استقطبت قناة mbc الفضائية منذ فترة اهتمام مشاهديها بشأن عرض مسلسل الفاروق عمر و بالفعل بدأت بعرضه خلال أيام وليالي شهر رمضان المبارك. و رافق العرض حديث وكلام كثير من خلال احتجاجات واسعة من مجاميع سنية باستثناء عدد من المؤيدين من شيوخ أهل السنّة وعلی رأسهم يوسف القرضاوي.
وللمسلسل اشكالات كثيرة من ضمنها ما يتعلق بصورة أميرالمؤمنين علي بن ابي طالب (التي لا يضاهيها حتی جمال القمر) وأيضاً التحريف و التدسيس في قضايا التاريخ الواضحة، وكذلك ابراز فضائل مختلقة لأشخاص لا فضيلة لهم و ... .
واحتجاجنا يختلف عن سائر المنتقدين واصحاب الاشكالات علی هذا المسلسل. و مما هو ملفت للنظر وشاهدناه هو أن شخصية عمربن الخطاب، أي الشخصية الاولی فی المسلسل يمثلها ممثل سوري وسيم، فهذه الوسامة لشخصية عمر جعلتنا أن نواجه عملية تزوير وغش و عملية اختراق لواقع صفحات التاريخ قام بها كل من معد و مخرج ومموّلوا هذا المسلسل ليغسلوا بها دماغ المشاهد ويفرضوا عليه ما يروق لهم. ومن أجل أن نتعرف عل‍ی قليل من الفارق بين صورة عمربن الخطاب الحقيقية والممثل الوسيم الذي رشح لهذا الدور، فندعو القارئ التتبع معنا إلی هذه الوثائق التاريخية:
ذكر ابن عبدالبر وهو من كبار علماء أهل السنة ومن ثقاتهم في كتابه الاستيعاب: أنه (أي عمر بن الخطاب) كان أدم، شديد الأدمة. الاستیعاب : ۳ / ۲۳۵
والأدمة، هي بمعنی السمرة. راجع لسان العرب(مادة أدم).
وبناءً علی ما ذكره ابن عبدالبر في استيعابه إذن عمر كان شديد السمرة. فاحكم أيها القارئ علی لون بشرة من يقول عرب شبه جزيرة العرب عنه: شديد السمرة. كيف سيكون لون بشرة وجهه؟
وينقل ابن سعد في طبقاته، نقلاً عن عمربن الخطاب نفسه، سبب شدة سمرة وجههه، بهذا القول: سمعت عمر یقول انما جاءتنا الادمه من قبل اخوالی   الطبقات الکبری : ۲ / ۲۳۵
عسی أنه أراد أن يقول ابن الحلال يشبه أخواله.
و زعم الواقدي ان سمرته انما جاءت من اكل الزيت تهذیب التهذیب : ۷ / ۳۸۶
وفيما يخص الشعر الطويل، الحني، المجعد والجميل لممثل هذا الدور فالاغراق واضح وطاغٍ. يقول ابن ابي الدنيا بسند صحيح عن ابورجاء العطاردي في وصف عمربن الخطاب: كان عمر طويلاً جسيماً، أصلع الشعر. الاصابة:  ۴ / ۳
وبخصوص عيون الممثل الجميلة والجذابة والتي علی أساس تمثل عيون عمربن الخطاب فلنا دردشة قصيرة، ولا نستبعد ابتعاد المخرج أو كاتب نصوص المسلسل عن مطالعة المصادر التاريخية ورفوف المكتبات، حيث هذا  كتاب البداية والنهاية أمامنا، يقول: كان (أي عمربن الخطاب) رجلاً طوالاً أصلعاً أحور العينين.
البدایه و النهایه : ۷ / ۱۵۶
وهناك العديد من المصادر تطرقت لصفات عمربن الخطاب إرتأينا أن يتصفّحها القارئ الكريم بنفسه.
في الختام وبعد التعرف علی جانب يسير من صور التاريخ نطرح هذه التساؤلات:
 هل يمكن أن نعتبر مخرج المسلسل أميناً في عرض التاريخ الاسلامي؟
هل علی المشاهد أن يصدق ما يشاهده في هذا المسلسل؟
تبادر إلی ذهننا أن نطرح هذا السؤال أخيراً:
باعتقادكم وحسب ما أوردناه من مواصفاة وجه عمربن الخطاب من كتب أهل السنة، كيف سيكون وجهه؟ فاحكموا وصورة الممثل الوسيم السوري أمامكم.