شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

عاشوراء. عيد أم مأتم

0 المشاركات 00.0 / 5
عاشوراء. عيد الشامتين بأهل البيت (عليهم السلام) :
و إذا أردنا أن نسلّم بما يقال، من أنّ عمل السلف حجة، و إن لم يكن المعصوم داخلا فيهم.
و إذا فرضنا صحة قولهم: إن عصر الصحابة والتابعين هو العصر الذي تنعقد فيه الإجماعات، و تصير حجة، و تشريعاً متّبعاً.
و إذا كان الإجماع معصوماً و نبوّة بعد نبوّة، حسبما يدّعون.(145)
و إذا كان يحلّ لمسلم أن يدّعي وجود نبوّة بعد نبوّة خاتم النبيّين، خلافاً لنص القرآن الكريم: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ}.(146)
و إذا كان يجوز عند هؤلاء اطّراح القرآن، وكل ما قاله النبي الأعظم صلى الله عليه وآله لمجرد أنه انعقد الإجماع بعد عصر النبي على خلافهما، مع التصريح بأن الأمة معصومة.(147)
إذا جاز كل ذلك. جاز أن يقال لهؤلاء: لقد سُبَّ أمير المؤمنين (عليه السلام) على ألوف المنابر في جميع أقطار العالم الإسلامي، من قبل وعّاظ السلاطين، طيلة عشرات السنين. و شارك في ذلك العديد بل العشرات من الصحابة.
فهل يجوِّز هؤلاء العودة إلى سبه، وهل يعتبرون ذلك شريعة مرضية لله ولرسوله؟!
كما أن بني أميّة وكلّ أتباعهم، و من كان تحت سيطرتهم، و كذلك بنو أيّوب، ولمدة عشرات السنين، قد اتخذوا يوم عاشوراء عيداً، و أوّل من فعل ذلك الحجاج، برضا و بمرأى و مسمع من الخليفة عبد الملك بن مروان، و بمرأى و مسمع من بقايا الصحابة، و جميع التابعين.
ولم نجد اعتراضاً من أحدٍ منهم، ولا من أيّ من علماء الأمة، وصلحائها ـ باستثناء أهل البيت عليهم السلام الذين كانوا يعملون بمبدأ التقية آنئذٍ ـ لا في تلك الفترة في عهد الأمويين، ولا في زمان بني أيوب و بعده.
ثم إنهم يؤكدون لزوم السرور في هذا اليوم بما يروونه من حوادث عظيمة، اتفق وقوعها فيه، من قبيل: توبة الله فيه على آدم، و استواء السفينة على الجودي، و إنجاء النبي إبراهيم (عليه السلام) من النار وفداء الذبيح بالكبش، و نحو ذلك.(148)
ويا ليتهم اكتفوا بذلك، بل لقد تعدّو ذلك إلى الإفتاء بحرمة لعن يزيد لعنه الله، و عدم جواز تكفيره، وقالوا: إنّه من جملة المؤمنين(149)
بل لقد قال ابن الصلاح: «و أما سب يزيد ولعنه، فليس ذلك من شأن المؤمنين، و إن صح أنه قتله أو أمر بقتله».(150) زاعمين أنه يجوز لعن قتلة الأنبياء، ومن علم موته على الكفر.
و تقدمت بعض محاولاتهم في الدفاع عنه.
كما أن الجمهور قد خالفوا في جواز لعنه بالتعيين(151)
وقال عبد الغني سرور المقدسي: «إنما يمنع من التعرض للوقوع فيه، خوفاً من التسلق إلى أبيه، وشكَّاً لباب الفتنة(152)
بل قال: الشبراوي الشافعي، عن الغزالي، و ابن العربي: «فإنّ كلاهما قد بالغ في تحريم سبّه ولعنه، لكن كلاهما مردود».(153)
____________________________________
(145) راجع: المنتظم لابن الجوزي ج9 ص210 والإلمام ج6 ص123 والأحكام في أصول الأحكام ج1 ص204 و205.
(146) الآية 40 من سورة الأحزاب.
(147) راجع: تهذيب الأسماء ج1 ص42 و راجع: الإلمام ج6 ص123 والباعث الحثيث ص35 و شرح النووي على صحيح مسلم بهامش إرشاد الساري ج1 ص28 ونهاية السول ج3 ص325 وسلم الوصول ج3 ص326 و علوم الحديث لابن الصلاح ص24 و إرشاد الفحول ص82 و80 والإحكام في أصول الأحكام للآمدي ج4 ص188 و189.
(148) راجع على سبيل المثال: عجائب المخلوقات، بهامش حياة الحيوان ج 1 ص 114 والصواعق المحرقة ج2 ص535.
(149) الصواعق المحرقة ج2 ص639، و إحياء علوم الدين ج 3 ص 125، وقيد الشريد ص61 عن جمال الدين الأردبيلي، و راجع ص63 و70 و80، و راجع العواصم من القواصم ص232 و233، و هوامشه لترى دفاعهم المستميت عن يزيد لعنه الله تعالى، و راجع البداية والنهاية ج8، وذكر في كتاب: يزيد بن معاوية الخليفة المفترى عليه طائفة من هؤلاء، فراجع ص124 و غير ذلك.
(150) الصواعق المحرقة ج2 ص639 وقيد الشريد ص59.
(151) الإتحاف بحب الأشراف ص 62 والصواعق المحرقة ج2 ص638.
(152) قيد الشريد ص70.
(153) الإتحاف بحب الأشراف ص 68.

أضف تعليقك

تعليقات القراء

ليس هناك تعليقات
*
*

شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية