مناظرات وردود
المجلس الخامس
- نشر في
-
- مؤلف:
- سلطان الواعظين ، السـيّد محمّـد الموسوي الشيرازي
- المصدر:
- ليالي بيشاور

أقبل الحافظ وسائر العلماء من أول الليل مع جماعة كبيرة من أتباعهم ، وبعد تناول الشاي والحلوى ، بدأ الحافظ قائلا : لقد فكرت كثيرا في حديثكم وكلامكم حول حديث المنزلة ، وراجعت كتبنا فرأيته كما ذكرتم أنه من الأحاديث الصحيحة المتواترة بإجماع علمائنا وأهل الحديث الموثقين عندنا .. ولكنه لا يدل على خلافة سيدنا علي كرم الله وجهه بعد وفاة النبي (ص) مباشرة من غير فاصل كما تقولون ، بل صدر حديث المنزلة عند خروج النبي (ص) من المدينة إلى غزوة تبوك وخلّف عليا في المدينة .
مناظرة ابن طاووس مع فقيه من المستنصرية
- نشر في
قال ابن طاووس ـ عليه الرحمة ـ : إني كنت في حضرة مولانا الكاظم والجواد ـ عليهما السلام ـ فحضر فقيه من المستنصرية ، كان يتردد عليَّ قبل ذلك اليوم ، فلما رأيت وقت
حضوره يحتمل المعارضة له في مذهبه ، قلت له : يا فلان ما تقول لو أن فرسا لك ضاعت منك وتوصلت في ردها إليَّ أو فرسا لي ضاعت مني وتوصلت في ردها إليك أما كان ذلك حسنا أو واجبا ؟ فقال : بلى. فقلت له : قد ضاع الهدى ، إما مني واما منك والمصلحة أن ننصف من أنفسنا وننظر ممن ضاع الهدى فنرده عليه. فقال : نعم. فقلت له : لا أحتج بما ينقله أصحابي لانهم متهمون عندك ، ولا تحتج بما ينقله أصحابك لانهم متهمون عندي أو على عقيدتي ، ولكن نحتج بالقرآن ، أو بالمجمع عليه من أصحابي وأصحابك ، أو بما رواه أصحابي لك وبما رواه أصحابك لي.
مناظرة ابن طاووس مع رجل من الزيدية وآخر من أهل العلم
- نشر في
قال ابن طاووس في وصاياه لولده : وحضر عندي ـ يا ولدي محمد رعاك الله جلّ جلاله بعنايته الالهية ـ بعض الزيدية وقد قال : لي إن جماعة من الامامية يريدون مني الرجوع عن مذهبي بغير حجة وأريد أن تكشف لي عن حقيقة الامر بما يثبت في عقلي. قلت له : أول ما أقول أنني علوي حسني وحالي معلوم ولو وجدت طريقا إلى ثبوت عقيدة الزيدية كان ذلك نفعا ورئاسة لي دينية ودنيوية ،
مناظرة ابن طاووس مع رجل حنبلي
- نشر في
قال ابن طاووس في وصايا لولده : حضرني يا ولدي محمد حفظك الله جل جلاله لصلاح آبائك وأطال في بقائك نقيباً ، وأتى رجلاً حنبلياً ، وقال : هذا صديقنا ويُحب أن يكون على مذهبنا فحدثه. فقلت له : ما تقول إذا حضرت القيامة ، وقال لك محمد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ : لأي حال تركت كافة علماء الإسلام ، واخترت أحمد ابن حنبل إماماً من دونهم ، هل معك آية من كتاب الله بذلك أو خبر عني بذلك ، فإن كان المسلمون ما كانوا يعرفون الصحيح حتى جاء أحمد ابن حنبل وصار إماماً فعمن روى أحمد بن حنبل عقيدته وعلمه وإن كانوا يعرفون الصحيح وهم أصل عقيدة أحمد بن حنبل
مناظرة العلامّة الحلي مع علماء المذاهب الاربعة بمحضر الشاه خدا بنده
- نشر في
يقال : إنّ الشاه خدابنده غضب يوماً على امرأته فقال لها : أنت طالق ثلاثاً ، ثمّ ندم وجمع العلماء. فقالوا : لابدّ من المحلّل. فقال : عندكم في كلِّ مسألة أقاويل مختلفة أو ليس لكم هنا اختلاف ؟ فقالوا : لا. فقال أحد وزرائه : إنّ عالماً بالحلّة وهو يقول ببطلان هذا الطلاق. فبعث كتابه إلى العلاّمة ، وأحضره ، فلمّا بعث إليه. قال علماء العامّة : إنّ له مذهباً باطلاً ، ولا عقل للروافض (3) ، ولا يليق بالملك أن يبعث إلى طلب رجل خفيف العقل. قال الملك : حتّى يحضر. فلمّا حضر العلاّمة بعث الملك إلى جميع علماء المذاهب الاربعة ، وجمعهم. فلمّا دخل العلاّمة أخذ نعليه بيده ، ودخل المجلس ، وقال : السلام عليكم ، وجلس عند الملك. فقالوا للملك : ألم نقل لك إنّهم ضعفاء العقول. قال الملك : اسألوا عنه في كلِّ
مناظرة الشيخ الصدوق (ره) مع الملك ركن الدولة بن بابويه
- نشر في
لقد ذكر في المجلس الذي جرى بين الشيخ الامام أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي مع الملك ركن الدولة أبي علي الحسين بن بابويه الديلمي ، قيل : إنه وُصِف للملك المذكور حال أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي ، وما يقعده في المجالس وما عليه من الاثار وما يجيب عنه من المسائل والاخبار ورجوع الامامية إليه وإلى أقواله في البلدان والامصار. فأحبَّ لقاءه ومسألته فقدَّم إلى حاجبه البرمكي إحضاره ،
مناظرة الشيخ الصدوق مع ملحد عند ركن الدولة في غيبة الإمام المهدي عليه السلام
- نشر في
ولقد كلمني بعض الملحدين في مجلس الاَمير السعيد ركن الدولة رضي الله عنه فقال لي : وجب على إمامكم أن يخرج فقد كاد أهل الرُّوم يغلبون المسلمين.
فقلت له : إنّ أهل الكفر كانوا في أيّام نبيّنا صلى الله عليه وآله أكثر عدداً منهم اليوم ، وقد أسرَّ صلى الله عليه وآله أمره وكتمه أربعين سنة بأمر الله جلَّ ذكره ، وبعد ذلك أظهره لمن وثق به وكتمه ثلاث سنين عمّن لم يثق به، ثمَّ آل الاَمر إلى أن تعاقدوا على هجرانه وهجران جميع بني هاشم والمحامين عليه لاَجله،
مناظرة الشيخ المفيد مع بعض فقهاء العامّة في حكم الاجتهاد والتصويب
- نشر في
قال الشيخ الكراجكي ـ عليه الرحمة ـ في كتابه كنز الفوائد : جرى لشيخنا المفيد أبي عبدالله محمد بن محمد بن النعمان ـ رضوان الله عليه ـ مع بعض خصومه في قولهم : « إن كل مجتهد مصيب » . قال شيخنا المفيد (رضي الله عنه) : كنت أقبلت في مجلس على جماعة من متفقهة العامة ، فقلت لهم : إن أصلكم الذي تعتمدون عليه في تسويغ الاختلاف ، يحظر عليكم المناظرة ، ويمنعكم من الفحص والمباحثة ، واجتماعكم على المناظرة يناقض اُصولكم في الاجتهاد ، وتسويغ الاختلاف . فإما أن تكونوا مع حكم أصولكم ، فيجب أن ترفعوا النظر فيما بينكم ، وتلزموا الصمت . وإما أن تختاروا المناظرة ،
مناظرة الشيخ المفيد مع أبي بكر الباقلاني وبعض المعتزلة في حكم القياس
- نشر في
قال الشريف المرتضى عليه الرحمة : ومن كلام الشيخ أدام الله عزّه أيضاً في إبطال القياس : سئل الشيخ أيّده الله في مجلس لبعض القضاة ، وكان فيه جمع كثير من الفقهاء والمتكلّمين ، فقيل له : ما الدليل على إبطال القياس في الاَحكام الشرعية ؟ فقال الشيخ أدام الله عزّه : الدليل على ذلك أنني وجدت الحكم الذي تزعم خصومي أنه أصل يقاس عليه ويستخرج منه الفرع ، قد كان جائزاً من الله سبحانه التعبد في الحادثة ، التي هو حكمها بخالقه مع كون الحادثة على حقيققتها وبجميع صفاتها ،
مناظرة الشيخ المفيد مع أبي محمد بن المأمون في حكم الطلاق ثلاثاً
- نشر في
ومن كلام الشيخ أدام الله عزّه في الطلاق ، قال الشيخ : حضرت يوماً عند صديقنا أبي الهذيل سبيع بن المنبه المختاري رحمه الله وألحقه بأوليائه الطاهرين عليهم السلام ، وحضر عنده الشيخان أبو طاهر وأبو الحسن الجوهريان ، والشريف أبو محمد بن المأمون ، فقال لي أحد الشيخين : ما تقول في طلاق الحامل إذا وقع الرجل منه ثلاثاً في مجلس واحد ؟ فقال الشيخ أيده الله : فقلت : إذا أوقعه بحضور مسلمين عدلين وقعت منه واحدة لا أكثر من ذلك . فسكت الجوهري هنيئة
مناظرة الشيخ المفيد وبعض الشيعة مع أبي القاسم الداركي أيضاً في حكم المتعة
- نشر في
قال الشيخ المفيد ـ أدام الله عزّه ـ : قد كنت حضرت مجلس الشريف أبي الحسن أحمد بن القاسم المحمدي وحضره أبو القاسم الداركي ، فسأله بعض الشيعة عن الدلالة على تحريم نكاح المتعة عنده فاستدل بقول الله تعالى : ( وَالذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ، إلاّ عَلَى أَزوَاجِهِم أَو مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ، فَمن ابتَغَى وَراءَ ذَلِكَ فَاُولئِكَ هُمُ العَادُون )(1) ، قال : والمتعة باتفاق الشيعة ليست بزوجة ولا بملك يمين ، فبطل أن تكون حلالاً. فقال له السائل : ما أنكرت أن تكون زوجة ، وما حكيته عن الشيعة في إنكار ذلك لا أصل له. فقال له : لو كانت زوجة لكانت وارثة لاَن الاتفاق حاصل ،
مناظرة الشيخ المفيد مع أبي القاسم الداركي في حكم المتعة
- نشر في
قال الشيخ المفيد ـ عليه الرحمة ـ : وقد كنت استدللت بالآية التي قدمت تلاوتها على تحليل المتعة في مجلس كان صاحبه رئيس زمانه ، فاعترضني أبوالقاسم الداركي. فقال : ما أنكرت أن يكون المراد بقوله تعالى : ( فَمَا استمتَعتُم بهِ مِنهنَّ فآتُوهُنَّ اُجورَهُنَّ فَرِيضَةً )(2) إنما أراد به نكاح الدوام وأشار بالاستمتاع إلى الالتذاذ ،
مناظرة الشيخ المفيد مع شيخ من الاسماعيلية في حكم المتعة
- نشر في
قال الشيخ ـ أدام الله عزه ـ : حضرت دار بعض قواد الدولة وكان بالحضرة شيخ من الاِسماعيلية يعرف بابن لؤلؤ ، فسألني : ما الدليل على إباحة المتعة ؟ فقلت له : الدليل على ذلك قول الله جلّ جلاله : ( واُحلّ لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم مُحصنين غير مسافحين فما استمتعتم به منهنَّ فآتوهنَّ أجورهن فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة إن الله كان عليماً حكيماً )(1)،
مناظرة الشيخ المفيد مع أبي جعفر النسفي العراقي في حكم مسح الرجلين في الوضوء
- نشر في
سأل بعض أهل مجلس الشيخ أبي عبدالله ، محمد بن محمد بن النعمان رضي الله عنه ، أبا جعفر المعروف بالنسفي العراقي(1). فقال له : ما فرض الله تعالى من الوضوء في الرجلين ؟ فقال : غسلهما . فقال : ما الدليل على ذلك ؟ فقال : قول النبي صلى الله عليه وآله وقد توضأ ، فغسل وجهه ، وغسل ذراعيه ، ومسح برأسه وغسل رجليه ، وقال : هذا وضوء لا يقبل الله الصلاة إلاّ به(2). فقال له السائل : ما أنكرت على من قال : انّه لا حجة لك في الخبر ،
مناظرة الشيخ المفيد مع الورثاني في مسألة شورى النبي صلى الله عليه وآله لأصحابه
- نشر في
ومن كلام الشيخ ـ أدام الله عزّه ـ أيضاً في دار الشريف أبي عبدالله محمد بن محمد بن طاهر رحمه الله ، وحضر رجل من المتفقهة يعرف بالورثاني وهو من فهمائهم ، فقال له الورثاني : أليس من مذهبك أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان معصوماً من الخطأ ، مبرأ من الزلل، مأموناً عليه من السهو والغلط ، كاملاً بنفسه غنياً عن رعيته.
فقال له الشيخ ـ أيده الله ـ : بلى كذلك كان صلى الله عليه وآله .
قال له : فما تصنع في قول الله جلّ جلاله : ( وَشَاوِرْهُم في الاَمرِفَإذا عَزَمتَ فَتَوكّل عَلى اللهِ )(1)
مناظرة الشيخ المفيد مع بعضهم في حديث لو اجتمع للإمام عليه السلام عدة أهل بدر
- نشر في
بسم الله الرحمن الرحيم قال الشيخ المفيد رضي الله عنه : حضرت مجلس رئيس من الرؤساء ، فجرى كلام في الاِمامة ، فانتهى إلى القول في الغيبة .
فقال صاحب المجلس : أليست الشيعة تروي عن جعفر بن محمد عليه السلام : انّه لو اجتمع للاِمام عدة أهل بدر ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً لوجب عليه الخروج بالسيف(1)؟
فقلت : قد روي هذا الحديث .
قال : أولسنا نعلم يقيناً أن الشيعة في هذا الوقت أضعاف عدّة أهل بدر ، فكيف يجوز للاِمام الغيبة مع الرواية التي ذكرناها ؟
فقلت له : إن الشيعة وإن كانت في وقتنا كثيراً عددها ، حتى تزيد على عدة أهل بدر أضعافاً مضاعفة ،
مناظرة الشيخ المفيد مع بعضهم في الدليل على وجود الإمام المهدي عليه السلام
- نشر في
بسم الله الرحمن الرحيم وصلّى الله على محمد وآله وسلّم تسليماً .
سأل سائل الشيخ المفيد رحمه الله فقال : ما الدليل على وجود الاِمام صاحب الغيبة عليه السلام ، فقد اختلف الناس في وجوده اختلافاً ظاهراً ؟
فقال له الشيخ : الدليل على ذلك إنّا وجدنا الشيعة الاِمامية فرقة قد طبقت الاَرض شرقاً وغرباً ، مختلفي الآراء والهمم ، متباعدي الديار لا يتعارفون ، متدينين بتحريم الكذب ، عالمين بقبحه ، ينقلون نقلاً متواتراً عن أئمتهم عليهم السلام عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه : إنّ الثاني عشر يغيب غيبة يرتاب فيها المبطلون
مناظرة الشيخ المفيد مع بعضهم في علة استتار الإمام الهدي عليه السلام
- نشر في
قال الشريف المرتضى عليه الرحمة : سئل الشيخ ـ أيده الله ـ فقيل له : أليس رسول الله صلى الله عليه وآله قد ظهر قبل استتاره ودعاإلى نفسه قبل هجرته ، وكانت ولادته معروفة ونسبه مشهوراً وداره معلومة، هذا مع الخبر عنه في الكتب الاُولى والبشارة به في صحف إبراهيم وموسى عليه السلام وإدراك قريش وأهل الكتاب علاماته ومشاهداتهم لدلائل نبوته وأعلام عواقبه، فكيف لم يخف مع ذلك على نفسه ولا أمر الله أباه بستر ولادته ،
مناظرة الشيخ المفيد مع رجل من المعتزلة في علة غيبة الإمام المهدي عليه السلام
- نشر في
قال الشريف المرتضى عليه الرحمة : ومن حكايات الشيخ أدام الله عزه وكلامه في الغَيبَة ـ قال الشيخ أيده الله : قال لي شيخ من حذاق المعتزلة وأهل التدين بمذهبه منهم : أُريد أن أسألك عن مسألة كانت خطرت ببالي ، وسألت عنها جماعة ممن لقيت من متكلمي الاِماميه بخراسان وفارس والعراق فلم يجيبوا فيها بجواب مقنع !
فقلت : سل على اسم الله إن شئت .
فقال : خبرني عن الاِمام الغائب عندكم أهو في تقية منك ؟ كما هو في تقية من أعدائه ؟ أم هو في تقية من أعدائه خاصة ؟
فقلت له : الاِمام عندي في تقية من أعدائه لا محالة ، وهو أيضاً في تقية من كثير من الجاهلين به ،
مناظرة الشيخ المفيد مع رجل من أصحاب الحديث في آية التطهير ونزولها في أهل البيت عليهم السلام
- نشر في
قال الشيخ الصدوق رحمه الله : ومن كلام الشيخ ـ أدام الله عزّه ـ : قال له رجل من أصحاب الحديث ممن يذهب إلى مذهب الكرابيسي : ما رأيت أجسر من الشيعة فيما يدعونه من المحال ، وذلك أنّهم زعموا أن قول الله سبحانه : ( إنّما يُريد الله ُليذهِب عَنكم الرجس أهل البيت ويُطهّركم تطهيراً ) (1) نزلت في علي وفاطمةوالحسن والحسين عليهم السلام مع ما في ظاهر الآية من أنها نزلت في أزواج رسول الله صلى الله عليه وآله وذلك أنك إذا تأمّلت الآية من أوّلها إلى آخرها وجدتها منتظمة لذكر الاَزواج خاصة ، ولم نجد لمن ادعوها له ذكراً.