شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

نظرة عامة الى الدين

0 المشاركات 00.0 / 5

مفهوم الدين‏

الدين في اللغة بمعنى الطاعة والجزاء…، وأما في الاصطلاح فتعني: الإيمان بخالق الكون والإنسان، وبالتعاليم والوظائف العمليّة الملائمة لهذا الإيمان، وذلك في مقابل أولئك الذين لا يؤمنون بالخالق إطلاقاً، بل يؤمنون بالصدفة والاتفاق في خلق الظواهر الكونية، أو أنها مسبّبة للأسباب المادية والطبيعية.

 

أصول الدين وفروعه‏

يتألف الدين من قسمين رئيسين

۱- العقيدة التي تمثّل الأساس والقاعدة بالنسبة للدين.

۲- التعاليم والأحكام العملية المنبثقة من الأسس العقائدية والملائمة لها.

ومن هنا ناسب أن يسمّى قسم العقائد من الدين “بالأصول”، وقسم الأحكام العملية “بالفروع”، وقد استخدم علماء المسلمين هذين المصطلحين في مجال العقائد والأحكام.

 

الرؤية الكونية والأيديولوجية

إن ألفاظ الرؤية الكونية والأيديولوجية استعملت في معان متقاربة، ومن معاني الرؤية الكونية أنها عتبارة عن “مجموعة من المعتقدات والنظريات الكونية المتناسقة حول الكون والإنسان بل وحول الوجود بصورة عامة”، ومن معاني الأيديولوجية أنها عبارة عن “مجموعة من الآراء الكلية المتناسقة حول سلوك الإنسان وأفعاله”.

وعلى ضوء هذين المعنيين يمكن أن يعتبر النظام العقائدي والأصولي لكل دين هو رؤيته الشاملة، ونظام أحكامه العملية الكلية ايديولوجية، ويتمثلان في أصول الدين وفروعه، ولكن يلزم التأكيد على أن مصطلح الأيديولوجية لا يشمل الأحكام الجزئية، كما أن مصلطلح الرؤية الكونية لا يشمل المعتقدات الجزئية.

وقد تستعمل كلمة الأيديولوجية أحياناً في معنى عام بحيث يشمل الرؤية الكونية.

 

الرؤية الكونية الإلهية والمادية

تنتشر بين الناس الكثير من أنواع الرؤى الكونية، ولكن يمكن تقسيمها جميعا على أساس الإيمان بالغيب وإنكاره إلى قسمين جامعين: الرؤية الكونية الإلهية، والرؤية الكونية المادية.

وقد أطلق على مَن يتبنّى الرؤية الكونية المادية في العصور السابقة اسم “الطبيعي” و”الدهري” وأحيانا “الزنديق” و”الملحد”، وأما في عصرنا فيطلق عليه “المادي”. ومن أشهر المذاهب والتيارات المادية “المادية الديالكتيكية” التي تمثل البعد الفلسفي للماركسية.

 

الأديان السماوية وأصولها

بحسب المستفاد من المصادر الإسلامية فإن الدين قد لازَمَ وجود الإنسان على الأرض، فكان الإنسان الأول وهو آدم عليه السلام نبياً وداعياً للتوحيد، وأما سبب ظهور الشرك وتطرّق البدع إلى الأديان فهو الإنحراف والجهل والعمل بالأهواء والمطامع.

 

وتشترك الأديان التوحيدية في ثلاثة أصول كلية

۱- الإيمان بالله الواحد.

۲- الإيمان بالحياة الأبدية في عالم الآخرة، ونيل الجزاء على العمل إن خيراً فخير وإن شرّاً فشر.

۳- الإيمان ببعثة الأنبياء والرسل المبعوثين من الله تعالى لهداية البشرية إلى حيث سعادتهم في الدنيا والآخرة.

وهذه الأصول الثلاثة تمثل إجابات حاسمة على الأسئلة الرئيسية التي يواجهها كل إنسان في صميم ذاته وفطرته: من هو خالق الوجود والإنسان؟ ما هي نهاية الحياة ومصير البشر؟ ما هو السبيل لمعرفة النظام الأفضل للحياة؟

وعليه، فإن العقائد الأساسية لكل الأديان السماوية تتمثّل في التوحيد والنبوة والمعاد، ويمكن أن نعتبر الإيمان بوجود الله الواحد “الأصل

 

أصول الدين وأصول المذهب‏

إن أصول الإسلام الأساسية ثلاثة: التوحيد، النبوة، المعاد. وهذه الأصول الثلاثة تسمى أصول الدين، والمنكر لأي واحد منها ليس من المسلمين.

وهناك معتقدات أخرى نشأت من تحليل هذه المعتقدات وتجزئتها، أو أنها من لواحقها، يمكن أن نعتبرها من العقائد الأصلية أيضاً ولكن وقف اصطلاح خاص، فمثلاً يمكن أن نعتبر الإيمان بوجود الله والإيمان بتوحيده والإيمان بنبوة نبيها صلى الله عليه و آله من أصول الدين الإسلامي، وبعض علماء الشيعة اعتبروا العدل وهو من المعتقدات المتفرعة من التوحيد أصلاً مستقلاً، والإمامة وهي من لواحق النبوة أصلاً آخر.

وفي الواقع فإن استعمال كلمة “الأصل” في مثل هذه المعتقدات خاضع للإعتبار والمواضعة والاصطلاح، ولا مجال للنزاع والبحث حوله.

وعليه، فكلمة “أصول الدين” يمكن استعمالها في معنيين: عام وخاص.

والإصطلاح العام هو ما يقابل “فروع الدين” وقسم الأحكام، ويشمل كل العقائد المعتبرة. والاصطلاح الخاص هو الذي يختص بالمعتقدات الأساسية.

ويمكن أن نطلق “أصول الدين” على العقائد المشتركة بين جميع الأديان السماوية دون تخصيصه بدين معيّن، أمثال الأصول الثلاثة (التوحيد، النبوة، المعاد)، أما لو أضفنا إليها بعض الأصول الأخرى المختصة بدين ما فنطلق عليها “أصول الدين الخاص”، وكذلك إذا أضفنا إليها بعض المعتقدات المختصّة بمذهب معيّن أو فرقة معيّنة نطلق عليها “أصول الدين والمذهب”، أو “أصول العقائد لمذهب معيّن”.

 

أضف تعليقك

تعليقات القراء

ليس هناك تعليقات
*
*

شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية