شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

البكاء على الامام الحسين(ع) سُنَّة سَنَّها رسول الله (ص)

1 المشاركات 05.0 / 5

الروايات عن طريق أهل السنّة والجماعة في بكاء الرسول (صلى الله عليه وآله) على الإمام الحسين عليه السلام كثيرة جداً ومتواترة بلا ريب ، وتُعدُّ من القضايا الغيبيّة التي أخبر بها الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) الدالة على صدقه وأنه (صلى الله عليه وآله) أصدق من برأ الله تعالى .

ولم يقتصر بكاؤه (صلى الله عليه وآله) على الحسين (عليه السلام) بموقف وزمان واحد ، بل بملاحظة مجموع ما روي عن الصحابة يستكشف على نحو القطع أن بكاءه (صلى الله عليه وآله) على الحسين (عليه السلام) كان في أزمنة مختلفة وأمكنة متعددة ومواقف متكررة ، فمرة بكى على الحسين في بيت أُم سلمة ، وأُخرى في بيت عائشة ، وثالثة في بيت علي وفاطمة (عليهما السلام) ، ومرة كان الذي يخبره بقتل الحسين جبرئيل (عليه السلام) ، وأُخرى ملك المطر ، وثالثة غيره من الملائكة المقربين .
كما أنه (صلى الله عليه وآله) قد عقد المأتم والبكاء على الحسين
فقد كان (صلى الله عليه وآله) أوَّل من أخبر بواقعة شهادة الإمام الحسين (عليه السلام) .
فروى ابن حبان في صحيحه 6 / 203 ، عن أنس بن مالك قال : استأذَنَ مَلَك القطر رَبَّه أن يزور النبي (صلى الله عليه وآله) ، فأذن له ، فكان في يوم أم سلمة ، فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : (اِحفظي علينا الباب ، لا يَدخل علينا أحد) .
فبينا هي على الباب ، إذ جاء الحسين بن علي (عليهما السلام) ، فظفر ، فاقتحم ، ففتح الباب ، فدخل ، فجعل يتوَثَّب على ظهر النبي (صلى الله عليه وآله) .
وجعل النبي ( صلى الله عليه وآله) يتلثمه ويقبله ، فقال له المَلَك : أتحبه ؟
قال (صلى الله عليه وآله) : (نعم) .
قال : أمَا إنَّ أمَّتك ستقتله ، إن شئت أريتُكَ المكان الذي يُقتل فيه ؟ .
قال (صلى الله عليه وآله) : (نعم) .
فقبض قبضة من المكان الذي يُقتل (عليه السلام) فيه ، فأراه إياه ، فجاءه بسهلة أو تراب أحمر ، فأخذَتْهُ أمُّ سلمة ، فجعلَتْهُ في ثوبها .
وأما بكاء النبي (صلى الله عليه وآله) عليه ، فقد روى أحمد في مسنده 2 / 78 ، عن نجي أنه سار مع علي (عليه السلام) ، وكان صاحب مطهرته ، فلما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين فنادى علي (عليه السلام) : (اِصبرْ أبا عبدِ الله ، اِصبرْ أبا عبدِ الله بشط الفرات) .
قلت : وماذا ؟
قال (عليه السلام) : (دخلتُ على النبي (صلى الله عليه و آله) ذات يوم وعيناه تفيضان ، قال : بل قام من عندي جبريل قبل ، فَحدَّثَني أن الحسين يُقتَل بشط الفرات ، هل لك إلى أنْ أُشِمَّك من تربته ؟
قلت : نعم .
فمدَّ (صلى الله عليه وآله) يده ، فقبض قبضة من تراب ، فأعطانيها ، فلم أملك عيني أن فَاضَتَا) .
وروى الحاكم في المستدرك على الصحيحين 3 / 176 ، عن أم الفضل بنت الحارث ، أنها دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالت : يا رسول الله ، إني رأيت حلماً مُنكَراً الليلة .
قال (صلى الله عليه وآله) : (مَا هُوَ) .
قالت : إنه شديد .
قال (صلى الله عليه وآله) : (ما هو) .
قالت : رأيت كأَنَّ قطعة من جسدك قطعت ، وَوُضِعت في حِجْري .
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : (رَأيتِ خَيراً ، تَلِد فاطمة إن شاء الله غُلاماً ، فيكونُ في حِجرك) .
فَوَلدت فاطمة (عليها السلام) الإمام الحُسين (عليه السلام) ، فكان في حجري كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) .
فدخلتُ يوماً إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فوضعتُهُ في حِجره ، ثم حانَتْ مِنِّي التِفَاتَة ، فإذا عينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) تهريقان من الدموع .
فقلت : يا نبي الله ، بأبي وأمي ، ما لَكَ ؟
قال (صلى الله عليه وآله) : (أتاني جِبريل عليه الصلاة والسلام ، فأخبرَني أنَّ أُمَّتي ستقتُل ابني هذا) .
فقلت : هذا !! .
فقال (صلى الله عليه وآله) : (نعم) .
وأتاني (صلى الله عليه وآله) بتربة من تربته (عليه السلام) حمراء .
ونقول : هذه روايات صريحة في أنَّ البكاء على الإمام الحسين هي سُنَّة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وليست بِدْعَة .
والشيعة يتبعون في ذلك سُنَّة النبي (صلى الله عليه وآله) في البكاء على سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) .
=*=*=*=*=*=*=*=*=*=*=*=
لانريد الإطالة في هذا المجال ومن يريد التحقيق فليراجع كتاب بكاء الرسول (ص) على الامام الحسين (ع) من اعداد "محمد عبد الله نجم" وفيه يذكر روايات عن جميع الصحابة في بكاء النبي (ص) على الامام الحسين (ع)

أضف تعليقك

تعليقات القراء

ليس هناك تعليقات
*
*

شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية