شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

التوكل وقود الحضارة

0 المشاركات 00.0 / 5

هناك نظريات عديدة تقول : إنّ أمام المجتمعات دورات عديدة يجب أن تمرّ بها قبل أن تصل إلى ذروة الحضارة ، فكما أن ‏الإنسان لابد أن يمرّ بدورات حتى يصل إلى مرحلة الكمال في النموّ ، فكذلك الحال بالنسبة إلى المجتمعات فإنها تعيش ‏هي الأخرى ضمن دورات حياتية ؛ فتترعرع كما يترعرع الأطفال ثم تنمو حتى تدخل مرحلة المراهقة ، ثم تنمو أكثر لتعلن عن حضارتها ، ثم لا تلبث بعد ذلك أن تعيش في حالة الكهولة ، ثم الشيخوخة ، ثم لتزول بعد ذلك وتنهار .

وهناك البعض يرى أن تحديات معيّنة تعيشها الشعوب ، تبعث فيها الحضارة ، وإذا كانت هذه التحديات عنيفة غاية العنف فإنها تتسبب في إلحاق الهزيمة النفسية بهذه الشعوب ، وخصوصاً إذا كانت ضعيفة خائرة الهمّة .
أما إذا كانت التحديات بقدر همة الإنسان فلا هي ضعيفة ، ولا قوية ، فحينئذ ستبدأ الحضارة . والقائلون بهذا الرأي‏يضربون أمثلة تاريخية عديدة على نظريّتهم هذه .

 

فيتامين الحضارة

وفي الفترة الأخيرة اكتشف بعض العلماء والباحثين ما أطلقوا عليه اسم ( فيروس التقدم‏ ) ، وأنا شخصياً لا يروق لي هذا المصطلح كثيراً ، لأن كلمة ( الفيروس‏ ) تستخدم عادة في الجوانب السلبية ، فهي كلمة تسبب في‏أذهاننا تداعياً إلى حكمة المرض ، ولذلك فإني سأحاول أن أغيّر هذا المصطلح لاستعيض عنه بمصطلح ( فيتامين‏ التطوّر أو الحضارة ) .
إنّ أولئك العلماء والباحثين يقولون : إنهم عندما درسوا تاريخ اليونانيين القدماء رأوا أن ثقافتهم كانت في بداية نهضتهم ‏مليئة بهذا الفيتامين ، ثم قلّت نسبة هذا الفيتامين بالتدرج مع هبوط مستوى الحضارة في اليونان حتى انعدم تقريباً من‏ ثقافتهم .
ثم إن هؤلاء الباحثين أخضعوا بعض العيّنات التاريخية الأخرى للدراسة ، فبحثوا في تاريخ الحضارة البريطانية أو المجتمع البريطاني خلال أربعمائة عام ، ثم بدؤوا يقيسون نسبة وجود هذا الفيتامين ، فلاحظوا أنه كلّما كانت نسبته تزداد في أفكار وثقافة وأدبيّات المجتمع البريطاني ، فإن ازدهاراً في الاقتصاد كان يحدث ؛ والعكس صحيح .
ثم بحث هؤلاء العلماء في مختلف الحضارات البشرية ، حتى أنهم درسوا حياة بعض الشعوب البطيئة ، فقد كانت هناك ـ على سبيل المثال ـ قبيلتان ؛ إحداهما متحفزة دوماً للتقدم ، ولديها من القوانين السياسية والاقتصادية والاجتماعية ما هو أفضل من القبيلة الأخرى ، وعندما بحثوا في ثقافة القبيلة الأولى وجدوها غنية بفيتامين الحضارة ، في حين أن نسبة هذا الفيتامين كانت معدومة تقريباً لدى ثقافة وآداب القبيلة الثانية .
على أن الباحثين لم يكتفوا عند هذا الحدّ من الدراسات والتجارب ، فاختاروا عيّنة من الأشخاص من مدينة هندّية تسمى ( كاكينادا ) ، وأجروا على هؤلاء الأشخاص تجارب عملية ، فزوّدهم بهذا الفيتامين ضمن دورة مركّزة خلال عشرة أيام ، ثم درسوا حياتهم بعد سنتين ، فلاحظوا أن تطوّراً حضارياً كبيراً حدث في حياتهم بسبب‏ وجود هذا الفيتامين .

 

حقيقة هذا الفيتامين و مواصفاته‏

ولعل سائلاً يسأل ، ترى ما هي حقيقة هذا الفيتامين ، وما هي مواصفاته ؟
ولم يكن هذا الفيتامين إلا الشعور بالحاجة إلى النشاط ، والتحرّك ، والانبعاث ، فهذا الشعور عندما يكون سائداً في‏ آداب بلد من البلدان ، أو شعب من الشعوب فإننا سنرى فيه حالة من النهضة المتصاعدة .
وفي المقابل ؛ فإن هناك ظاهرة أخرى تمثل السبب الرئيسي في التخلّف والجهل ألا وهي ظاهرة التردّد ، والإحجام ،وعدم المبادرة ؛ فهناك شعوب تقول عندما تريد أن تقوم على عمل ما : ( دعنا ننتظر ونبحث و نستفسر ) كما كان الحال بالنسبة إلى بني إسرائيل بعد أن أمرهم اللَّه جل وعلا أن يقتلوا أنفسهم بعد حادثة العجل المعروفة لكي ‏يطهّروا أنفسهم ، فما كان منهم إلا أن نفذوا الأمر الإلهي ، وبعد فترة خرج بنو إسرائيل من التيه ، وسكنوا منطقة أخرى‏ بعد أن فقدوا تلك الحالة من الحيوية ، المبادرة إلى تنفيذ الأوامر ، فوصلوا إلى حالة جديدة ، هي حالة التساؤلات‏ و الاستفهامات عندما أمرهم اللَّه سبحانه أن يذبحوا بقرة ، فما كان منهم إلا أن انهالوا على نبيهم موسى‏ عليه السلام السيل من‏الأسئلة والاستفسارات العديمة الجدوى حول نوع تلك البقرة ، ولونها ، وعمرها . . .
وللأسف ؛ فإن أكثر الناس يعيشون اليوم حالة أصحاب البقرة ، فبمجرد أن يطلب منهم القائد أن يفعلوا شيئاً فإنهم‏ يبدؤون بطرح الأسئلة والاستفسارات عليه حول فلسفة هذا الشي‏ء ، والحكمة من ورائها ، وما إلى ذلك ، فتراهم‏ يفتقرون إلى ( الفيتامين‏ ) الذي سبقت الإشارة إليه .

 

مصدر فيتامين التقدّم‏

وهنا يتبادر إلى الأذهان السؤال المهم التالي : ما هو مصدر هذا الفيتامين ، وأين نجده ؟ ولماذا نجد أنّ أمة من الأمم‏ تحتوي على كميّة هائلة منه وتبدأ على ضوء ذلك انطلاقتها الحضارية في حين نجد أن أمة أخرى تفتقر إليه فتبقى متخلفة ؟
لا يغيب عنا أن الحضارة هي ـ أساساً ـ فطرة الإنسان ؛ أي أن فطرة الإنسان الأولية تدعوه إلى التحرك ، والنهضة ،والانبعاث ، والتكامل ؛ في حين أن الأغلال الاجتماعية ، والأصر الثقافية ، والمثبطات والمعوّقات هي التي تجعل الإنسان‏ يخلد إلى الأرض ، وإلا فإن الإنسان هو في الأصل كائن متحضّر . وهنا قد ينبري إلى الأذهان السؤال التالي : أين‏ الإسلام من هذا ( الفيتامين‏ ) ، ولماذا يوجد في أمة من الأمم لفترة من الفترات ثم ينعدم في فترة أخرى ؟؟

ومن أجل أن نجيب إجابة مفصلة عن هذه التساؤلات ، فإننا نذكر النقاط التالية

    إن الفكرة الحضارية المتمثلة في شعار ( دعنا نبدأ ) إنما تنبعث من ضمير الإنسان بسبب الثقافة الدينية .
    إن هذه الفكرة قد تنبعث في ضمير شعب عبر انتقال الثقافة الدينية إليه ؛ أي قد يوجد شعب يتحضّر بالثقافة الدينية ،كالمسلمين الذين نقلوا هذه الفكرة إلى الأوروبيين بواسطة الأندلس ، فأخذ الأوربيون هذه الفكرة ، وبدؤوا حضارتهم‏بها .
    قد تواجه أمة من الأمم التحديات ، ولكي تعرف كيف تتعامل مع هذه التحديات فإنها تتوصل بالثقافات‏ الحضارية الأصيلة ، وتتمسك بها وتبدأ حضارتها على هذا الأساس ، وأنا ـ هنا ـ أوافق ( آرنولد تويمبى‏ ) في‏بعض أبعاد نظريته ليس كلّها .
    والأهم من كل ما سبق أن الإنسان عندما يحمل قضية ، وهدفاً ، ورسالة ، فإن فكره وثقافته سيفرزان بشكل طبيعي‏ فكرة ( دعنا نبدأ ) . فالإنسان إنما يبقى ويحيى وينمو بقضيته ، أما الذي لا قضية له فإنه يعيش في الفراغ بدون‏ أي أساس يستند إليه ، ولذلك نجد أن أصحاب المبادئ والثوريين هم أكثر نشاطاً من غيرهم ، لأنهم أكثر تمسّكاً بفكرة ( دعنا نبدأ العمل‏ ) .
    فكرة التوكّل على اللَّه جل وعلا ، فالتطلّع والهمة والطموح ، هذه الشعلة الأبدية المتوقدة في ضمير الإنسان ، والتي‏تدعوه أبداً إلى التسامي والتكامل و العروج هي غريزة فطرية موجودة في داخل كل إنسان .

وفي المقابل ؛ فإن هناك فيروساً مضاداً للتطلع والأمل والطموح ألا وهو اليأس . فهناك من الناس من يمتلكون التطلع ‏ولكنّ حاجز اليأس بحجبهم في نفس الوقت ، علماً أن اليأس هو من الأسلحة الفاعلة الفتاكة التي يستخدمها الشيطان في‏قتل روح الحياة والنشاط في الإنسان .

 

التوكّل سبيل مقاومة اليأس‏

وبناءً على ذلك ؛ فإن حاجز اليأس هو الذي يحول دون أن نحقق تطلّعاتنا ، فكيف نستطيع أن نقاوم حاجز اليأس هذا ؟
الجواب : إن السلاح الفاعل الذي نستطيع بواسطته القضاء على اليأس هو التوكّل على اللَّه تبارك وتعالى ، ولذلك ؛ فإن‏التوكل يتمثل أعظم فضيلة من الممكن أن يمتلكها الإنسان .
وإليك نموذجاً بارزاً في باب التوكل على اللَّه عز وجل ، ذكره اللَّه تعالى لنا في سورة الأنفال ، إذ قال : ﴿ ... يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ 1.
فالقرآن الكريم يصرّح في الآيات السابقة بأن من صفات المؤمنين المتوكلين أنهم إذا تليت عليهم آيات اللَّه زادتهم‏ خشوعاً ، ثم يذكر بعد ذلك قصة تاريخية هي خروج النبي‏صلى الله عليه وآله وسلم من المدينة لقتال المشركين ، ولكن عناصر من المسلمين‏ عارضت هذا الخروج واعتقدوا أنه سيؤدي إلى حدوث مذبحة ، أو حرب إبادة ، فما كان من النبي ‏صلى الله عليه وآله وسلم إلا أن استشار أصحابه ، فأشار عليه بعضهم بعدم الخروج لعدم امتلاكهم للإمكانيات اللازمة للقتال ، ولكن الأمر الإلهي نزل صريحاً بضرورة الخروج لمحاربة الكفار والمشركين ، فما كان من النبي‏ صلى الله عليه وآله وسلم إلا أن خرج متوكلاً على اللَّه جل وعلا ، وبالفعل فقد حقق الانتصار في معركة بدر .
والقرآن الكريم لا يكتفي بنقل هذا المقطع ؛ بل يبين لنا جانباً آخر من التوكل . فعندما خرج المسلمون قبل معركة بدر ،فإنهم كانوا يستهدفون السيطرة على قافلة تجارية ، وكانوا يمنون أنفسهم بالحصول على الغنائم . ولكن اللَّه سبحانه ‏ابتلاهم وجعلهم يواجهون جيشاً قوامه ألف مسلح جاؤوا للدفاع عن القافلة التجارية وعن مصالح قريش ، وهذا ما يشير إليه قوله عز من قائل : ﴿ وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ ﴾ 2.
فقد أنبأهم اللَّه تعالى بأنهم سيحصلون على شي‏ءٍ ، في حين أنهم فكروا بأنهم سيحصلون على الغنائم ، وقد كانوا مؤمنين ‏بأن اللَّه قد صدقهم وعده ، ولكنهم كانوا يرغبون في الحصول على غنائم سائغة يحصلون عليهم من القافلة التجارية ، ولو كانوا حصلوا بالفعل على القافلة التجارية لما استطاعوا أن يحققوا نصراً خدم الرسالة الإسلامية كل الخدمة وأعظمها ،ولكن اللَّه تعالى ساقهم في اتجاه استطاعوا فيه أن يكسروا شوكة الجاهلية ، فانتصر الإسلام في بدر ، وانتهت المعركة في‏يوم بدر لمصلحة المسلمين إلى الأبد . وبعبارة أخرى ؛ فإن الخالق تعالى أراد لهم أن يحققوا انتصاراً حضارياً ، في حين‏أنهم كانوا يريدون أن يحصلوا على الغنائم ، والمتع الزائلة .

 

ترى لماذا ابتلى اللَّه تقدست أسماؤه المسلمين الأوائل بهذا البلاء ؟

الجواب نجده في الآيات السابقة نفسها حيث يقول عز شأنه : ﴿ لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ﴾ 3، فإذا ما حصل الإنسان على مغنم بسهولة فإن إيمانه وتوكله لا يمكن أن يزداد ، ولكن ‏اللَّه جل وعلا كان يريد لهم أن يواجهوا قوة عسكرية هائلة لينتصروا عليها فيتضاعف توكلهم على الخالق ، وترتفع ‏ثقتهم به . وبالفعل فإن المسلمين حصلوا على معنويات عالية في بدر أكثر مما حصلوا على مغانم .

 

التوكل في الأحاديث‏

وعلى هذا الأساس ؛ فإننا بحاجة إلى روح التوكل ، لأنها أعظم من المكاسب المادية ومن الأمور التافهة الأخرى ،والإسلام يؤكد كثيراً على موضوع التوكل ، والأحاديث في هذا المجال غزيرة ، نذكر منها على سبيل المثال ما روي عن‏الإمام موسى الكاظم‏ عليه السلام إذ قال : ( إن الغنى والعزّ يجولان ، فإذا ظفرا بمواضع التوكل أوطنا ) 4 .
وقال الإمام جعفر الصادق‏عليه السلام : ( أيما عبد أقبل قِبَلَ ما يحبُّ اللَّه عز وجل أقبل اللَّه قِبَل ما يحبُّ ، ومن‏ اعتصم باللَّه عصمه اللَّه ، ومن أقْبَل اللَّه قبله وعصمه لم يبال لو سقطت السماء على الأرض ، أو كانت نازلة نزلت على أهل الأرض فشملتهم بليّة كان في حزب اللَّه بالتقوى من كل بليّة ، أليس اللَّه عز وجل يقول : ( إن المتقين في مقام أمين‏ ) 5 .
وقال‏عليه السلام : ( من أُعطي ثلاثاً لم يمنع ثلاثاً ؛ من أعطي الدعاء أعطي الإجابة ، ومن أعطي الشكر أعطي‏ الزيادة ، ومن أعطي التوكل أعطي الكفاية ) 6 .
وروي عن الإمام جعفر الصادق‏عليه السلام أنه قرأ في بعض الكتب أن اللَّه تبارك وتعالى يقول : ( وعزتي و جلالي ‏و مجدي و ارتفاعي على عرشي لأقطعن أمل كل مؤمل من الناس أمّل غيري باليأس ، ولأكسونّه ثوب المذلة عند الناس ، ولأنحيّنه من قربي ، ولأُبعدنه من وصلي . أيؤمّل غيري في الشدائد والشدائد بيدي ، ويرجو غيري ، ويقرع بالفكر باب غيري ، وبيدي مفاتيح الأبواب وهي مغلقة ، وبابي مفتوح لمن دعاني؟ فمن ذا الذي أمّلني بنوائبه فقطعته دونها ، ومن ذا الذي رجاني لعظمة فقطعت رجاءه مني ؟ جعلت آمال عبادي‏ عندي محفوظة فلم يرضوا بحفظي ، وملأت سماواتي ممّن لا يمّل من تسبيحي وأمرتهم أن لا يغلقوا الأبواب بيني وبين عبادي فلم يثقوا بقولي ، ألم يعلم من طرقته نائبة من نوائبي أنه لا يملك كشفها أحد غيري إلاّ من بعد أذني ، فمالي أراه لاهياً عني ؟ أعطيته بجودي ما لم يسألني ، ثم انتزعته عنه فلم يسألني‏ ردّه ، وسأل غيري . أفيراني أبدأ بالعطايا قبل المسألة ، ثم أُسأل فلا أجيب سائلي ؟ أبخيل أنا فيبخلني‏ عبدي ، أو ليس الجود والكرم لي ، أوليس العفو والرحمة بيدي ، أو لست محل الآمال فمن يقطعها دوني ، أفلا يخشى المؤملون أن يؤملوا غيري ؟ ؟ فلو أن أهل سماواتي ، وأهل أرضي أملوا جميعاً ثم أعطيت كل واحد منهم مثل ما أمل الجميع ، ما نقص من ملكي مثل عضو ذرّة ، وكيف ينتقص ملك أنا قيّمه ؟! فيا بؤساً للقانطين من رحمتي ، ويا بؤساً لمن عصاني ولم يراقبني‏ ) 7 8 .

_______________

    1. القران الكريم: سورة الأنفال (8)، من بداية السورة إلى الآية 2، الصفحة: 177.
    2. القران الكريم: سورة الأنفال (8)، الآية: 7، الصفحة: 177.
    3. القران الكريم: سورة الأنفال (8)، الآية: 8، الصفحة: 177.
    4. بحار الأنوار : ‏68 / ‏143 .
    5. بحار الأنوار : ‏68 / ‏127 .
    6. بحار الأنوار : ‏68 / ‏129 .
    7. بحار الأنوار : ‏68 / ‏131 .
    8. كتاب : الحضارة الإسلامية ، آفاق و تطلعات ، الفصل الثاني : في سلوك الحضاري .

 

أضف تعليقك

تعليقات القراء

ليس هناك تعليقات
*
*

شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية