافلوا) في شمال نهرالفرات: (تسافونا عل يد نهر فرات) (7) ثم التأكيد على أن:
الحراب والسيوف ستشبع و ترتوي من الدماء التي ستسيل في ساحة المعركة: (وي آكلا حيرب وي سابعا وي راوتا من دمام)، والإشارة ثانية إلى أن هذه المذبحة ستقع شمال نهر الفرات:
 (تسافون إل نهر فرات). فإخبار " أرميا " بسقوط الشهداء وارتواء السيوف من دمائهم على أرض تقع على (نهر الفرات) يدل دلالة واضحة على أن هذه الأرض هي (كربلاء)، لأن (عبيد الله بن زياد) عندما بعث (بعمر بن سعد) على رأس جيش فلقي الحسين عليه السلام بموضع على الفرات يقال له (كربلاء) (8)، فمنعوه الماء وحالوا بينه و بين ماء الفرات.
 ويتضح من خلال هذين النص،وما تضمناه من تنبوءات بما سيحدث على أرض (كربلاء) و ما سيلاقيه " سيد الشهداء " يتطابع مع ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام، بشأن مظلومية الحسين، و أشارت إلى مكان استشهاده والحسين كان طفلا صغيرا. قال العلامة السيد محسن الأمين العاملي: ذكر الشيخ أبو الحسن علي بن محمد الماوردي الشافعي في كتابه إعلام النبوة: ومن إنذاره صلى الله عليه وآله ما رواه عروة عن عائشة قال: دخل الحسين بن علي عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله و هويوحى إليه فبرك على ظهره و هو منكب ولعب على ظهره، فقال جبرائيل: يا محمد إن أمتك ستفتن بعدك و تقتل هذا من بعدك ومد يده فأتاه بتربة بيضاء وقال: في هذه الأرض - اسمها الطف - يقتل ابنك. فلما ذهب جبرائيل خرج رسول الله صلى الله عليه وآله إلى أصحابه والتربة في يده وفيهم أبو بكر و عمر و علي وحذيفة و عمار وأبوذر و هو يبكي، فقالوا: ما يبكيك يا رسول الله؟ فقال: أخبرني جبرائيل: أن ابني الحسين يقتل بعدي بأرض الطف، وجاءني بهذه التربة فأخبرني أن فيها مضجعه) (9) وبكاه أمير المؤمنين عليه السلام لما علم من مصير الحسين و مقتله و أطفاله و من سبي عياله.
وكما نجد أن عيسى عليه السلام لعن قاتلي الحسين و أمر بني إسرائيل بلعنهم، وقال: " من أدرك أيامه فليقاتل معه، فإنه كالشهيد مع الأنبياء مقبلا غير مدبر وكأني أنظر إلى بقعته، و ما من نبي إلا وزارها، وقال: إنك لبقعة كثيرة الخير، فيك يدفن القمر الزاهر " (10) وينقل الشيخ الصدوق (رض)
في ص 295 من كتابه " إكمال الدين " أن عيسى عليه السلام مر بأرض كربلاء، و توقف فوق مطارح الطف ولعن قاتلي الحسين و مهدري دمه الطاهر فوق هذه الثرى. فكأن الرسول صلى الله عليه وآله والأنبياء وعلي عليه السلام يقرأون في كتاب ما سيحدث " لسيد الشهداء "، و ما سيلاقيه من قتل و تعذيب على يد الفئة الباغية، لأن خط الحسين وخط الأنبياء في إعلاء كلمة الله ونشر الخير والفضيلة في الأرض،و أن ميثاق الأنبياء والشهداء واحد لا يتغير ولا يتبدل كما أراد الله ذلك: (و إذ أخذنا من النبيين ميثاقهم و منك و من نوح و إبراهيم و موسى و عيسى و أخذنا منهم ميثاقا غليظا) (11).
وحينما أدخل رأس الحسين عليه السلام على (يزيد)، دار حوار بين أحد أحبار اليهود و (يزيد بن معاوية) وكان الحبر اليهودي حاضرا في ذلك المجلس - حيث جسد هذا الحوار دفاع (الحبر اليهودي) عن مظلومية الحسين عليه السلام و إنكاره عليهم ما فعلوه بحق السبط الشهيد قائلا لهم: (إني أجد في التوراة، إنه من قتل ذرية نبي لا يزال مغلوبا ما بقي، فإذا مات يصليه الله نار جهنم) (12).
المصادر:
(1) يوحنا 5: 9 - 12 ص 463 " الأصل العبري "، العهد الجديد.
(2) المعجم الحديث، ص 471.
(3) نفس المصدر، ص 1ظ 4، ص 425.
(4) المعجم الحديث، ص 24ظ ، 369، 48.
(5) المصدر السابق، ص 81، 114، 212.
(6) سفر أرميا: 46: 6، 1ظ  ص 782 " الأصل العبري " العهد القديم.
(7) المعجم الحديث، ص 226، 311، 4ظ 6.
(8) تاريخ اليعقوبي، المجلد الثاني، ص 243.
(9) إقناع اللائم على إقامة المآتم، ص 3ظ ، نقلا عن أعلام النبوة، ص 83.
 (10) ابن قولويه، كامل الزيارات، ص 67.
(11) سورة الأحزاب: 33.
(12) العلامة المحقق مرتضى العسكري، معالم المدرستين، ج 3، ص 159.

أضف تعليقك

تعليقات القراء

ليس هناك تعليقات
*
*

شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية