علي بن الإمام الصادق (عليه السلام)
علي بن الإمام الصادق ( عليه السلام )
ناصر محمد نعمان
اسمه ونسبه :
السيّد علي بن الإمام جعفر الصادق، بن الإمام محمّد الباقر، بن الإمام علي
السجَّاد، بن الإمام الحسين، بن الإمام علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، القرشي
، الهاشمي ، العلوي ، المدني ، المشهور بـ ( العريضي ) نسبة إلى محلة ( العريض ) في
ضاحية المدينة المنوَّرة .
ولادته :
لم تحدّد لنا المصادر تاريخ ولادته ، إلاّ أنّه كان صبيّاً لم يبلغ الحلم عند وفاة
أبيه الصادق ( عليه السلام ) عام 148 هـ .
مكانته العلمية :
بعد وفاة أبيه الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، أصبح
تحت رعاية أخيه الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، ونهل من مناهله الفياضة الصافية ،
فأصبح علماً من أعلام القرن الثاني الهجري .
كما عاصر الإمام الرضا، والجواد، والهادي ( عليهم السلام ) ، وصاحبهم في أسفار
عديدة ، وأخذ منهم العلوم ، والفضائل الكثيرة ، وكان أمين سرِّهم ، وخازن أموالهم
أيضاً ، إضافة لذلك استفاد من حسين بن زيد الشهيد ، وسفيان بن عينه ، ومحمّد بن
مسلم ، وعبد الملك بن قدامه ، ومعتب ، وأبي سعيد المكي ، وروى عنهم أيضاً .
ووقف أمام الواقفية وقفة مشرِّفة ، وتحدَّاهم بكل قوّة ، وأظهر للجميع زيف دعواهم ،
وانحرافهم عن النهج القويم ، وكان وجيهاً محترماً لدى الشيعة الإمامية ، وكان يفد
إليه الناس ، وينهلون من علومه التي تلقَّاها مباشرةً عن أبيه الصادق ( عليه السلام
) .
تلامذته : نذكر منهم ما يلي :
1ـ أحمد بن محمّد بن أبي نصر البيزنطي .
2ـ يونس بن عبد الرحمن .
3ـ علي بن أسباط .
4ـ عبد العظيم بن عبد الله الحسني .
5ـ أيوب بن نوح .
أخلاقه :
روي أنّه كان يستقبل الإمام الجواد ( عليه السلام ) بكلّ أدب وتبجيل ، ويقدّم له
النعلين ، في حين أنّ الإمام كان طفلاً ، وهو شيخاً طاعناً في العمر ، وعندما كانوا
يحتجُّون عليه بذلك ، يبرهن عمله كواجب شرعي تجاه إمام مفترض الطاعة ، وولي الأمر .
مواقفه :
روي أنّه اشترك هو وأخوه محمّد في نهضة الطالبيين ، ودارت بينهم وبين الحاكم
العباسي هارون بن المُسيَّب حرب طاحنة ، دفاعاً عن حقوق الطالبيين .
أقوال العلماء فيه : نذكر منهم ما يلي :
1ـ قال الشيخ المفيد : إنّ علي بن جعفر من رواة الأحاديث ، وإنّ رواياته معتمدة
ومعتبرة ، وهو تقيّ ، فاضل ، وثقة ، وكان يلازم أخاه الإمام الكاظم ( عليه السلام )
دائماً ، وقد روى عنه روايات كثيرة .
2ـ قال الشيخ الطوسي : إنّه عالم ، جليل ، ثقة ، ومعتمد عليه .
3ـ قال العلاّمة الحلّي : إنّه ثقة ، وقد نقل عنه الكِشِّي الرواية ، ويدلّ ذلك على
اعتقاده الراسخ وأدبه تجاه الإمام الجواد ( عليه السلام ) .
مؤلفاته :
للأسف ضاعت كتبه ، ولم يصل إلينا منها إلاّ كتابه الوحيد القيِّم ، وهو ( مسائل علي
بن جعفر ) ، ويحتوي على أسئلة عرضها على أخيه الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ،
وردود الإمام ( عليه السلام ) على تلك المسائل .
وفاته :
توفّي السيّد علي ( رضوان الله عليه ) في السابع والعشرين من ذي الحجّة 210 هـ ،
واستناداً إلى بعض الروايات أنّ جثمانه الطاهر قد دفن في مدينة قم المقدّسة ، في
إيران ، ومرقده ( رضوان الله عليه ) - في الوقت الحاضر - مزار لمحبِّي أهل البيت (
عليهم السلام ) وشيعتهم .