شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

نقش على الأحداق

0 المشاركات 00.0 / 5

في مولد سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السّلام
وأخيه أبي الفضل العباس عليه السّلام
وابنه الإمام زين العابدين عليه السّلام 3 ـ 5 شعبان 1423 هـ


بسم الله الرحمن الرحيم
سلام عليك سيدي يا أبا عبدالله، سلام عليك مولاي يا أبا الفضل، سلام عليك سيدي يا أبا محمد. ها أنا أُغالب ارتعاشةَ لأخطّ أولَ قصيدةِ حبٍّ تُقبِّل أوراقي، بعد أن سالت قصائدُ حبّكم في أوردتي وشراييني. كلّ ما أتمنّاه أن تدوّنوا سمي في سجّلات مُحبّيكم ومادحيكم، فلقد عَشِقتُكم نبضاً بين الضلوع، وسَكبتكم عشقاً في الشرايين، ونقشتكم طيفاً على الأحداق...


عَشِقنـاكَ نَـبْضاً بين أضلاعِـنـا رَفْـا         وصُغناكَ ( صُبحاً فوقَ أجفاننا أغفى )
عَشِقنـاكَ أعـنـاقـاً تأبَّـى على الردى     وتـَسـتَـلُّ بـالأوداجِ هـادِرةً سيفَا
عَشِقنـاكَ نـبـراساً يلـوحُ عـلى القَنا         وتُـشـرِقُ مـنـهُ الشمسُ دانيةً قَطْفَا
عَشِقنـاكَ طُـوفـانـاً تَـؤوبُ بِـريِّـه         عيـونُ الـهـوى العُذريِّ مـالِئَةً كَفَّا
عَشِقنـاكَ إكـليـلاً يـفـوحُ كـرامـةً         فتُـهـدِي إليه الـخُلدُ نِسرِينَها زُلْفَى
نَقَشنـاكَ فـي الأحـداقِ طـيفاً مُجَنَّحاً         تُصلِّي لهُ الأهدابُ ـ خاشعةً ـ صَفَّا
سَكَبنـاكَ فـي الـشريـانِ عِشْقَاً مُعتَّقاً         فـعَبَّتْ بـه الأنـفـاسُ وارِدةً رُعْفَا
فمُذ صِرتَ نبضَ القلبِ، صارَ هو الصدى     وجُنَّت عـلـى نـجـواكَ دقَّاتُهُ اُلْفَا
ومُـذْ كُـنتَ مِلءَ الكونِ صرخةَ حُزنهِ     تَـثـنَّتْ عـلى ذِكـراكَ ألحانُهُ اُسْفَا
فـكُـنـتَ نشيـدَ اللهِ زمجَرَ جَـرسُهُ         فَخَرَّتْ عروشُ الجَور مِن حولِهِ رُجْفَا
وكـنتَ بِـطـورِ اللهِ شُـعـلَـةَ نـارِهِ         فقد ضوؤهـا يُطفى وذِكرُكَ لا يُطفَى
وكنـتَ ـ كما هواكَ ـ وِتراً مُخـلَّداً         وصـِرْتَ مـع الأرواحِ يا واحداً أَلْفَا

* * *

وَرَدنَا وعِطرُ الوَردِ يسبِقُ خَـطوَنا         وأحلامُنا الخضراء قد أصبَحَتْ عُجْفا
فَطُفنا على ( العبّاسِ ) نَرنو.. لَكَفَّهُ         تَمـورُ عـلـى الأكوانِ واهبةً وَرْفَا
وخِلْناهُ مِلءَ العَينِ يـمتَلِكُ الـدُنـا         عَطاءً بـمِـلءِ الجِوُدِ لا يَنقَضي نَزْفَا
ورُمناهُ خيّالاً على قِـمَمِ السّـمـا         يُنـَكِّـسُ هَـامَ الشِّعـرِ إنْ سَيفُهُ قَفَّا
ولاحَتْ بُرودُ النجـمِ تَرشِفُ هُدبَهُ         وتُغفـي على يُمـنَاه نـاعِـسةً طَرْفَا
وهَبَّ شُعاعُ الفَـجـرِ يَـلثِمُ خَدَّهُ         ويحكِي لنورِ الشمسِ من حُسنِهِ وَصْفا
فيا يُمنَةَ الإلهامِ.. يا كـَفَّ واهِبٍ         أحَـارُ بهـا جُوداً.. سَلِ النهر والطفَّا
يُقَبِّلُها الكَرَّارُ سـاعَـةَ مـولِـدٍ         وأدمُـعُهُ تـجـري عـلى خَدِّهِ وَكْفَا
أدِرْ بيدَيكَ الجُودَ فَـوق جِراحِنا..         جِـراحُ مـآسـيـنا بغيرِكَ لا تُشْفى

* * *

نُهنِّيكَ يـا شَـعـبانُ إشراقَةَ الهُـدى         ومَن رَصَفَ الإحسانَ في كفِّهِ رَصْفَا
فمُذ أشرَقَ السجَّادُ أخـجَـلَ نُـورُهُ         ذُكـاءً، فـذابَت مـِن مَهابَتِهِ كَسْفَا
ويَهنيكَ يا ( داودُ ) صَوتُكَ لـم يَزَلْ         تُؤوِّبُهُ الأطيـارُ مـن نَشجِهِ عَزْفا
ويَهنيكَ يا( ذا الطُّورِ )حَزمُكَ لم يَزَلْ     يُزلزِلُ ( فِرعوناً ) ويُرْعِدُهُ عَصْفا
ويَهنيكَ يا ( ذا النارِ ) نارُكَ لم تَزَل         تذِيفُ إلى ( نمرود ) مِن كفِّهِ حَتْفا
ويَهنيكِ يا أيتامَ يثرِبَ، قـد هَـمَـى         يُساقيكِ ماءُ الخُلْدِ من كأسِهِ الأوفى

* * *

نَظمتُ رياحِيني عُقوداً مـن الهـوى         برِّيٍّ وَلاكُم.. حـيـثُ تَرشِفُهُ رَشْفا
وعَلْقتُ أشعاري عـلى بابِ رِفْدِكُم         فأنُتم قِرى شِعري ومَوردُهُ الأصفى
وأبحَرتُ ( باسمِ اللّهِ في سُفُنِ النَّجا)     وجُودُكُمُ بَـحـري، وحلُمُكُمُ الَمرْفَا
فخارَت قِوى الأشعارِ تَسجُدُ عِندَكُم         وتَـهْوِي عـلى الأعتابِ حائِرةً شُغْفَا
وتُصغي لـمدحِ الآلِ وحـياً مُترَّلاً         ( تَمنَّت بهِ العلياءُ ) لو أصبحت حَرفا

أضف تعليقك

تعليقات القراء

ليس هناك تعليقات
*
*

شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية